"إعادة
التجميع" جملة أصبحت لدى أهالي الجنود في صفوف الجيش النظامي مرتبطة بتلقي خبر مقتل
أحد أبنائهم أو أسره على يد إحدى فصائل مقاتلي المعارضة, حيث بدأ الأهالي بالسؤال
عن مصير أبنائهم في المواقع
العسكرية والحواجز في مدينة إدلب ومحيطها بعد إعلان السيطرة عليها يوم السبت.
وأعلنت "جبهة
النصرة" التابعة لتنظيم القاعدة بالإشتراك مع فصائل
معارضة تحت مسمى "جيش الفتح",
السيطرة الكاملة على مدينة إدلب وقتل عشرات الجنود من الجيش النظامي والقوات
الموالية له وأسر أعداد أخرى, بحسب صور نشرتها على صفحاتها بمواقع التواصل
الإجتماعي, فيما قال مصدر عسكري أن الجيش نفذ عملية "إعادة
تجميع" جنوب المدينة.
ومع انتهاء معركة إدلب التي
استمرت لمدة 5 أيام بدأت الصفحات المؤيدة بنشر أسماء وصور جنود من الجيش النظامي
قالت أنها قضت في معارك مدينة إدلب ومحيطها, بينما طالب الأهالي في تعليقاتهم على
الصفحات الموالية بمعرفة مصير أبنائهم, بعد الأنباء عن انسحابهم إلى معسكر المسطومة
على طريق اللاذقية والتي يسيطر عليهما الجيش النظامي بالإضافة لمدينتي أريحا وجسر
الشغور, ومعسكر القرميد (على طريق إدلب-سرمين).
وسأل أحد الأشخاص عن مصير
الجنود قائلاً "طمنونا عن رجال الجيش الموجودين جوا يا
ناس الله يخليكم", فيما قال أدهم "قلناها
من أول بدنا رجالنا وأبطالنا بخير وبالناقص من 100 وإدلب",
بينما طالب فادي بطريقة للتواصل مع عناصر بالجيش, في ظل انقطاع
الإتصالات والإنترنت عن المحافظة منذ بدأ المعركة.
أحد الأشخاص استفسر عن وضع معمل
القرميد بريف ادلب والأنباء التي تتحدث عن استهدافه من قبل مقاتلين معارضين
بالقذائف الصاروخية وتقدمهم بإتجاهه قائلاً بأنه يريد أن "يطمان
على أبنه هناك ولا يعلم عنه شيء", فأجابه مدير صفحة
مؤيدة بأن "الجنود بخير وأنباء استهداف معسكر القرميد
غير صحيحة", ولكن الشخص طالب بتأكيد المعلومة معتبراً
أنها "رفع للمعنويات".
"معسكر المسطومة"
الذي انسحب اليه عناصر الجيش النظامي, بحسب ما نقلت احدى
القنوات عن مصدر عسكري بـ"جيش الفتح"
هو الهدف التالي لمقاتلي المعارضة لأنه يعتبر "تجمع
فيه معظم آليات وعناد الجيش في المحافظة وفيه مركز قيادة الجيش في المحافظة, كما أن
السيطرة عليه تعني عملياً السيطرة على حاجز معمل القرميد ومطار أبو الضهور العسكري
ومدينة أريحا القريبة من المسطومة".
"إعادة التجميع"
عبارة تعود بذاكرة الكثير من السوريين إلى السيطرة على وادي
الضيف من قبل مقاتين معارضين شهر كانون الأول 2014 والتي انتهت بعشرات القتلى
والأسرى, وإلى مجزرة مطار الطبقة العسكري شهر آب 2014 على يد تنظيم "الدولة
الإسلامية في العراق والشام" (داعش), التي قضى فيها مئات
الجنود بتصفية جماعة, بعد سيرهم في الصحراء بطريقة "مذلة" فيما
أكد مصدر عسكري, حينها, أن
القوات النظامية نفذت "عملية تجميع ناجحة عقب إخلاء
المطار".
كما تم تصفية المئات في معارك
حقل الشاعر بريف حمص شهر تموز 2014, ما تسبب بحملة إحتجاجات لدى المؤيدين للسلطات،
والمطالبة بإقالة وزير الدفاع ومحاكمته.
م.ع
سيريانيوز
|