2010-01-18 13:00:44
ÇáãÓÇåãÇÊ Ýí åÐÇ ÇáÈÇÈ áÇÊÚÈÑ ÈÇáÖÑæÑÉ Úä ÑÃí ÇáãÑßÒ
هاييتي بين ألطاف الله ... بقلم : آرا سوفاليان

ماذا سيحدث إن وقعت مدينة من الحجارة فوق ساكنيها ؟ الجواب: ستتكرر قصة موجعة وموجة ألم فادح وخسائر لا يمكن تعويضها تتحول كلها إلى ذكرى منسية تأخذ اسم وتاريخ.


كنت في المرحلة الابتدائية عندما وقعت في يدي مجلة تصدر في الكويت واسمها العربي وكان فيها بحث عن زلزال اوغادين الذي ضرب المغرب العربي في الستينات من القرن الماضي، وآلمني دخول الكاميرا إلى البيوت التي سويت بالأرض والتي كشفت ما آلت إليه الحال فهنا أجزاء من سرير طفل وهناك ألعابه وتحتها ملابسه، وكلها بقيت إلاَّ الطفل.

الآن وتكاد تنتصف عطلة الأطفال الانتصافية (عطلة الربيع!) التي تأتي في عزّ البرد فلا تفيد الأطفال في شيء إلاَّ الجلوس أمام جهاز التلفزيون والأبواب مغلقة للحفاظ على الدفء، ومتابعات خجولة لنشرة أخبار الجزيرة حيث لا يسمح للوالد بمشاهدة الأخبار إلا بضعة دقائق لا تشفي غليل أحد.

وبسبب عارض صحي بسيط وهو التهاب خلف العين اليمنى، نجم عن التعرض للبريد الشديد بعد منتصف ليل رأس السنة الجديدة 1/1/2010 اضطررت لملازمة البيت حتى انتهاء دوز ابر الروزيفليكس 1 غرام عشرة أيام حيث جربت وبجدارة أفدح الآلام كما كانت تقول جدتي لأمي لأحفادها جميعاً وأنا منهم (الله يحرسكون من العين ولا يبليكون بوجع عين).

جاءت كارني الصغيرة وجلست إلى يميني.

ـ بابا هل لا زلت تشعر بألم؟

ـ نعم ولكن بشكل بسيط

ـ بسيط بحسب ما نعرف نحن أم بحسب ما تعرف أنت؟

ـ بسيط بحسب ما تعرفون أنتم

ـ انتظرني قليلاً سأحضر لك الدواء

ـ أخذت كل أدويتي يا حبيبتي ... تعالي ابق إلى جانبي

ـ لا هذا دواء مختلف!

وعادت وبيدها قبعة زرقاء سماوية ولفحة جميلة من نفس اللون... وقالت: جرب ارتداء هذه القبعة وهذه اللفحة وسيزول الألم على الفور... قلت: من اشترى لك هذه القبعة الجميلة واللفحة المرفقة، قالت: جدتي أم آرا أحضرتها لي من كندا... قلت: وما هو البرهان على أنها من القبعات الشافية؟ ... قالت: هذه قبعة مجربة... فمنذ فترة مرضت سيسي وصارت ترفض طعامها وعلمت أنها مصابة بألم شديد وصداع في الرأس وعندما ألبستها هذه القبعة تماثلت للشفاء.

وارتديت القبعة ووضعت اللفحة وسألتني: كيف تشعر الآن؟ قلت: أشعر ببعض التحسن.

سألتني: ماذا تشاهد الآن ... قلت: تقرير إخباري يفيد بأن تركيا قبلت اعتذار اسرائيل الكتابي، قالت: وعن أي شيء اعتذرت اسرائيل؟... قلت: عن أشياء ... قالت: هؤلاء الذين يقتلون الأطفال الفلسطينيين ؟... قلت: نعم، قالت: اعتذروا عن قتل الأطفال؟ قلت: لا لأن على الأطفال أن يعتذروا... قالت: كيف؟ قبل أن يموتوا أم بعد؟ قلت: اسرائيل تريد أن يكون ذلك قبل وبعد.

ـ هل تحبين يسوع المسيح؟

ـ نعم كثيراً ... في قلبي.

ـ هل يمكنك أن تبيني لي السبب؟

ـ أحبه فحسب ولا يوجد سبب... و أنت؟

ـ أحبه كثيراً مع وجود سبب

ـ ما هو السبب؟

ـ طلب من الكبار أن يتشبهوا بالأطفال ويقصد في نقاء القلب ... فذهب الكبار إلى قتل الأطفال إكراماً له!

ـ كيف هو نقاء القلب

ـ في هذه القبعة السماوية واللفحة المرفقة الجميلة.

بابا لا أستطيع متابعة هذا التقرير... لا بد أنهم أطفال غزة بملابسهم المدماة ... يُحملون إلى سيارات الإسعاف.

ـ لا تنظري يا حبيبتي سينتهي هذا التقرير بعد لحظات.

ـ ما هذا يا أبي؟

ـ استمرار عمليات الإنقاذ في هاييتي

ـ الزلزال الذي حدث بالأمس

ـ نعم

ـ انظر هناك أطفال بين جموع القتلى

ـ من الذي قتل هؤلاء الأطفال؟؟؟

ـ غضب الطبيعة

ـ ومن الذي أغضب الطبيعة؟

ـ الإنسان

ـ كيف

ـ عبث بالبيئة فتغير المناخ.

ـ الزلازل موجودة قبل عيث الإنسان بالبيئة ، فلماذا تغضب الطبيعة على هاييتي الآن ؟

ـ ربما لأن أهلها من الفقراء

ـ بابا هل لنا أقرباء في هاييتي؟

ـ لنا في كل أنحاء العالم إلا هاييتي

ـ هل هناك سوريون في هاييتي

ـ لقد أشار التقرير إلى وجود سوريين في هاييتي ... وقرأت عن ذلك في الانترنيت.

ـ وماذا يفعلون الآن

ـ ينتظرون رحمة الله

ـ هل تقصد أنه؟...لم يهب أحد لمساعدتهم حتى اللحظة.

ـ لا أحد حتى اللحظة ... على حد علمي.

ـ ما هو السبب؟

ـ ينتظر مسئولينا أن يتطوع أحد لمساعدتهم ... فهذا أرخص... أما التوجه الجديد عندنا فهو بيع بعض السادة علماء الاقتصاد في سوريا وإتحاف البشرية بهم خاصة لأن عددهم صار كبيراً إلى درجة أن الوزارات والمكاتب والمالية ودور الضرائب والعقارات والعَرَصَات والمحافظة صارت تغص بهم بالإضافة للمواطن السوري الذي صار بدوره يغصُّ بهم أيضاً ويغصُّ بما يتمخض عنه فكرهم الخلاق من ضرائب وضرائب على الضرائب ورفع أسعار بحيث أنه لم يعد قادراً على ابتلاعهم وابتلاع تشريعاتهم، (لا عل جالس ولا عل قاعد ولاعل نايم).

ـ لماذا لا تحدث الزلازل في بلد جدتي؟

ـ تحدث ولكن الأبنية لا تقع هناك ... والذي يقع دوماً هو أبنية الفقراء... مع أن مئات المليارات من الدولارات تصرف من أجل لا شيء... يضن أصحابها على صرف جزء منها في تحسين معيشة الإنسان وإيجاد علاج لمرض السرطان على الأقل... أو إيجاد مجمعات سكنية آمنة لجموع البشر حول العالم ليس لحلّ كوارث كهذه في المستقبل بل لتحجيم آثارها على الأقل.

ـ يبدوا أن ذلك صعباً

ـ صعباً بالتأكيد ولكن يجدر بالإنسان أن يحاول

ـ كيف يحاول؟

ـ كما حاولت أنت يا طفلتي

ـ في أي شيء؟

ـ في القبعة السماوية الزرقاء واللفحة الملحقة

ـ هل نجحت في محاولتي يا أبي؟

ـ نعم يا حبيبتي فلقد زال الألم .

Ara Souvalian

[email protected]


منصور 2010-01-23 23:40:01
تحية لقلمك الشجاع يا عميد1
تحية لقلمك الشجاع يا عميد فبعد ستة ايام من الكارثة لا زال مسؤولينا يفكرون في طرق تقديم المساعدة للجالية السورية في هايتي وإليك هذا الخبر الطازج وبعد ستة أيام من الكارثة ووفقاً لسانا؛ فإن وزارة الخارجية تتابع أوضاع الجالية السورية في هاييتي للاطمئنان على وضعها ودراسة كل السبل لتقديم المساعدات اللازمة لها. بكيييييير يا شباب عملوا وفد وطلعوا بطيارة سورية وحاولوا انو يكون عددكون على عدد كراسي الطيارة مشان تقبضوا مهمات وطلعوا على هايتي
-سوريا
حسام 2010-01-23 23:38:37
المانيا
اعجبني اسلوبك الكتابي على الرغم انك من اصل ارميني الا انك تكتب بطريقة عربية بحتة الى جانبي الان صديق من ارمينيا دكتور في بالبصرياتDr. Norik Janunts يقول عن مدى حب اهل بلده لاهل حل سوريا
-سوريا
فينيق 2010-01-19 07:52:56
سلامي إلى كارنيى
لم أتوقع وجود سوريين معظمهم من بملكه في طرطوس يقيمون في هايتي ولشد ماأحزنني عندما علمت أنهم تعرضوا لخسائر كبيره ومنهم من فقد حياته كالزوجين الذين لم يسعفهما الحظ رحمهما الله أرجو أن تقوم الحكومه السوريه بتقديم المساعدات المباشره لهؤلاء شكرا لك سيد آرا وأرجو أن تبلغ سلامي إلى كارنيى
سوريا
مالك محمول صيني 2010-01-19 02:22:16
أخي آرا
بالنسبة للأسعار ... سمعت أن رسوم جواز السفر الجديد أو المجدد ستصبح 8000 ليرة سورية كما سمعت أن شهادة السواقة ستكلف صاحبها رقم كبير يتجاوز 15000 ليرة سورية ... فهل ممكن أن تقول لي لماذا ( تظلم فريقنا الاقتصادي بأنه رفع الأسعار ... الحقيقة ... أريد أن أقول لك لسه كل هاد ما شفنا شي .... و الآتي أعظم
-سوريا
أبو الفوارس 2010-01-19 01:15:14
عزفت على كل الأوتار
براءة الأطفال ( في ابنتك أدامها الله لك ), مآسي أهل غزة و أطفالها , الضرائب والساسة و أوضاع البلدعندنا( رغم أنك لم تذكر المازوت ومغامراته هههه ) , مقارنة البلاد الفقيرة والبلاد الغنية والفرق الشاسع بينهما أو بالمعنى الأصح تبيان مدى تفاوت الإنسانية بينهما . مع أن الإنسانية تبقى واحدة لدى الجميع ولكن ...
سوريا
أربي أسمر 2010-01-19 00:31:36
أهلا بك
مشاركة متميزة، وموضوع هام. هذه كارثة كبيرة، ولكن للأسف كأن المصائب الطبيعية التي تتعرض لها البلدان الفقيرة أصبحت تسمى، من قبل البعض، بالعقاب الالهي. أرجو أن تكون هذه المقالة كصيحة توعية للجميع، وكلام الطفلة قدوة لنا. تحياتي
سوريا
حسام الشام 2010-01-18 23:50:13
....
جميل هذا التصوّف العاطفي والإنساني .. بوركت يدااك ..
-سوريا
عادي 2010-01-18 22:36:29
ماذا عن الزلازل
حبيبنا مسيو ارا شو منشان الزلازل التي عم تضرب وجدان المواطن كل يوم رح بعطيك مثال واحد زلزال الفساد حتى مقياس ريختر عجز عنو
-سوريا
سعيد بتراكي 2010-01-18 22:20:14
المانيا
حلال عليك اراكيل تابع أخوك سعيد عما يقرأ لك اغلب الاحيان
ألمانيا
آرا سوفاليان 2010-01-18 21:50:39
آسف الحق معك2
أستند الى ذاكرة طفل كان في الصف الثالث الابتدائي على أكثر تقدير ... ولقد حاولت التحقق بواسطة الويكيبيديا ولكن لم استطع الدخول الى الويكيبيديا المحجوبة لسبب لا يعرفه إلاَّ الله وبالتالي فلقد نسيت ان اتحقق بوسائل أخرى بالاضافة الى الخصلة الغير جيدة والموجودة فيّ,,, فأنا أكره المراجعة كثيراً وإن إضطررت اليها فسوف انجزها بدون تركيز... شكراً للتصحيح
سوريا
آرا سوفاليان 2010-01-18 21:46:54
آسف الحق معك1
اكادير أو أغادير (بالأمازيغية و تعني "مخزن الحبوب") هي عاصمة جهة سوس ماسا درعة بجنوب غرب المغرب . ويبلغ تعداد سكانها أكثر من 200,000 للمدينة نفسها و 1000,000 نسمة (حسب تعداد 2008 المتضمن بلدتي إنزكان و أيت ملول المجاورتين). أسسها البرتغاليون حوالي عام 1500، ثم حررها المغاربة عام 1526. في عام 1911 وصلت المدمرة الألمانية بانثر رسميا لحماية الجالية الألمانية المقيمة بالمدينة مما أشعل أزمة أكادير بين فرنسا وألمانيا، والتي أدت لاحقا إلى إعلان المغرب محمية فرنسية عام 1912. ـ آسف لأني أستند لذاكر
سوريا
د مازن 2010-01-18 21:29:16
هذا الكلام يهز الجبال
هذا الكلام يهز الجبال ويحرك الضمائر التي صنعت من الفولاذولكن من غير المتوقع ان تؤثر على ضمائر مسؤولينا(سألتني: ماذا تشاهد الآن ... قلت: تقرير إخباري يفيد بأن تركيا قبلت اعتذار اسرائيل الكتابي، قالت: وعن أي شيء اعتذرت اسرائيل؟... قلت: عن أشياء ... قالت: هؤلاء الذين يقتلون الأطفال الفلسطينيين ؟... قلت: نعم، قالت: اعتذروا عن قتل الأطفال؟ قلت: لا لأن على الأطفال أن يعتذروا... قالت: كيف؟ قبل أن يموتوا أم بعد؟ قلت: اسرائيل تريد أن يكون ذلك قبل وبعد.)
-سوريا
الدكتورة الحائرة 2010-01-18 19:17:48
الاجمل من نقدك هو تلك
الحميمية والابداع الموجودين في كلامك وقدرتك على ايصال افكارك بطريقة جميلة وحنونة توصل فكرة انسانية الى القارىء تجعله ينسى انه امام نقد سياسي فيبتعد عن اطار الزمان والمكان الى اشياء عاطفية وانسانية بحتة عبر حوار مع القلب والضمير شكرا لك
-سوريا
الياس 2010-01-18 19:08:31
من كل بد
انا مع انو نساعد السكان في هايتي فهم اخوة لنا بالانسانية و لكن من يساعد المواطن السوري في زلازله اليومية!
-سوريا
مغترب 2010-01-18 18:50:58
أوغادين في الصومال
أوغادين اقليم صومالي تحتله اثيوبيا.. وزلزال أغاديرالشهير بشدة دماره وقع في المغرب؟
سوريا
أبو عمر 2010-01-18 18:13:05
دوما
رائع كالعادة مقالاتك تلامس القلب قبل العقل دائما اتوقع منك الكلام المؤثر تحياتي لك
-سوريا
رياض.أ 2010-01-18 16:25:27
نص جميل جدا !
يرسم السيد آرا في هذا النص لوحة انسانية جميلة ورائعة جدا..نقاء الروح والقلب هو أهم ما يميز الانسان عن غيره من البشر والكائنات. سلامة عينك سيد آرا..ونتمنى أن تبقى بصحة جيدة على الدوام لنقرأ لك باستمرار . تحية من القلب لك وللصغيرة
-سوريا
عمار محمد 2010-01-18 16:18:12
شكراً
شكراً لتميزك سيد آرا ولكن زلزال المغرب وقع في مدينة أغادير ، وليس أوغادين
-سوريا
منصور 2010-01-18 16:02:48
تحية لقلمك الشجاع يا عميد2
طلعوا على هايتي وتوجهوا نحو الجالية السورية بالدبكة والعراضات والهتافات ولا تنسوا انو تتسلبطوا على شباب السفارة الفخرية السورية في بلاد هاييتي بكذا غداء وحق عشاء للشباب كما جرت عليه العادة هنا وهناك وفي كل مكان ولا تنسوا ان ترجعوا محملين بالهدايا التاهيتية من باب تشجيع الصناعة الأجنبية
-سوريا
منصور 2010-01-18 15:57:29
تحية لقلمك الشجاع يا عميد1
تحية لقلمك الشجاع يا عميد فبعد ستة ايام من الكارثة لا زال مسؤولينا يفكرون في طرق تقديم المساعدة للجالية السورية في هايتي وإليك هذا الخبر الطازج وبعد ستة أيام من الكارثة ووفقاً لسانا؛ فإن وزارة الخارجية تتابع أوضاع الجالية السورية في هاييتي للاطمئنان على وضعها ودراسة كل السبل لتقديم المساعدات اللازمة لها. بكيييييير يا شباب عملوا وفد وطلعوا بطيارة سورية وحاولوا انو يكون عددكون على عدد كراسي الطيارة مشان تقبضوا مهمات وطلعوا على هايتي
-سوريا
حسام 2010-01-18 15:18:04
المانيا
اعجبني اسلوبك الكتابي على الرغم انك من اصل ارميني الا انك تكتب بطريقة عربية بحتة الى جانبي الان صديق من ارمينيا دكتور في بالبصرياتDr. Norik Janunts يقول عن مدى حب اهل بلده لاهل حل
-سوريا
haysamm 2010-01-18 15:26:03
نايس
كما عودتنا دايما أستاذ آرا .. يعطيك العافية على الأسلوب الحلو والظريف
-سوريا
kais 2010-01-18 15:04:20
Ara
Ara Ara Ara you are so great man
كندا
copy rights © syria-news 2010