في كل عام ، ينشغل الكثير من المنتجين بالتعاون مع نخبة من الكتاب والمخرجين والفنانين بإنتاج مجموعة من الأعمال والمسلسلات لعرضها في رمضان المبارك ! وللمسلسل في رمضان نكهة أخرى ! فهو محطة مهمة للاستراحة من عناء الصوم وخاصة إذا كان الفصل حارا كما حدث في رمضان المنصرم !
وتتعدد مضامين هذه الأعمال وتتنوع مابين التاريخية والاجتماعية والسير الشخصية ، ومنها ما يوفق فيه من قام بإظهاره إلى الوجود ، وبعضهم بين بين كما يقال ، وقد تجد منها ما لا يعرفه الجمهور اهتماما يذكر ، وهذا ما لم يكن موجودا رمضان الفائت والحمد لله .
وثمة أعمال أحدثت قدرا كبيرا من الجدل ، وبرأيي فإن الخوض في مثل هذه الكتابات يحمل الكاتب والمنتج والمخرج عبئا إضافيا ، يستدعي المزيد من التبحر والارتكاز على الوثائق والمراجع والإسناد كيلا يقعوا في المحظور ، وخاصة كوننا أناس شرقيون نتميز بأسلوب خاص لتناول الأمور ، وغالبا ما نجد صعوبة في الخروج عن المألوف !
وأنا هنا ، لا احدد عنوانا محددا لعمل ما ، بل أتكلم في العموم ، وأتمنى دائما للدراما السورية أن تتألق كما هو واضح ، أكثر فأكثر ، وعاما اثر عام .
فكرتي التي أود طرحها ، كمقترح لعمل درامي قادم ، أرجو أن تنال القبول من أصحاب الشأن، وأعتقد انه سيكون لها صداها المهم بين الجمهور المهتم !وهذه الفكرة تنطلق من معطيات حقيقية تقول بأن سورية كبلد ، تعتبر من أغنى بلاد العالم تاريخا وحضارة وطبيعة متنوعة خلابة ، فماذا لو اعددنا نصا يحكي قصة مواطن يعيش في دمشق مثلا ، ثم تضطره ظروفه للتنقل بين المحافظات ، وأثناء ذلك يعرف المسلسل من خلال حلقاته وعلاقات هذا الرجل مع المجتمع المحيط به ، بتاريخ وحضارة وعادات وتقاليد المجتمع في هذه المحافظة أو تلك، حتى الطعام والشراب واللهجة واللباس والأفراح والأتراح والأماكن المتميزة التي يقصدها السائح ابتغاء للاستمتاع والراحة ، أليس في هذا متعة المعرفة والدعاية الجميلة عن بلدنا الحبيب ؟
بربكم هل قام الكثير منكم بالتعرف على سورية كلها قبل أن يفكر في السفر إلى بلد آخر ؟ هل حقا نعرف بلدنا كما يجب ؟ وهل استطعنا أن نعرف عنها الناس في أنحاء المعمورة كما يجب أن يكون ؟ وماذا لو استطعنا أن ننجز مثل هذا العمل ، ألن يحقق نجاحا كبيرا في تعريف العالم ببلدنا فتزدهر السياحة فيها وتنعكس إيجابا على مستوى العيش بين ظهرانينا ؟ جربوا وثقوا أنها تجارة رابحة ، لأن كل مقومات النجاح قائمة ، ولا نحتاج إلا إلى المحاولة ، وأنا مؤمن أنها ستكون ناجحة ومفيدة في آن معـــا .
