مصادر رسمية: تغير لون الخبز للأسمر لرفع نسبة الاستخراج من القمح ما يزيد فوائده الصحية

"الخبز خط أسمر"، تعليق ساخر ورد على إحدى صفحات التواصل الاجتماعي، بعد تدني جودة الخبز في العديد من المناطق السورية، فأصبح مائلا إلى السمرة أكثر، مع زيادة نسبة النخالة فيه، دون وجود تبريرات منطقية.

لوحظ في العديد من المناطق تدني جودة الخبز، وتغيره شكلا ومضمونا، حيث بات مائلا إلى السمرة أكثر، فيما تغير طعمه بعد زيادة نسبة النخالة فيه، وسط أنباء عن إضافة بعض الشعير له، عدا عن عدم نضجه ببعض الأحيان، وفقا لشكاوى وردت إلى سيريانيوز.

الطعم واللون اختلف

انتشرت على صفحات التوصل الاجتماعي صور لأرغفة من الخبز، وقد بدا عليها، إضافة إلى الاسمرار الواضح، التشقق، ما يدل على تدني الجودة، والتقليل من الخميرة فيه أو سوء نوعيتها، وقال هاني في شكواه لسيريانيوز "من قال إننا نريد فائدة أكثر!؟، هذا الخبز لا يمكن تموينه، إذ أنه ييبس ويتشقق بعد يوم حتى لو وضع في الثلاجة".

وأضاف قائلا "هذا عدا عن الطعم، فقد أصبح مشابها لخبز النخالة، وهو الخبز الذي يقوم بشرائه المصابون بمرض السكري، والأغلبية لا تفضله، لكن ما لا يمكن فهمه، هو عدم نضج الرغيف ببعض الأحيان".

بينما لفت مؤيد، إلى أن "الشعب عبارة عن حقل تجارب"، مضيفا أن "الحكومة ارتأت أن هذا فيه فائدة أكثر، فقررت أن يصبح هكذا، دون وجود أي مبررات منطقية".

فيما كتب ضياء في تعليق ساخر له بصفحات المواقع الاجتماعية " ماحلوة بحقنا بس تحطولنا نخالة..بدنا تبن أشبع وصحي أكتر"، وقال عبد الرزاق "كلوا كاتو ما فيو نخالة".

تبريرات حكومية: رفع نسبة الاستخراج من القمح أنتج دقيق يحتوي نسباً عالية من النخالة والقشور

وزير التجارة الداخلية، حسان صفية، قال في تصريح نشر الأسبوع الماضي بصحيفة "الوطن" المحلية، حول الخبز، أن تغير لون الخبز للأسمر هو "نتيجة رفع نسبة الاستخراج من القمح" وهو "يزيد من فوائد الخبز الصحية"، وفقا لتصريحه.

كما برر بأن هذا الأمر "ينهي عمليات تهريب الدقيق والمتاجرة به"، مشيرا إلى أن هنالك حاليا عدة أنواع للخميرة الجافة مستوردة من إيران ومصر والصين وهي في "أغلبيتها جيدة" .. وفي حال وجود أي مشاكل فيها تتم معالجتها مع جميع الجهات الحكومية.

بينما نقلت ذات الصحيفة عن مصدر مسؤول بالشركة العامة للمطاحن قوله إن اللون الأسمر في رغيف الخبز ناتج عن رفع نسبة كمية الدقيق المنتج من القمح في المطاحن إلى 95% بدلاً من 80% وهو ما أدى إلى إنتاج دقيق يحتوي نسباً عالية من النواتج الأخرى كالنخالة والقشور.

تدني جودة الخبز .. "عائد للخميرة الصينية"

وذكرت وسائل إعلام محلية نقلا عن عدد من العاملين في الأفران أن المشكلة الرئيسية في تدني جودة الخبز هي في الخميرة التي تم توزيعها مؤخراً على عدد من الأفران وهي مستوردة من الصين وذات نوعية رديئة وليس لها فعالية تذكر رغم مضاعفة الكمية التي توضع عادة للعجين، وهو ما يؤدي لعدم اختمار العجين بالشكل المطلوب ما يؤثر في نوعية الخبز".

وهذا ما أكدته إحدى الصفحات على موقع التواصل الاجتماعي التي تواكب الأوضاع الاقتصادية والأسواق في سوريا بنشرها تأكيدا عن لجنة المخابز الاحتياطية حول تحسن نوعية الخبز بعد التأقلم مع الخميرة الصينية الجديدة التي بحاجة لوقت أطول للتخمر ولا مشكلة في لون الخبز بسبب زيادة نسبة نخالة القمح فيه.

الأمر الذي لاقى نقدا واسعا من التعليقات الواردة، حيث قال أغلب المعلقين أنه لا تحسن ملموس لجودة الخبز، مطالبين بالعودة إلى الخبز القديم والخميرة القديمة

أزمة على الأفران في مناطق باللاذقية وحلب

رافق تدني جودة الخبز في العديد من المناطق أزمة شهدتها مناطق في اللاذقية وحلب حول توفر الخبز، فالعديد من الأفران شهدت طوابير طويلة.

فقالت مريم إن العديد من الأحياء في مدينة اللاذقية شهدت ازدحاما شديدا على الأفران فيها، وتطاولت طوابير الناس على كواتها، حيث يمتد الانتظار لعدة ساعات لحين الحصول على ربطتين أو ثلاثة.

فيما اعتبر علي أن الأزمة مفتعلة كونها صاحبت تدني مستوى الرغيف، فبذلك يجبر المواطنون على القبول بهذا المستوى، كونه المتوفر، ولا يوجد بدائل له.

وفي حلب، فنشر أحد الأشخاص صورة لرغيف خبز حصل عليه ضمن ربطة من أحد الأفران في حلب، بعد انتظار لساعات، يظهر فيه الرغيف متشققا ومائلا للسمرة، كأنه رغيف من فرن للخبز النخالة.

وجاء الجواب سريعا من مسؤول حكومي، بحسب وسيلة إعلام محلي، حيث أوضح أنه لا يمكن حاليا إنتاج الخبز سوى بالمعطيات الموجودة، من ناحية رفع نسبة الاستخراج من القمح، وعدم توافر مادة الخميرة الطرية، دون توضيح سبب الأزمة على الأفران.

وشهدت مناطق عديدة في البلاد أزمات خبز، لكنها تراجعت في الآونة الأخيرة، كما ارتفع معها سعر الخبز بالسوق السوداء عدة أضعاف، وعزت تقارير إعلامية هذا الازدحام إلى عدم توفر مادة الطحين، في وقت دعا رئيس الحكومة وائل الحلقي إلى زيادة طاقة المخابز العاملة وإحداث مطاحن متنقلة لحل الأزمة.

تصريحات عقدت الأمور بدل أن "تحلحلها"

الخبز كمنتج يومي، يشتريه المواطن السوري، تقول الحكومة أنهه يأتي في مقدمة المواد والسلع المدعومة، على الرغم من رفع سعره مرتين خلال الأزمة التي تشهدها البلاد، وعادة ما تذكر تصريحات لمسؤولين حكوميين بمدى حجم هذا الدعم، وقدر العجز التمويني المتأتي عنه.

لكن التصريح الذي كان له دوي كبير، هو ما قاله معاون وزير التجارة الداخلية، عماد الأصيل، إن المواطن السوري وصل إلى مرحلة الفقر لكن لم يصل إلى مرحلة الجوع، متذرعا بأن "الحكومة ما زالت تقدم كل صباح للأفران 7000 طن من الطحين لدعم مادة الخبز بتكلفة 117 ليرة للكيلو الواحد".

ما قوبل بسيل من التعليقات الرافضة للتصريح والساخرة منه، أحدها طلب منه أن "يشد حيله قليلا كي يضمن وصول الشعب لهذه المرحلة".

ورفعت وزارة التجارة الداخلية سعر ربطة الخبز من 25 ليرة إلى 35 ليرة، في شهر كانون الثاني الماضي، وذلك بعد قرار صدر في تموز الماضي برفع سعر الربطة إلى 25 ليرة، بدلا من 15 ليرة.

بعد أن كان الخبز "خط أحمر" وفقا لتصريحات العديد من المسؤولين، باتت هناك ألوان أخرى للخبز، "فالأسمر" لا يبدو الأخير، إلا أن المواطن السوري لم يعد تعنيه الألوان كثيرا، فالأولى به الحصول عليه، ليسد رمقه..

ح - ب

سيريانيوز