بدأ الضباب الذي غطى عملية إقتحام مقاتلي المعارضة لوادي الضيف
بالإنحسار ليكشف عن صور ومقاطع مصورة لبعض جنود الجيش النظامي الذين قضوا في
الإشتباكات أو وقعوا أسرى بيد الجماعات المتشددة من "جبهة النصرة", وحركة "أحرار
الشام الإسلامية" المتشددة.
جنودٌ أصبحوا أرقاماً حالهم
كحال باقي السوريين، و"النصر" أصبح يقاس بأعداد من قضى منهم ومن نجا ، فمعركة وادي
الضيف على مواقع التواصل الإجتماعي لم تقل ضجيجاً بين الصفحات المؤيدة والمعارضة عن
المعركة الحقيقية بريف إدلب, فبدأت صفحات المعارضة تتكلم عن قتل 200 عنصر من الجيش
"بأقل تقدير" وجرح وأسر المئات, فيما ردت نظيرتها المؤيدة أن "أقل من 40 عسكري"
قتلوا او أسروا خلال المعارك فقط !.
وتستخدم المصادر المؤيدة في
تبرير خسارتها المتكررة لمناطق استراتيجية تترافق مع مقتل العشرات من الجنود في
الجيش النظامي ، باستخدام عبارة "اعادة انتشار" وهذا ينطبق على حالة وادي الضيف حيث
اوردت كثير من الصفحات المؤيدة على شبكات التواصل الاجتماعي معلومات وصور لعدد من
الجنود, مرفق بتعليق أنه وصل "أكثر من 1000 ضابط وعسكري إلى محافظة حماة" ضمن عملية
"اعادة الانتشار" هذه.
تعود هذه العبارة بكثير من
السوريين الى مجزرة مطار الطبقة العسكري شهر آب 2014 على يد تنظيم "الدولة
الإسلامية في العراق والشام" (داعش), التي قضى فيها مئات الجنود بتصفية جماعة, بعد
سيرهم في الصحراء بطريقة "مذلة" فيما أكد مصدر عسكري,
حينها, أن القوات النظامية نفذت "عملية تجميع ناجحة عقب
إخلاء المطار".
كما تم تصفية المئات في معارك
حقل الشاعر بريف حمص شهر تموز 2014, ما تسبب بحملة إحتجاجات لدى المؤيدين للسلطات،
والمطالبة بإقالة وزير الدفاع ومحاكمته.
من غير المتوقع بان يكون وادي
الضيف هو الحلقة الاخيرة في مسلسل "اعادة الانتشار" الذي ذهب بحياة آلاف الجنود في
الجيش النظامي ، ولكن ربما يعول البعض على ان يتخذ القرار في المرات القادمة في
"الوقت المناسب".
م.ع
سيريانيوز
|