فترة الخطوبة من الامور الهامة التي قد تكشف بعض عيوب الخطيب أو الخطيبة, خاصة عندما يكون الزواج تقليديا, عندها يكون من السهل على أي من الشاب أو الفتاة ان يقررا هل يستمرا أو ينسحبا, لأن الكثير من الزيجات التي تمت بسرعة البرق أدت الى الطلاق بسرعة البرق.
لنستعرض بعض آراء الشباب والشابات والأهل ومن ثم نأخذ رأي الاختصاصي الاجتماعي.
> ريم الزغبي تقول: هناك فجوة كبيرة بيني وبين اهلي لااستطيع ردمها, أنا احب أن تطول فترة الخطوبة أكثر لأتعرف على شريك حياتي أكثر, ألا يكفي اني قبلت ان اتزوج على الطريقة التقليدية مع عدم صلاحيتها في عصرنا هذا, لكني لن أقبل ان اتزوج إلا بعد مرور سنة على الأقل, اهلي يتضايقون من خطيبي كلما دخل أو خرج, يتذمرون إن هو احضر هدية أم لم يحضر, إن اتى بهدية يقولون: لو أنها كذا وإن لم يحضر فهو بخيل, يتدخلون بكل صغيرة وكبيرة, هذه حياتي اتمنى أن اعتمد على نفسي في قراري.
> اسامة شيخ الشباب يقول: لقد خطبت لي أمي فتاة جميلة ومؤدبة (وبنت عيلة) كما يقولون, وفي فترة الخطوبة استطعت أن اكتشف امورا كثيرة لم أكن لأكتشفها لو تزوجت بسرعة, هي من النوع المدلل جدا والعصبي جدا وبحاجة لمن يراضيها كل دقيقة, أنا اعتقد أن الزواج يجب أن لا يتم الا بعد فترة مناسبة للخطوبة.
> أم أحمد تقول: لدي ابنتان وكلتاهما مخطوبتان, الكبرى عقدت قرانها بعد فترة وجيزة وإن زوجي متزمت ولا يرضى ان يدخل الخطيب دون عقد القران, والآن أنا وهو نادمان أشد الندم (فألف قلبة ولا غلبة) فمنذ أن عقد قران ابنتي الكبرى وأنا وهو نعاني فقد اصبح يتحكم بابنتي وباختها وبالبيت وبدأت الخلافات تزداد والمشكلة انه ليس جاهزا لاتمام الزواج, يسهر الليل عندنا ويأتينا في الصباح وعلينا تحضير الطعام والشراب وكل ما يلزم لاستقباله, كاد زوجي يطلقني لكثرة مداراتي لهذا الوضع, الى أن اتى يوم وانفجرت بوجهه وحددت له مواعيدا للزيارة وللخروج والنتيجة انه طلق ابنتي وبكل بساطة, لذلك لن اقع بنفس المطب مع ابنتي الصغرى, سأطيل فترة الخطوبة دون عقد القران فهذا لن يسمح له بأن يتمادى ابدا وبالتالي سنتعرف عليه أكثر, إذ لا بد من فترة اختبار.
> الاستاذ بكر يقول: منذ أن خطبت ابنتي وانا غير مرتاح ولا أنام, احب تعجيل الزواج ولا احب فترة الخطوبة الطويلة, فالمكتوب يظهر من عنوانه, إذا (كان ابن ناس) وحالته المادية جيدة.. ما المانع? المهم ان يحسن الانسان الاختيار من بادىء الأمر وبعدها لن يندم.
> السيدة نوال خطاب تقول: ليتني عملت فترة خطوبة لابنتي.. مع الأسف رفض والدها هذا الأمر, وخلال اسابيع خطبت وتزوجت وذهبت الى بيت الزوجية, وللأسف اكتشفت بعد الزواج انه انسان معقد ولديه انفصام بالشخصية, عاملها معاملة سيئة جدا, الى أن تركت البيت وعادت إلينا.
> الاختصاصية الاجتماعية منى السيد تقول: فترة الخطوبة من الأمور الهامة جدا في الزواج التقليدي, فكم من الزيجات انهارت أمام بخل الزوج أو عقده أو انتهازيته.. أو ربما عصبية الزوجة أو عدم احترامها لزوجها.. حالات كثيرة من الممكن أن تظهر في فترة الخطوبة, ولا تكون مفاجئة للأزواج وصدمة للأهالي, هذه الفجائيات تكون واضحة في الغالب, ويمكن اكتشافها بذكاء الفتاة أو الأهل, فهناك عيوب ممكن اصلاحها وعيوب لا يمكن اصلاحها.
والخطيب لا بد وأن يحترم البيت الذي يدخل اليه, وان لا يكون مستغلا للعائلة التي تستقبله عن طيب خاطر ومحبه, حتى وإن عقد قرانه فهو لا يزال ضيفا, والضيف يجب ألا يكون ثقيلا باطالة السهر والدخول والخروج متى شاء والتحكم بزوجته المستقبلية, فإن هذا يدل على عدم صحته النفسية لان الصبر والتحكم في النفس دليل الصحة النفسية والعكس صحيح وهو ان التسرع دليل على الاهتزاز.. والشخص المريض المهتز هو الذي لا يستطيع ان يتحكم في غرائزه.
أنا أنصح الأهل ألا يتم عقد القران إلا عند اتمام الزفاف لأن هذا أضمن وافضل للطرفين, وفترة الخطوبة مهمة تحت نظر الأهل لأن التسرع يجعل الأهل يندمون والشاب أو الفتاة يدفعان الثمن.
المصدر : الثورة
