2011-05-04 19:28:07 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
المتحف المدرسي للعلوم .. تحفة عالمية بانتظار دعمها |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
المتحف حلم ووصية يتحققان.. بدأ الحلم منذ عام 1914 عندما بدأ العالم حسين الإيبش من مواليد مشق 1884 برحلة إلى مجاهل أفريقيا والهند لاصطياد الحيوانات المفترسة حتى عام 1926، وتم تحنيط الحيوانات النادرة التي صادها في بريطانيا. وهاهي القطع النادرة التي جمعها الإيبش خلال ترحاله مرتبة ومنسقة فوق الرفوف ليراها المتهافتون إلى المتحف ويستمتعوا بغرابتها وندرتها، حيث قام كادر من المتحف بترتيبه وتخديم الديكورات الفنية والوسائط المرئية والمسموعة والإنارة لخدمة المعروضات وخلق بيئة وجو يوحي للزائرين بأنهم يعيشون ضمن الحياة التي عاشت بها هذه الحيوانات. تسنى لسيريانيوز لقاء المشرفة على للمتحف هفاف المقدسي التي أوضحت أن "الرحلة التي قام بها (الإيبش) لم تكن بهدف الصيد، إنما بهدف البحث العلمي، وجمعها في متحف يكون محوراً للبحث العلمي يطلع عليه الناس والأطفال، فالإيبش أول موثق للحياة البرية في العالم وأول إنسان وثق بالصور والوثائق ما عاشه خلال 12 سنة مع شعوب وقبائل هذه المناطق الإفريقية والهندية ونقلها لنا".
وأضافت المقدسي أن "بعض هذه الكنوز التي تممت المتحف وأغنته، كانت ملتفة وغير مستخدمة في مستودعات عدد من المدارس مثل مدرسة جودت الهاشمي وابن خلدون وعبد الرحمن الكواكبي ودار السلام، إلا أن تم افتتاح هذا المتحف الذي يهدف إلى تغذية ذاكرة الطفل بمعلومات عن كيفية تطوَّر الإنسان ونشأته، وأن يتعرَّف على أغلب دول العالم وما تمتلكه من ثقافة متحفية".
المقتنيات العلمية النادرة من مجاهل أفريقيا والهند تخرج إلى النور .. والفضل يعود لوزارة التربية في دمشق كانت فكرة عرض هذا الإرث الوطني تنمو لدى الموجه التربوي موفق مخول، حيث استطاع أن يجعل من إرث الصياد الدمشقي حسين الإيبش الذي تبرع به إلى محافظة دمشق متحفاً مدرسياً متميزاً، بعد الحصول على الموافقة لإقامة متحف متخصص يضم هذه الموجودات، ويباشر عمله بالتعاون مع عدد من مدرسات الفنون، ليصنعوا من مكان صغير في إحدى مدارس منطقة التجارة قرب مدرسة عبد القادر أرناؤوط، متحفاً متخصصاً.
فكر مخول وفريق العمل في تطويره والاستفادة من الإرث المهمل في مدارسنا الذي لا ندرك قيمته، لكي يحمل المتحف طابع علمي أكبر وأوسع، فجمع من مدارس دمشق مختلف الوسائل التدريسية التي كانت تستخدم على مدار السنوات الطويلة، ويعود بعضها إلى أيام الانتداب الفرنسي لسورية تقبع في الطابق الثالث من المتحف هذه الوسائل إيضاحية نفتقدها اليوم لقدمها وبدائيتها، كما يحتوي على أنواع مختلفة من الآلات الكاتبة والحاسبة القديمة، التي ربما لم يسمع عنها الكثير منا ولم يرها البتة. وهكذا تم افتتاح المتحف المدرسي للعلوم عام 2007 ليكون الأول في سوريا الذي يحوي على مجموعة ثمينة من الحيوانات المحنطة التي قدمتها أسرة الإيبش، ويضم أيضاً وسائل إيضاح وتجارب علمية بدائية، تم جمعها من مدارس دمشق الأولى المستولى عليها وخاصة. فمن رؤوس وأجسام محنطة لحيوانات نادرة، وصور فوتوغرافية توثيقية، وقطع حجرية وخشبية وأدوات الصيد الأولى إلى متحف فريد يعد الأول من نوعه على مستوى الوطن العربي.
غناء المتحف .. صغر المكان بعد جمع المقتنيات النادرة والفريد وتهافت المهتمين من كبار الأكاديمين لاغنائه بمجموعات أخرى نادرة يعاني المشرفون على المتحف من ضيق المكان، فقد تمكنوا من الحصول على موافقة بالصعود العامودي بالطوابق وإضافة المزيد من الأجنحة والمعروضات، إلا أن هدف المشرفين هو الحصول على الموافقة بالتوسع الأفقي، إذ إن القطع النادرة التي حصلوا عليها ويزيد عددها عن 400 قطعة يجب عرضها بشكل متجانس ومتتابع دون صعود طابقي الذي قد يشوه من جمالية وأهمية هذه القطع. وقامت مديرية سياحة دمشق مع بداية العام الجاري باعتماد المتحف المدرسي للعلوم كمتحف رسمي ضمن متاحف مدينة دمشق، إلا أنه من النادر رؤية وفود رسمية أو سياحية تقوم بجولة في صالاته، فالزوار يقتصرون على طلاب المدارس والأطفال وبصفة تعليمية.
حيث أشارت المقدسي إلى أنه "نحن شاكرون وزارة التربية ومديرية تربية دمشق التي كانت متعاونة معنا لافتتاح هذا المتحف المهم، إلا أننا نود إدراجنا ضمن زيارات الوفود الرسمية في وزارة السياحة"، مضيفةً أنه "هناك العديد من القطع الأثرية القابعة في مستودعات العديد من الوزارات، والتي نسعى للحصول عليها لاغناء هذا الإرث الوطني الذي من الممكن تصنيفه عالمياً". ويقسم المتحف إلى ثلاثة أقسام، القسم الأول يحتوي على صالة عرض سينمائية يتم فيها استقبال الزوار لأخذ فكرة عن المتحف ومعروضاته، حيث يتم عرض فيلم وثائقي علمي للتعرف على الحيوانات البرية وحياتها الطبيعية.
أما القسم الثاني من المتحف فيضم مجموعات من الحيوانات المحنطة قدمها الصياد السوري حسين الإيبش من مجموعته التي حصل عليها خلال رحلته إلى إفريقيا والهند بين أعوام 1914 - 1926م بالإضافة إلى مجموعة من الصور الفوتوغرافية التي توثق رحلته، ومجموعة من الوثائق الخاصة به منها وثائق رياضية حيث كان الايبش من أبرز أبطال رياضات القوى والسباحة في حياته الجامعية، ويعتبر أول من أدخل رياضة كرة القدم إلى سورية، واشتهر بأعماله الزراعية الواسعة هذا واشتهر بمهارته في الرماية والصيد إذ شغفه بصيد الوحوش الكاسرة في مجاهل إفريقيا والهند في رحلات مثيرة التي دامت 12 عاماً (1914-1926) ونال العشرات من الأوسمة الدولية والمحلية وتوفي في عام 1967. أما القسم الثالث من المتحف يحوي الوسائل الإيضاحية والتدريسية الأولى التي قام بجمعها مخول من كافة مدارس دمشق.
نبال عبدوني - سيريانيوز شباب
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Powered By Syria-news IT |