بعد أن كانت حلب عصب سوريا الصناعي والتجاري.. اصبحت الان من
اكثر المدن هلاكا وصاحبة النصيب الاكبر من المعاناة.. فقد أصبح اهلها يعيشون في
ظروف معيشية واقتصادية سيئة جدا في ظل غياب كافة الخدمات من كهرباء وماء ومحروقات
وغيرها.
انقطاع المياه والكهرباء وازمة
المحروقات هي المعاناة الأشد بالنسبة لاهالي مدينة حلب، فقد لا يزال التيار
الكهربائي مقطوع عن عدة احياء في المدينة لليوم الخامس على التوالي ، والسادس
بالنسبة للمياه, ولا معلومات حتى الان عن موعد عودتهما...ولا يبدو في الأفق أي أمل
لحل الأزمة، في ظل تبادل الاتهامات بالمسؤولية عن عملية الانقطاع .
مؤسسة مياه حلب افادت, يوم
السبت, في تصريح, عبر صفحتها على فيسبوك, أنه "تم قطع الكهرباء عن مدينة حلب منذ
أكثر من أربعة أيام مما أدى لتوقف عمل المضخات في محطات سليمان الحلبي, وقد قامت
المؤسسة مع المنظمات اﻻنسانية بجهود التوصل لحل لحل وﻻدخالالمازوت ولمحطات سليمان
الحلبي لتقلع المضخات على الديزل ورغم ذلك امتنعت المجموعات المسلحة عن تشغبل
المضخات".
بدورها, عزت الإدارة العامة
للخدمات في حلب, الاربعاء الماضي, في بيان لها انقطاع المياه عن معظم أحياء مدينة
حلب "لعطل فني في محطات المعالجة الرئيسية وانخفاض منسوب المياه في قرية الخفسة ".
ازمة انقطاع المياه والكهرباء
في مدينة حلب تصدرت اهتمام الصفحات الحلبية المؤيدة والمعارضة, على مواقع التواصل
الاجتماعي, في ظل ادانات واسعة حول غياب تصريح رسمي من المحافظة حتى الان .
وتتضارب اراء الناشطين حول
الجهة المسؤولة عن انقطاع المياه والكهرباء، في ظل عدم إدلاء الجهات المسؤولة
بالتصاريح، بينما يلقي نشطاء اخرين بالمسؤولية على "جبهة النصرة" بحجة "الضغط" على
النظام لاطلاق سراح المعتقلات.
وكانت وزارة الكهرباء قالت في
بيان نشر عبر صفحتها على "فيسبوك" ان "مسلحين قاموا باقتحام محطة الزربة وقطع
التيار الكهرباءي عن محافظة حلب , وذلك ضمن خطتهم لتعتيم البلد وحرمان المواطن
السوري من الكهرباء ".
ولم تخلو تعليقات المواطنين على
مواقع التواصل الاجتماعي من التذمر من هذا الوضع المأساوي, معتبرين ان حلب أصبحت
مدينة "منسية" بالاساس و"خارج الحسابات منذ زمن", وليس امامهم سوى الصبر والدعاء
لله للخروج من المحنة.
هذا الى جانب ازمة المحروقات
التي لا تقل اهمية عن ازمتي الماء والكهربا,, حيث تعاني حلب من نقص حاد في المادة
مع سوء في التوزيع , والسبب يعود إلى استغلال تجار السوق السوداء، والمهربين
للمادة بالتواطؤ مع مسؤولين في حلب.
فكل المواد المفقودة متوفرة
وبكثرة في السوق السوداء وبأسعار مضاعفة عدة مرات .. ولا من محاسب .. وسط حالة لا
مبالاة من قبل المسؤولين في الحكومة المركزية في دمشق.
ويشتكي العديد من اهالي حلب عبر
صفحاتهم من "استحالة في الحصول على المازوت والغاز الا بوجود "واسطة" مع ارتفاع
سعريهما عدة أضعاف في السوق السوداء , اضافة الى صعوبات في الحصول على الخبز وتفاقم
ازمة المواصلات والانترنت .. أما الأسعار و المصروف و الأكل و الشرب , فقد اصبحت من
الرفاهيات".
كما نشرت عدة صفحات تعنى بواقع
مدينة حلب مؤخرا حملات بعنوان (حلب منسية... الى متى ستبقى منسية)
من جانب اخر, تعيش المدينة
أجواء حرب وسط تفاقم الوضع الأمني فيها ، الامر الذي انعكس سلبا على الوضع الانساني
والمعيشي لدى المواطنين, وسط تحذير دول غربية من وقوع مجزرة في المدينة, في وقت
يواصل الميعوث الاممي الى سوريا ستيفان ميستورا الترويج لفكرته بخصوص "تجميد
القتال في حلب"، وذلك بعد جولة حاول فيها إقناع كل من النظام السوري والمعارضة
والعديد من الدول.
وحلب التي كان عدد سكانها قبل
النزاع يبلغ 2.5 مليون نسمة وتعد العاصمة الاقتصادية لسوريا، مقسمة بين سيطرة
النظام السوري وقوات المعارضة بعد وقت قصير على اندلاع الازمة .
ويحاول العديد من النشطاء
السوريين اثارة الرأي العام بظروف الحياة في حلب، عبر نشر صور وشهادات من المدينة
على الإنترنت.. دون ان تفلح هذه المحاولات بتحسين الوضع المعاشي للمواطنين هناك
وليبقى السؤال مفتوحا بدون اجابة .. الى متى؟
ه - ن
سيريانيوز
|