من البيت للشغل .. ومن الشغل للشغل و بعدين للبيت ..

أسمع كثير من الناس يقولون وظيفتين ( ويا دوب عايشين )

صدقوني الكثير منهم يدخلون البيت بساعة متأخرة بعد وظيفتهم الثانية ليجدوا أولادهم نائمين وفي الصباح يذهبون  للوظيفة الأولى  وأيضاً أولادهم ما زالوا نائمين وأحياناً يمضي يومين ولا يستطيعون أن يروا أولادهم وهذا الكلام عن لسانهم وعندما أسألهم عن أحوالهم المادية من بعد وظيفتين يقولون لي وظيفتين بالإسم ولكن لا يبقى لنا شئ من الراتبين يعني مستورة

وأنا أقول لهم الحمد لله أنها مستورة ولستم بحاجة لتمدوا أيديكم وتتدينوا من فلان وعلان وإذا سألتهم هل ترفهون عن أنفسكم

يقولون لي وهل لدينا وقت للترفيه فنحن من وظيفة لأخرى ودائماً مشاكل مع أولادنا الذين يريدون الذهاب للملاهي أو الحدائق وأحياناً تضطر والدتهم لأخذهم وتتحمل تنقلاتهم وحمل الصغار لوحدها وكل هذا حتى يشعرون بأنهم كغيرهم من الأولاد يلعبون ويمرحون ولا ينقصهم  شئ  بإذن الله  وحتى زوجاتنا يعتمدن على أنفسهن أحياناً في بعض الأمور

فأنا أجد أننا شعب جبار ولكن لو أننا نستغل هذه الطاقة ضمن إستطاعة الجسم أي ثماني ساعات فقط في اليوم ألن يكون الأداء أفضل ومتقن أكثر بدلاً من العمل فقط لتمضي ساعات الوظيفة الأولى والذهاب للوظيفة الثانية والجسم منهار تماماً

ولا تقولوا لي أن البعض منكم يعمل 16 ساعة في اليوم وأكثر ولا يحس بالتعب وقد تعود على ذلك ولكن إنتظروا بعد مضي كم سنة ماذا سيكون حالهم وحال أجسامهم والأمراض التي ستصيبهم وكل هذا كان سعياً لحياة كريمة وقد مضت دون أن يشعروا بها فمن العمل للنوم ومن النوم للعمل وحتى أولادهم كبروا وتعلموا وهم بعيدين عنهم وقد كانوا بأمس الحاجة لهم وللكلام معهم والجلوس معهم فإلى متى سيبقى حالهم هكذا وحال الأجيال القادمة أليس من حقهم أن يعيشوا مكتفين براتب واحد من الدولة يغنيهم عن العمل بوظيفة أخرى أو براتب من القطاع الخاص الذي لا يرحم دون الخوف من اللحظة التي يستغني فيها عنهم وعن خدماتهم وبتعويض قليل هذا إن وجد كان الله في عوننا جميعاً وبعون وطننا حتى يؤمن لنا معيشة أفضل وحياة تكون فعلاً كريمة ....