2007-05-28 19:23:17
الولايات المتحدة تقلب موازينها بشأن سوريا وإيران

يرى المحللون أن إنهاء عمل المجموعة الأمريكية المختصة بالنشاطات والسياسات السورية والإيرانية هو دليل قاطع على تغيير موقف واشنطن تجاه دمشق وطهران.

في إشارة لوجود تحول بالغ في السياسة الأمريكية، قامت إدارة بوش بحلّ اللجنة الاختصاصية التي كانت قد شكلتها العام الماضي لتنسيق تحركات عدوانية ضد إيران وسوريا.


وقد كانت هذه اللجنة تعقد اجتماعات أسبوعية خلال عام 2006 وذلك من أجل التخطيط لأعمال معينة مثل عرقلة دخول طهران إلى المؤسسات المصرفية والحسابات، تنظيم عمليات بيع المعدات الحربية للدول المجاورة لطهران ودعم القوات المعارضة لطهران ودمشق.  

ولكن في الأسبوع الماضي صرح نيكولاس بيرنز، معاون الشؤون السياسية في وزارة الخارجية الأمريكية، بأن اللجنة قد حللت في شهر اذار وذلك "لصالح عمليات أكثر نوعية" للتنسيق بين كل من البيت الأبيض والخارجية الأمريكية ووزارة الدفاع الأمريكية والهيئات الاستخبارية.

ورغم أن مسؤولي البيت الأبيض قد صرحوا بأن حلّ تلك المجموعة كان ببساطة مجرد إعادة تنظيم إدارية، إلا أن المحللين يرون في هذه الخطوة دليلاً على تغيير موقف واشنطن تجاه إيران وسوريا. وذكر أحد مسؤولي الخارجية الأمريكية دون ذكر اسمه نظراً لكونه غير مخول بالتصريح للصحافة، ذكر أنه قد تم إنهاء عمل المجموعة بسبب الإدراك الشعبي السائد عنها بأنها قد تشكلت لإسقاط الحكومات السورية والإيرانية. 

وعلى الرغم من تأكيد مسؤولي الخارجية الأمريكية على أن الهدف من تشكيل هذه اللجنة هو حث هذين النظامين على تغيير سلوكيهما، إلا أن النقاد اتهموا مجموعة النشاطات والسياسات السورية الإيرانية بحياكة خطوات سرية ضد كلا البلدين التي قد تتصاعد في النهاية الى نزاع عسكري. كما أن السرية التي لفت تشكيل هذه اللجنة العام الماضي وحقيقة تشكيلها على نمط مشابه لإحدى اللجان التي أسست قبل حرب العراق قد زاد من هذه المخاوف.

وكانت صحيفة هيرالد تريبيون قد كتبت في إحدى افتتاحياتها بأن حلّ هذه اللجنة قد جاء اثر إطلاق إدارة بوش لمبادرته الجديدة التي تتضمن عقد محادثات رفيعة المستوى مع كل من إيران وسوريا. 

يقول كينيث كاتزمان، المختص بشؤون الشرق الأوسط في هيئة البحوث في الكونغرس إنه لا يعتقد بأن حلّ تلك اللجنة قد تزامن مصادفة مع إطلاق الخارجية الأمريكية لمبادراتها الدبلوماسية. وقال " أعتقد أن الأسباب التي دعت إلى تشكيل هذه المجموعة كانت الترويج لتغيير النظام، ورايس تسير في اتجاه مختلف تماماً عن هذا. إن مدرسة تغيير النظام في إدارة بوش قد أضحت أضعف قليلاً".   

من جهته وافق تريتا بارسي الأستاذ المساعد في جامعة جونز هوبكنز، والذي يرأس أيضاً المجلس الوطني الأمريكي الإيراني، وافق على أن حلّ المجموعة يشير إلى تحول في مسار الإدارة الأمريكية ولكنه قال "إن الوقت ما يزال مبكراً لمعرفة مدى تحول سياسة الإدارة الأمريكية. ففي الوقت الراهن تبدو هذه الخطوات مجرد خطوات تمهيدية باتجاه الدبلوماسية". وقال بارسي "أعتقد أننا ولجنا مرحلة فيها الأشخاص اللذين يؤيدون تغيير النظام غير أقوياء بشكل كاف لإدارة السياسة ولكنهم ما زالوا أقوياء كفاية لإضعاف السياسة. ولكن الوقت ما يزال مبكراً على إسقاطهم بشكل كامل".

 

أدم روبرتسون - موقع الجزيرة

ترجمة هدى شبطا - سيريانيوز


copy rights © syria-news 2010