2010-10-20 00:13:51 | ||
بعد التطبيق العملي... معلمون يصفون تدريس المناهج الجديدة " بالأعمال الشاقة" |
||
أفرزت المناهج الجديدة في المدارس صعوبات جديدة لم يتعرض لها الأساتذة من قبل، وعلى الرغم من خضوع الكوادر التدريسية للدورات التدريبية على طريقة تدريس هذه المناهج، وخضوع المناهج وآلية تطبيقها لدراسات سابقة "دقيقة" بحسب وزارة التربية إلا أن التطبيق العملي لهذه المناهج افرز عدة مشاكل لم تكن بالحسبان سيريانيوز استمعت لبعض شكاوي المدرسين، حيث قال مدير إحدى المدارس بريف دمشق إن " الوسائل المطلوبة في الطريقة الجديدة للتدريس تركز على المدرسة كنقطة أولى وأخيرة لتلقي العلم، فالطفل لم يعد قادراً على الدراسة في المنزل وحده حتى الأهل غير قادرين على الشرح، ما أدى إلى انخفاض مستوى تجاوب الطلاب مع مدرسيهم عن السابق".
أعمال شاقة وتطبيق شبه مستحيل وتابع المدير(فضل عدم ذكر اسمه) منتقداً " يحوي الصف الدراسي الواحد حوالي 45 طالباً، وبحسب الطريقة الحديثة للتدريس فإنه من الواجب تقسيم الطلاب إلى مجموعات لتلقي الدروس بواسطة وسائل الشرح، وعند التطبيق تبين أن هذا الأمر شبه مستحيل فإن مدة الحصة الدرسية المحددة ب45 دقيقة غير كاف، لأنه هناك ربع ساعة مقتولة حتماً بين دخول أول مجموعة إلى المخبر مثلاً وضبطها ومن ثم إدخال المجموعة الثانية وضبطها ما يضيع الكثير من الوقت". وأردف المدير إن "عملية التدريس أصبحت أشبه بالأعمال الشاقة فالمدرس يحمل الحاسب المحمول الخاص به مع جهاز الإسقاط من صف إلى آخر ويبذل قصار جهده في عملية الشرح التي باتت تحتاج إلى وقت أكبر عدا عن وجود بعض الأساتذة غير القادرين على استعمال الحاسب أو البروجوكتورات" مشيراً إلى انه "هناك بعض الأساتذة الذين لم يستطيعوا الخضوع للدورة التدريبية على المناهج الجديدة بسب ضيق الوقت أو بعد المكان المخصص للدورة فالدورة كانت بالحجر الأسود ونحن في دوما على سبيل المثال". وتابع المدير "من الأساتذة من خضع لدورات التدريب على المناهج الجديدة لكنه غير قادر على الشرح بالطريقة الجديدة أو تسبب له هذه الطريقة صعوبات بالغة يمكن أن يصيبه الخجل في حال إفصاحه عنها أمام زملائه".
المدرسون غير مقتنعون وقال مدرس مادة الرياضيات (فضل عدم ذكر اسمه) إن "أغلب الأساتذة غير مقتنعين بالمناهج الجديدة وطريقة تدريسها، والكثير منهم عاد إلى الطريقة التقليدية لإيصال المعلومة لصعوبة تطبيق الجديدة وخاصة نظام المجموعات، فغايتنا في النهاية هي إيصال المعلومة ليس أكثر". وتابع الأستاذ إن "أعداد الطلاب في الصفوف كبيرة جداً قد تتجاوز 48 طالباً، والمطلوب في الطريقة الجديدة للتدريس أن يقسم الطلاب إلى مجموعات إلا أن هذه الطريقة أثبتت عدم فائدتها لأننا حتى الآن لم نستطيع إعطاء أكثر من صفحتين في المنهاج الجديد؟!". وأضاف" مادة الرياضيات مثلاً لا يمكن تقسيم الطلاب بها إلى مجموعات بكافة الدروس فهذا غير مجدِ" مشيراً إلى أن "توقيت الحصة المحدد ب45 دقيقة غير كاف بالنسبة للمناهج الجديدة وطرق تدريسها، فكيف سيكون عليه الحال في التوقيت الشتوي 40 دقيقة للحصة الواحدة".
الوزارة تطرح حلول ولمعالجة المشاكل الناجمة عن إدخال المناهج الجديدة كانت وزارة التربية قد طلبت مؤخراً من مديرياتها في المحافظات افتتاح مركز ورشات عمل إنعاشية في كل مجمع تربوي بإشراف مشرف المجمع ومتابعته بحيث يداوم فيه موجه اختصاصي لكل مادة وموجه تربوي يومياً طوال الدوام الرسمي وعلى مدار الأسبوع وذلك من خلال تنظيم جدول مناوبات لاستقبال الراغبين في الاستزادة العلمية والتربوية حول كيفية التعامل مع المنهاج الجديد وتقديم الأجوبة عن الاستفسارات والتساؤلات من أولياء الأمور والمدرسين والمعلمين. وبينت الوزارة في تعميم لها وجوب وضع مشرف المجمع بالتعاون مع الموجهين برنامجاً لتنفيذ دروسٍ نموذجية للمقررات الدراسية خارج أوقات الدوام الرسمي ينفذها الموجهون والمدرسون والمعلمون المتميزون ويُدعى لحضورها المعلمون والمدرسون والمعنيون في المجمع التربوي مع رفع تقرير شهري إلى وزارة التربية عن طريق مديرية التربية يبين فيه الملاحظات الميدانية السلبية والإيجابية للعمل على تعزيز الإيجابيات ومعالجة السلبيات. وأكدت الوزارة على الموجهين الاختصاصيين والتربويين توضيح جميع القضايا المتصلة بالمنهاج الجديد والإجابة عن استفسارات العاملين في المدرسة وتساؤلاتهم وذلك من خلال زيارتهم للمدارس والصفوف.
الوقت مدروس وكافٍ من جهته قال مدير تربية دير الزور رامي الضللي رداً على تعليقات المعلمين المتسائلين، إن "كل ما يقال عن أن وقت الحصة الدرسية غير كاف ليس منطقياً، فالوقت مدروس من وزارة التربية بدقة، ويمكن تقسم الطلاب إلى مجموعات خلال الحصة الدرسية دون مشاكل". وعن عدم قدرة الأهالي أو الطلاب متابعة دروسهم في المنزل، قال الضللي إن "تقصير الطلاب في المنزل يعود إلى الأسرة وليس لمديريات التربية علاقة في ذلك، لكن وإن كان أهالي الطلاب ليسوا على سوية عالية من العلم إلا أنهم قادرون على متابعة دراسة ابنهم من خلال دفتر الطالب الذي يحوي على جميع الأنشطة والتطبيقات الخاصة بالطلاب". وفيما يتعلق بعدم توافر وسائل الإيضاح في المدارس وما تسببه من صعوبة للمدرسين، قال الضللي "إن وجدت هذه الوسائل فلا مانع من استخدامها وان لم توجد فاللوح شيء أساسي" مشيراً إلى أن "شكاوي الأساتذة عن المناهج الجديدة كانت بداية التطبيق كونها شيء جديد إلا أنها وبعد التطبيق لقيت تأييداً وإقبالا".
مراكز جديدة للتدريب بريف دمشق بدوره قال مدير تربية ريف دمشق علي الشماط لسيريانيوز إن "مديرية تربية ريف دمشق تدرس إمكانية إنشاء مراكز إضافية للتدريب على المناهج الجديدة في أطراف محافظة الريف مثل القلمون والزبداني ودوما وغيرها، والمركز الوحيد الموجود حالياً هو مركز الباسل في منطقة الحجر الأسود يضمن موجهين اختصاصيين خاضعين لأكثر من دورة سابقة، مهمتهم الرد على أسئلة الأساتذة ومساعدتهم بخصوص المناهج الجديدة بشكل يومي وعلى مدار الساعة". وطلبت وزارة التربية من مديرياتها تنظيم ندوات على مستوى البيئات المدرسية يُدعى إليها أولياء الأمور والعاملون في قطاع التربية ويشارك فيها الموجهون التربويون أو الاختصاصيون وعدد من المديرين أو المعلمين أو المدرسين المتميزين لشرح الجديد في هذه المناهج واستراتيجيات التعليم والتعلم المناسبة لها واستخدام وسائل التقويم التي تقيس فعلاً المطلوب تحققه من هذه المناهج في ضوء المعايير الوطنية وإقامة دورات تدريب ميداني على مستوى المجمع في حال توافر العدد الكافي لافتتاحها.
حازم عوض - سيريانيوز شباب
|
||
Powered By Syria-news IT |