2016-02-12 00:13:25
البارودي ينظم مسابقة لتوحيد الرقص العربي ...

رفاه اجتماعي عشناه لفترة  ... جعل من إحياء الرقص القومي أحد أولوياتنا

رقص السماح ... إحياء لتراث غاب مئات السنين

اشتهر شيخ الشباب فخري البارودي، بعظيم عطائه، وبروحه المتقدة التي لا تكل ولا تمل في سبيل توحيد راية العرب تحت شعار ودولة واحدة.


لم يتوقف جانبئالعطاء لدى فخري البارودي عند الجانب السياسي أم العسكري فقط، بل تعداه إلى الجانب الفني والثقافي، فألف نشيد العرب المشهور (بلاد العرب أوطاني ... من الشام لبغدان) وكان له أيادٍ معطاءة في كل ما يتعلق بمجال الفن، وآخرها والذي قد يبدو مستغرباً لدى البعض، رغبته بإيجاد رقصة قومية موحدة لدى جميع العرب، تبتدأ من توحيد الرقصات في سوريا، لتنتقل منها إلى مختلف أرجاء الوطن العربي، فيكون للعرب جميعاً رقصة واحدها يتداولها الآباء والأبناء وتدخل في الحيز الثقافي العربي.

 

وبالفعل ابتدأ البارودي مشواره هذا مع (رقص السماح)، حيث عمل بجهد حثيث على إعادة إحياء هذا الرقص في دمشق وساعده بذلك السيدة عادلة بيهم الجزائري وابنتها أمل عبد القادر الجزائري.

 

وعن رقص السماح هذا، وحلم الشيخ فخري البارودي بإيجاد رقص قومي موحد للعرب جميعاً أجرت مجلة الجندي السورية لقاءاً مع الشيخ البارودي، بتاريخ 18 نيسان 1957 جرى فيه الحوار التالي:

 

* هل للأستاذ أن يتفضل بإعطائنا بعض التفاصيل عن تاريخ رقص السماح؟

- اكتب عن تاريخ هذا الرقص، الشيخ أحمد العقيل المنبجي الحلبي هو الذي أظهر هذا الفن ولا أدري إن كان ابتدعه ابتداعاً، أما ما أنا متأكد منه فهو أنه أدخل التوقيع على الاقدام في الأذكار التي كان يؤديها وأطلق عليه اسم السماح، بمعنى أن هذا الرقص مسموح به لأن الغاية من وضعه هي تطبيقه على الموشحات النبوية.

 

وبالنسبة للتاريخ المستوحى منها بعض الرقصات، فإن  بعض الأسفار تحدثنا أن محمد الأمين بن الرشيد كان يشهد مئة جارية يرقصن أمامه رقصة واحدة على إيقاع واحد ... ولابد أن بقايا تلك الرقصات قد وصلت إلى زمن المرحوم الشيخ أحمد العقيلي فأظهرها على هذا الشكل.

 

هذا ما أعرفه عن تاريخ رقصة السماح على أني أعد نفسي سعيداً بنبش هذه الرقصة من زوايا النسيان وإعادتها إلى الوجود وأتمنى على دهري أن يساعدني على إحيائها وتطويرها ليكون لهذا الشعب المكبوت رقصة قومية جديرة به، خليقة بأن يفتخر بها بين الشعوب التي تعتز بتراثها الفني.

 

* هل يؤدي السماح الجنس الواحد أم الجنسين معاً؟

- يمكن أن يرقص السماح جنس واحد أو جنسان وفي الحالة الثانية لايحدث فيه تخاصر بل يكون أشبه بالدبكة.

وهذا بعد أن تطورت الرقصة. وأذكر أنني قد دعيت إلى حلب حيث كانوا يرقصونها، دون بقية المدن السورية، لشهود حفلة منها.

 

ونهض عشرون شخصاً إلى الحلبة وكان أصغرهم في الرابعة والستين وأكبرهم في التسعين ... وأدوا الرقصة فبكيت ... إن الحلبة كانت خالية من الجنس الناعم .. وعندئذ صممت على تطوير هذه الرقصة بحيث لاتقتصر على الرجال دون النساء ... لأنك تعلم أن جو الرجال ثقيل وخاصة إن كانوا في مثل سني.

 

والخلاصة عدت إلى دمشق فدعوت الفنان عمر البطش وفي المعهد الموسيقي العربي بدأنا بدراسة هذه الرقصة وإدخال التعديلات عليها. وإني أخص الفنان البطش والمعهد العربي الموسيقي بجزيل الشكر لما أدياه من مساعدة كبرى في سبيل تطوير الرقصة وأنا سعيد الآن ومطمئن إلى أن هذا الفن قد أخذ مكانته السامية لدى الشعب خاصة وأن النشىء الطالع وطلاب البطش في المعهد الفني تحمسوا له وأخذوا على عاتقهم رفعه إلى المستوى اللائق وأخص بالذكر منهم الشاب الناهض عدنان منيني الذي وضع علامات خاصة لهذه الرقصة وكتابه في هذا الموضوع سوف يكون الوسيلة الوحيدة لحفظ رقصنا من الضياع.

 

* ما رأيك بالرقص الغربي وهل يعجبك؟

- لكل أمة رقصها القومي الخاص الذي يتلاءم ومزاجها فالرقص الذي تؤديه أمة شرقية كالقوزاق مثلاً، له طابع خاص يؤثر عليهم وعلى الشعوب القريبة منهم، ومن المعلوم أن الشعوب تتأثر برقصها القومي أكثر من تأثرها برقص غيرها من الأمم، فالرقص القريب من رقصنا هو مايؤثر في.

 

ألا ترى الرقص الروسي الشعبي الذي نشهده في الأفلام وكيف نرى جميع الموجودين كباراً وصغاراً، من الحاكم إلى المواطن يهتزون للموسيقى الراقصة فتراهم يتمايلون وكأنهم جميعاً في حلبة الرقص .. وقل مثل هذا عن الرقصات في مصر القومية وكيف يتمايل جميع الحاضرين مع الإيقاع، فإذا شهد الرقص أجنبي فلا يتأثر ولا يتمايل، وإن فعل فعلى سبيل المجاملة والمحاكاة ليس إلا، وأنا لا أعجب إلا بما هو قريب من فن بلادنا.

 

* ما رأيك برقصاتنا الشعبية بوجه عام؟

- من المؤسف حقاً أن يكون لكل منطقة في بلادنا رقص شعبي خاص به لا يعرفونه في منطقة أخرى، ومن المخجل أن ترى في أوربة بل العالم، أن لكل شعب من الشعوب رقصته الخاصة التي يجيدها أبناءه جميعاً ، أما نحن فبالرغم مما لدينا من دبكات شعبية متباينة لا نستطيع أن نقدم إحداها على أنها رقصة قومية لنا.

 

وأنا ساع بكل طاقتي، لإحياء رقصاتنا الشعبية وسأطوف أنحاء سورية قريباً لأسجل جميع مالدينا من دبكات حموية وحورانية وحمصية ودرزية وسلمونية وآشورية وعلوية وشركسية، وسأنتخب منها أجملها لتكون رقصة قومية للشعب السوري ثم أني سوف أفعل مثل هذا بالنسبة لجميع الشعوب العربية واختار أجمل رقصات هذه الشعوب لتكون رقصة قومية عربية فنعلمها لأطفالنا في المدارس فلا تمضي عشر سنوات حتى نرى جميع شبابنا يتقنون رقصة عربية عامة ورقصة خاصة لكل بلد من بلدان العرب، عسى أن يوفقني الله في تحقيق هذا الحلم الغالي ".

 

اليوم وبعد مضي ما يقارب التستون عاماً على هذا المقال، لا نجد أن حلم البارودي بإيجاد رقص قومي تراثي يجمع العرب قاطبة قد اندثر فقط، بل أن الدول العربية نفسها قد أندثرت وتحولت إلى دويلات صراع، يتشفى بها العالم أجمع، وبات الحفاظ على تراث الرقص الشعبي أمراً سخيفاً جداً إذا ما قارناه بعشرات الأماكن الأثرية والتراثية التي اندثرت من تاريخنا وحضارتنا ... فأين كنا وأي مدى من الرفاه الاجتماعي عشناه ... وأين أصبحنا وأي مدى من الانحطاط الفكري نعيشه اليوم.


عامر سبيل 2016-02-12 12:23:48
الفاشية
الفاشية والعنصرية والتعصب حتى في الفن والرقص... لا عجب ان يخرج من هذه الثقافة طغاة مثل الحجاج وصدام وحافظ وابنه وطبعا البغدادي وداعش والنصره ...الخ
-سوريا
copy rights © syria-news 2010