2017-06-05 23:47:41
أظرف قصة سرقة حدثت في دمشق عام 1950 ....
اللصوص حبوا ممازحة قائد الشرطة بمناسبة الأول من أبريل فأرسلوا له رسائل بريدية


السرقة لدافع وطني !!!!

 قد لا تخلو بعض الجرائم التي يرتكبها المجرمون من الفكاهة والنكتة، وخاصة أن هؤلاء المجرمين يعتقدون بأنهم من الذكاء الذي يخولهم تنفيذ جرائهم والإفلات من يد العدالة.

 

وقد يستغل بعض المجرمين الواقع السياسي للبلد، فيحاولون أن يرتكبوا جريمة ما بحجة أن المعتدى عليه يخالف النهج السياسي الذي تسير عليه البلد، وقد ينجح هذا الأسلوب في نظام يجعل من اتباعه أسياداً على غيرهم من المواطنين، وتقف مع إجرامهم ولو ارتكبوا أبشع الجرائم بحجة أن هؤلاء موالون له، أما في سوريا ماقبل الوحدة، وفي غيرها من الدول المتطورة ذات النظام الديمقراطي لن يفلت أحد من العقاب وحتى لو كان من النظام السياسي الحاكم نفسه فيما لو ارتكب أي خطئ مهما كان صغيراً.

 

أبطال قصة السرقة التي سنقدمها لكم، حاولوا أن يغطوا إجرامهم بغلاف وطني، عندما ادعوا انهم ارتكبوا ما ارتكبوا من أجل الحفاظ على العروبة ووحدة سوريا، إلا أن كل حججهم ومحاولاتهم باءت بالفشل.

وتدور أحداث القصة التي نشرتها صحيفة الإثنين والدنيا في العام 1950 في دمشق، حيث جاء في الخبر:

 

سطا مجهولون على مستودع الأدوية الذي يملكه السيد ممدوح الأتاسي بشارع النصر في دمشق، ويبدوا أنه تعذر عليهم فتح الصندوق الحديدي فحملوه معهم، ثم وجد الصندوق في نهر بردى فارغاً ومحطماً ...

 

ووجدت بعد أيام دائرة البريد سبعة خطابات بدون طوابع موجهة إلى مدير الشرطة ومرقمة من 1 إلى 7 وتبين أن اللصوص هم الذين وضعوا هذه الخطابات، إذ عثروا ضمن الصندوق على أوراق ومستندات عديدة فلم تطاوعهم " ضمائرهم " على اتلافها، فقرروا إرسالها إلى مديرية الشرطة والأمن العام بواسطة البريد، وأرفقوها برسالتين إلى المدير يزعمون فيها بأنهم ينتمون إلى " الهيئة العربية العليا " وأنه قد بلغهم أن السيد ممدوح الأتاسي، صاحب مستودع الأدوية، قد تلقى من العراق مبلغاً كبيراً من المال ليسلمه إلى قريب كبير له، كي يوزعه هذا على العاملين من أجل تحقيق مشروع الاتحاد السوري العراقي، وينفق منه في هذا السبيل ....

 

ويقول اللصوص في رسالتهم، أن غيرتهم الوطنية وحبهم للعروبة، هما اللذان حملاهم على أخذ هذا المال من مستودع السيد الأتاسي قبل إيصاله إلى المصدر المرسل إليه، وإنفاقه على مشروع الاتحاد، لإيمانهم بأن في تحقيق هذا المشروع القضاء التام على فلسطين، ولكنهم وجدوا في الصندوق الحديدي بعض الأوراق والمستندات فأرسلوها إلى مديرية الشرطة لتعاد إلى صاحبها.

 

ولم يلبث السيد يوسف القاباشي رئيس شعبة التعقيب، أن اكتشف أسرار هذه السرقة الجريئة وعرف أن أبطالها خمس أشخاص من المحتالين يتزعمهم م.ح وهو من أصحاب السوابق.

 

وقد اعتقل ثلاثة منهم فاعترفوا بجريمتهم وقالوا أن " م.ح " شاهد السيد ممدوح الأتاسي قبل يومين وهو يعد مبلغاً كبيراً من النقود ليضعه في صندوقه الحديدي قدره بثلاثمائة ألف ليرة فاتفق مع زملائه على سرقته، وشد ما كانت دهشتهم عندما لم يجدوا فيه سوا 212 ليرة سورية ....

 

فأخذوا يلومون أنفسهم ... ولما سئلوا عن الرسالتين الموجهتين إلى مدير الشرطة والأمن العام قالوا أنهم كتبوها لغرضين : أولاً تضليل رجال الشرطة عن حقيقة السرقة والسارقين وثانياً لمداعبة سعادة مدير الشرطة لمناسبة أول أبريل، واستشهدوا على ذلك بأن الغلافات قد أرسلت بذلك التاريخ .....

 

مجلة الإثنين والدنيا 1950 ....


copy rights © syria-news 2010