2010-10-18 23:56:00
لمنع اختلاط الفتيان بالفتيات ام لتفادي الضغط العددي.. مدرسة تقرر نقل ذكور الخامس والسادس دون الإناث

اعترض أولياء طلاب الصفين الخامس والسادس الابتدائي في مدرسة محمد حداد الواقعة في حي الفرقان بمدينة حلب، على "قيام إدارة المدرسة، وبعد بداية العام الدراسي بثلاثة أسابيع تقريبا، بنقل أبنائهم الذكور وبشكل تعسفي، إلى مدرسة أخرى".


هذا ما تسبب بحسب أولياء الطلاب بـ "ضغوط نفسية على أطفالنا، وإرباك لنا للتأقلم مع المكان والتوقيت الجديدين"، في حين رفضت إدارة المدرسة الرد على التساؤلات مطالبة بـ "موافقة مديرية التربية للإجابة"، كما أخلى الموجه التربوي مسؤوليته بحجة أن "المشكلة بدأت في فترة زميلي الذي أحيل للتقاعد"، معتبراً أن "الموضوع لا يتعدى كونه تسوية سنوية".

فصل يربك الأهل

وقال جمال ريشي والد أحمد أحد طلاب الصف السادس المنقولين "عاد أبني من المدرسة، مشتكياً من قيام الإدارة بإبلاغه عن ضرورة التحاقه بمدرسة حسين تركماني، تلبية لأهالي الطلاب من سكان المنطقة، غير الراغبين باختلاط بناتهم بالفتيان".

وأضاف ريشي "تراجعوا في اليوم الثاني عن تبريرهم السابق، نتيجة ضغط أولياء الأمور الذين هرعوا إلى المدرسة، واستبدلوه بأن السبب الرئيسي هو الأعداد الكبيرة للطلاب".

وتساءل ريشي عن "سبب تأخرهم في اتخاذ ذلك الأجراء للتخفيف من ضغط الأعداد، لحين اقتراب الاختبارات الشهرية".

من جهتها روت سحر والدة محمد من طلاب الصف الخامس أن "إدارة المدرسة بدأت بإرسال إنذارات نقل منذ أسبوعين، ولكن يوم الاثنين عاد ابني في نهاية الدوام، معرباً أنهم أخبروه بعدم العودة لمدرسته، وأن عليه الدوام بعد اليوم مع زملائه بمدرسة حسين تركماني، لأن أوراقهم نقلت إليها".

وأضافت سحر "لا يمكنني وصف حالة ابني النفسية يومها، لم  يستطع النوم ليلتها، وطرح مئات الأسئلة، حول ما إذا كان سينسجم مع أصدقاءه ومعلميه الجدد، وهو الذي واظب الدوام في هذه المدرسة من الصف الأول حتى الخامس، وأيقظني منتصف الليل طالباً أن نضعه في شعبة فيها على الأقل أحد أصدقائه الذين يعرفهم".

وبينت سحر أن "ذكور الصفين الخامس والسادس في مدرستي محمد حداد، والفرقان أحاديي الدوام تم نقلهم لحسين تركماني ثنائية الدوام"، ما أدخلنا في دوامة من سيأخذه ويعيده، والدوام المسائي مصيبة بالنسبة لي، فأنا موظفة ولن استطيع التواجد في المنزل وقت ذهابه إلى المدرسة لتحضير أموره".

وتابعت "اليوم التالي أحضرته معي للوظيفة لأوصله ظهرا لمدرسته الجديدة، وقد علمت أن كل الأهالي ثاروا وتوجهوا للمدارس الثلاث، ليعبروا عن رفضهم للنقل، ما استدعى قدوم لجنة موجهين من التربية للمدارس، وتقرر نتيجة ضغط الأهالي نقل الأولاد الذين لا يقطنون في الفرقان".

وبينت والدة طالب آخر فضلت عدم ذكر اسمها أن "مدراء المدارس يعاملن الأهالي باحتقار وعصبية، وحتى المدارس القريبة من سكني، لم تقبل إعطائي ورقة (لا مانع) التي بموجبها يتم عادة قبول الطلاب ، بحجة تأخر الوقت، فأين يمكنني الآن تسجيل أولادي؟".

ووفق الأهالي فقد "قررت الإدارة، نتيجة قدوم الأهالي للمدرسة والضغط عليهم، إبقاء الذكور القاطنين في الحي شريطة إبراز سند إقامة أو ملكية أو أي وثيقة تثبت سكنهم في الفرقان".

وعن ذلك قال أحد أولياء الأمور الذي طلب عدم ذكر أسمه "لا اعرف كيف سيتم الأمر فمنطقة سكني يعتبر بين حيين"، معبراً عن استغرابه من أنه "إذا كانت حجتهم لنقل الأطفال هو أن تكون المدارس حكرا لقاطني أحياءها، فكيف نقلوهم من مدرستهم الواقعة في الفرقان، لمدرسة في نفس الحي؟".

وأعتبر أن "نقل الذكور ليس من صلاحيات المديرة، وكيف سيكون تصرفها لو كان الصبي لديه أخت في نفس المدرسة، والمنطق يقول أن جميع الأولاد يذهبون لمدرسة واحدة، ولدي ولد آخر في الصف الرابع، ونظمنا أنا وزوجتي العاملة أيضاً أوقاتنا حسب دوام أبنائنا اليومي الصباحي، لنفاجأ بضرورة إعادة ترتيب حياتنا، لقرار لم يفهم أحد سببه بعد".

وأضاف "ولدي من المتفوقين، وهو عدا عن الفوضى النفسية التي وضعوه فيها، يعاني من فوضى التدريس، فحتى اليوم لم ينهوا المقررات أو الدروس التي كان من المفروض إنهاءها، فبعد 3 أسابيع لم يأخذوا سوى صفحة واحدة فقط في كتاب اللغة الانكليزية".

وأعتبر الأب أنه "ليس من حق أحد أن يحدد مدرسة ابني، فحتى لو كنت أقطن في منطقة ثالثة، فمن حقي وحدي اختيار مدرسة أولادي، وفي الحي الذي أريد".

وعندما توجهت سيريانيوز للمدرسة لطرح تساؤلات الأهالي، طلبت الإدارة "موافقة مديرية التربية للإجابة، مستشهدة بذلك عبر اتصال أجرته مديرة المدرسة بتربية حلب، التي طالبتها بعدم الإدلاء بأي شيء".

تسوية ليس إلا

ومن جهته رفض الموجه التربوي المسؤول عن المنطقة، طلال عطري، الإجابة عن تساؤلاتنا، إلا "بعد حصول سيريانيوز على موافقة خطية من مدير التربية"، ليجيب بعد الإلحاح هاتفيا أن "الموضوع عادي ولا يتعدى كونه تسوية تقام سنويا، لأحداث مساواة في أعداد الطلاب في المدارس ولمنع الضغط على إحداها دون الأخرى".

ورداً على سبب التأخر في "تطبيق التسوية"، التي جاءت بعد 3 أسابيع من بداية العام الدراسي أجاب قائلاً "التأخير ليس مسؤوليتي، بل هي مسؤولية من كان قبلي الذي أحيل للتقاعد، وأنا استلمت المنطقة حديثا".

 

هديل ارحيم هبو - سيريانيوز شباب - حلب


Powered By Syria-news IT