"أول مرة بعيّد بعيد عن أهلي وناسي"، هذا أول ما قاله حسام حين سألناه كسوري كيف تجد عيد الميلاد في بيروت, في الوقت الذي يتحدث فيه الجميع كيف تقضي دمشق هذا العام أعياد الميلاد ورأس السنة.

وقال حسام لسيريانيوز إننا "متعبون ولن نستطيع أن ننظر الى العيد كأن شيئاً لا يحدث فنحن نازحون أجبرنا على الرحيل خوفاً على حياتنا وأولادنا ولكن قلوبنا بقيت هناك".

وترك ملايين السوريين منازلهم خلال الازمة الممتدة منذ اكثر من عامين ، حيث نزح مئات الالاف منهم خارج سوريا وتوزعوا في البلدان المجاورة تركيا لبنان والاردن والعراق بين لاجئين في مخيمات خاصة اقيمت لهم او مقيمين في تلك البلدان هربا من احداث العنف المستمرة .

ويعاني هؤلاء من ظروف صعبة تبدأ في تأمين المسكن وتنتهي بقائمة طويلة من الاحتياجات لتصل احيانا حتى الى لقمة العيش ومتطلبات الحياة الضرورية ، ما يجعل كثير من السوريين الذين التقيناهم في لبنان ينظرون الى الاعياد في هذه المرحلة على انه "ترف زائد" ..  

يخبرنا حسام "لن أستطيع أن اشتري لأولادي ملابس على العيد كما اعتدنا, فهنا الأسعار تفوق ما يمكن أن نملك, وتجاهلنا تركيب الشجرة والمغارة لأن لا أحد سيأتي لزيارتنا".

ومع انخفاض سعر صرف الليرة السورية الى ما يقارب 300% من قيمتها وفقدان معظم العائلات لمصادر دخلها او تدمير ممتلكاتها جعل القدرة الشرائية حتى للطبقات الميسورة ضعيفة واوقعها في العجز عن تأمين مستلزمات حياتها.

من ناحيتها اوضحت ملك "الأسعار هنا لا قدرة لأحد عليها وأغلب الأحيان نفكر من سيأتي لمعايدتنا نحن لا نعرف الكثيرين هنا وعاداتهم تختلف عن عاداتنا، وسنكتفي بالذهاب إلى صلاة العيد".

وعلى أنغام أغنية ماجدة الرومي" يا طفل المغارة وسع المغارة وطني بردان رجع له الطهارة تايرجع منارة بعتم الزمان", قال لنا العم أبو سامي "كل إلي بالشام صاروا يكرهوا اللون الأحمر, وصار الأسود هو اللون العام, ولا أحد من أقربائي أو جيراني السابقون إلا وقد توفي أحد من عائلته في هذه الأزمة وهم محزونون".

فيما علق شادي "أطفال الشام تعبوا وذهبوا ليعيدوا الميلاد في السماء, فلم يعد لهم مكان وسط هذا الحزن والألم, وسنكتفي حالياً بالصلاة لطفل المغارة ليزرع السلام في قلوب البشر".

وتتحدث التقارير الصادرة من منظمات دولية بان عدد القتلى في سوريا منذ بداية الاحداث فاق الـ 100 الف قتيل بالاضافة الى مئات الاف الجرحى والمفقودين وملايين المهجرين.

وأشارت تقارير إلى أن أكثر من 10 آلاف طفل قضوا جراء الأحداث التي تشهدها البلاد منذ أكثر من عامين ونصف، فيما أعلنت (اليونيسيف)، مؤخرا، أن أكثر من مليون طفل سوري ضمن اللاجئين في الأردن ولبنان وتركيا والعراق، مشيرة إلى أنه يوجد أربعة ملايين طفل داخل سوريا متضررين وبحاجة للمساعدة الإنسانية المستمرة.

وتحدث بسام "أحاول أن أقنعهم أننا سنعود لنحتفل كما كنا سابقاً نفعل ولكن في العام المقبل, وأنا أرى الحزن في أعينهم, وهم لا يصدقونني, فكيف يكون مثل السابق وابني فقد صديقه بقذيفة هاون, وأبناء عمهم رحلوا إلى أستراليا دون رغبة في العودة".

وتداولت صفحات التواصل الاجتماعي رسالة نسبت إلى أطفال سورية لسانتا كلوز "بابا نويل" جاء فيها "هالسنة سوريا رح تكون متغيرة عليك كتير!! وأنت جاية لعندي لاتنسى هويتك لانو صار عنا حواجز كتير!لا تلبس لون احمر لأنو والله شبعنا من هاللون يللي معبي الشوارع!...ولا تحاول تفتش على كل الولاد يللي شفتون السنة الماضية ... لأنو يا بابا نويل في منن راح لعند ربو وهو ما بيعرف ليش...وفي منن كانو طالعين من المدرسة وما كانو معذبين المعلمة أبداً وفجأة وقع بالأرض وصار حدو دم كتير ...

وينهي باسل حديثنا عن عيد الميلاد عازفاً على غيتاره أغنية فيروز "روح زورهن ببيتهن بيتن فقير ما عندن شي, روح زورهن ببيتهن قلن ولد يسوع, لون سواد تيابهن دهب لهن شي نهار, علق قمر عا بوابهن في برد خدلن نار, عتقت سنين عيادهن ما يوم لبسوا جديد, وبعدن صغار ولادهن يا عيد زورن يا عيد... ".

سيريانيوز