كاد الوطن يصبح "سجناً كبيراً "
للراغب في السفر الى الخارج بعد خروج أغلبية المعابر البرية من يد النظام
والقرارات بإغلاق مرفأي طرطوس واللاذقية البحري والتضييق على دخول السوريين إلى لبنان.
ومن ضمن الخيارات الضيقة التي
باتت متاحة امام المواطنين لمغادرة سوريا اعلنت شركة "أجنحة الشام" عن تسيير رحلات
بين مطاري دمشق وبيروت بسعر بطاقة 11400 ليرة سورية وهو سعر مهاود مقارنة مع اسعار
وسائط النقل الاخرى.
وعرض "أجنحة الشام" يبدأ بـ
11400 ليرة شريطة أن تمتلك تذكرة سفر من مطار بيروت إلى بلد آخر وإلا أن الزبون
"مجبر" على شراء تذكرة سفر ذهاب إياب, وفي هذه الحالة يصبح السعر 25000 ليرة, كما
أن الحجز يقوم على مبدأ كل 4 مقاعد لهم سعر فتبدأ الأسعار بالتصاعد لتصل إلى 25000
ليرة (للذهاب فقط), كما أن الأسعار تحدد بحسب الطلب فعلى سبيل المثال رحلة يوم
الثلاثاء 23-12-2014 بقي فيها مقعدين بسعر لكل واحد مايقارب 24500 للذهاب, بينما
حدد السعر للذهاب والإياب بمبلغ 54000 ليرة. ( بحسب اتصالنا مباشرة مع
الشركة).
ويأتي
تسيير هذه الرحلات بعد تضيق السلطات
اللبنانية امكانية دخول السوريين عبر البر ، نتج عنه انخفاض الدخول السوري إليه من
8000 شخص يوماً قبل بداية شهر تشرين الثاني إلى 3000 شخص, بحسب تصريحات لوزارة
الداخلية اللبنانية, كما أتت بالتزامن مع إغلاق مرفأ طرطوس البحري أمام المسافرين,
حيث نقلت البواخر بـ75 رحلة 14 ألف مسافر وعادت بأربعة آلاف, فيما يقدر عدد
اللاجئين السوريين في العالم بأربعة ملايين شخص.
وتركز هذه الرحلات على من بقي
من أصحاب المدخرات في سوريا, بحسب ما قال خبير بالإقتصاد السياسي لسيريانيوز لم
يرغب بالكشف عن اسمه فهذه الرحلات كغيرها من الخدمات واحتياجات المواطنين الأساسية
تذهب أرباحها إما بطريقة مباشرة أو غير مباشرة إلى تمويل الأعمال العسكرية للجيش
النظامي والقوى الموالية التي تقاتل بصفوف النظام تحت مسمى "الدفاع الوطني" ، وبعض
"الكتائب" الموالية الاخرى.
وتشهد الاسعار بشكل عام ارتفاعا
مطردا في السوق السوري مع زيادة الطلب امام العرض المحدود منذ بدء الأحداث في
البلاد قبل 4 أعوام, فأزمات الخبز والمازوت والبنزين والغاز والماء والغذاء وتجديد
جوازات السفر والتأجيل عن الخدمة العسكرية وموافقات السفر, ليست سوى "بضائع" إن صح
القول بقيت متوافرة بالسوق السوداء عن طريق تجار وأشخاص محددين ولكن بأسعار مضاعفة
عدة مرات.
وهكذا تكاد "أجنحة" (ر م) كما
أسماها خبير الإقتصاد السياسي لسيريانيوز تبقى المنفذ والحل الوحيد اللائق للسوريين
لمغادرة البلاد في ظل استبعاد "مؤسسة الطيران العربية السورية" من السوق بطريقة غير
مباشرة عن طريق تسيير رحلات قليلة إلى بيروت أيضاً ولكن بأسعار تزيد عن الـ60 ألف
ليرة للتذكرة والثمن الباهظ الذي يدفعه السوري المسافر عبر البر من ساعات انتظار
و"اهانات" عناصر الامن اللبناني ومزاجيته.
م.ع
سيريانيوز
|