2010-11-16 18:12:04 | ||
رد على مساهمة بعنوان إيفاد معيدي الإختصاصات النظرية للخارج هدر وإسراف |
||
اذا كان تفكيرك منحنياً فإن الناس من حولك قسمين : قسم يستهزء بك و قسم يشفق عليك. يقول أنيشتاين "إذا كان أ=النجاح فإن أ= ب + ج + د حيث : ب = العمل و ج = اللعب و د = إبقاء فمك مغلقاً" بدايةً أود أن أقترح على إدارة موقع سيريانيوز المحترمة بأن تضيف شرط معنوي إلى شروط سياسة النشر ألا و هو وعي الكتابة. لأنّه اذا كان هناك بعض الأمراض يُطلق عليها المرض الخفي فإن لاوعي الكتابة بشكل خاص واللاإدراك بشكل عام لحسن الحظ مرض ظاهر إنّه الحمق بعينه. ولأنه ظاهر فهو متأصل فبالتالي يصعب معالجته لذا يُستحسن استئصاله. إن كاتب مقالة (ايفاد معيدي الإختصاصات النظرية للخارج هدر و إسراف ) ما هو كما واضح من مساهمته إلا سليل الإرث الاجتماعي التقليدي السائد و المريض الذي يرى أن الطب يا ماما و الهندسات يا بابا هي فروع الهية و ما تبقى ليست سوى لأنصاف العقول لذا اقتضى توضيح بعض الأمور عن أهمية إيفاد معيدي الاختصاصات النظرية للخارج : إن التواصل مع أي لغة في العالم هو تواصل مع إرثها الثقافي والحضاري و الفكري هذا الإرث يتمظهر في الحاضر بوصفه وعياً بالمستقبل . و مهمة التواصل هذه ما كانت لتُنجز لولا الإبداع التاريخي العظيم والجهد الهائل الذي قام به و يقوم المترجمون من و إلى كل اللّغات في العالم. بناءًً على ذلك فإن من لا يدرك هذه العلاقة لا يستطيع أن يدرك أن الفيلصوف و الطبيب والعامل هم جزء متكامل من بناء العقل الحضاري والروح الثقافي برمته. فبالتالي فإن تسخيف جهود الآخرين لهو أمر بعيد عن الأخلاق من جهة و ملتصق باللاوعي من جهة أخرى. لقد ورد في مقالتك ما سميته "عالم الفلسفة" لذا اقتضى التنويه أنّه لا يوجد في تاريخ الفلسفة برمته ما يُسمّى عالم الفلسفة إلا اذا كان هذا المصطلح امتداداً آخراً لمساهمتك. وللعلم فقط فإن الفلسفة بوصفها أم العلوم اشتغلت وما تزال في كافة مناحي العلوم التطبيقية و النظرية على حدّ سواء وفي واحدة من أقدم الأكاديميات في العالم في أثينا كُتب على مدخلها والكلام لأفلاطون : "لا يدخل هذا المكان من لا يُتقن الهندسة." وقد كانت شروط الدخول إلى هذه الأكاديمية والتي هي بالوقت نفسه شروط الوصول إلى الحق والفضيلة أربعة: الإلمام بالديالكتيك أي الحجج المنطقية. الإلمام بالرياضيات. الإلمام بعلم الفلك. و أخيرا الانسجام الداخلي عن طريق الموسيقا. تمعن جيّداً بهذه الشروط تدرك تمام الإدراك أنّها بتكاملها تخلق الإنسان المبدع و الخيّر وتصنع الإنسان الذي يتطابق قوله مع فعله و نظره مع عمله وبالوقت نفسه تدرك بأن مساهمتك لغواً لا لزوم له. و أخيراً انطلاقاً من مقولة أنّ أقلَّ الناس سروراً هو الحسود و لإني سعيد بما فيه الكفاية أجد من المعيب أن أكتب عن الشأن المالي. بالنهاية لم تذكرني مساهمتك إلا بالقرار الذي صدر منذ ما يقارب الأربع سنوات من جامعة الفرات بعدم إيفاد معيدي الاختصاصات النظرية , ولحسن الحظ تواجد آنذاك عدد لا بأس به من المعيدين اللذين يتحلون بالشجاعة الأخلاقية والفكرية الكافية ليحولوا بعد فترة ليست بالقصيرة دون تنفيذ هذا القرار النبوغيّ , والنبوغة كما تعلمون يا أصدقائي سيف ذو حدين. |
||
Powered By Syria-news IT |