2010-07-29 12:01:49
امتحانات القبول الجامعي في جامعة حلب .. بين مؤيد لها ورافض لفكرتها

نائب رئيس الجامعة: هدف الامتحان هو معرفة ميول الطالب

والدة إحدى المتقدمات: لا معنى لامتحان بعد بضع أسابيع من امتحانات الثانوية، سوى إضافة تكاليف مادية على عاتقنا

تباينت آراء الطلاب والاختصاصيين حول الاختبارات الخاصة بالقبول الجامعي، التي انتهت يوم الثلاثاء، بين "الرفض، والقبول، واقتراح تعديل بعض جوانبها".


وكانت الامتحانات قد بدأت يوم الأحد 25/7/2010 في الساعة 9 صباحا بامتحانات القبول لكلية العمارة، تلاها في الـ 2 ظهراً امتحان قبول قسم اللغة العربية، ثم قسم اللغة الانكليزية في الـ 10 من صباح اليوم التالي، وامتحان القبول للغة الفرنسية في الـ 2 ظهراً، لتختتم، بامتحان الدور الأول لكلية الفنون الجميلة في الـ 10 من صباح الثلاثاء.

 

هدف الامتحانات

وشهدت مراكز تقديم الامتحانات ازدحاماً بالمتقدمين من الناجحين بالثانوية العامة، وبأولياء أمورهم، القلقين والمتذمرين من تطبيق قرار إجراء اختبار قبول لأولادهم.

وقالت انتصار أحمد حبيب والدة طالبة متقدمة لامتحان كلية الفنون الجميلة "تقدمت ابنتي لامتحان اللغة العربية، واليوم تقدمت لامتحان قبول كلية الفنون الجميلة، ولا أرى أي معنى لهذه الامتحانات، فلم يمض على خضوعهم لامتحان اللغة العربية، والانكليزية والفرنسية في الثانوية العامة سوى بضع أسابيع".

واعتبرت انتصار أنه "لا يمكن تحديد مستوى الطالب بامتحان مدته ساعة ونصف، قد يكون قد تعرض قبله لظروف منعته من التركيز".

فيما رأت أم ديمة، والدة إحدى المتقدمات أن "الخطوة نحو الأمام دائما شيء جيد، لكن يجب أن يتم بشكل تدريجي، كي يكون لدى الطالب القدرة على اجتيازها".

في حين عبر والد احد المتقدمين عن استغرابه "من إجراء هذا الامتحان"، متسائلاً "ألا تعتبر علامات الطالب في الشهادة الثانوية دليل على مقدراته؟، فالمفاضلة كافية لتحديد مستوى الطلاب، رغم أنها في معظم الأحيان لا تكون كما يتمناها الطالب".

تساؤلات رد عليها نائب رئيس جامعة حلب للشؤون الإدارية محمود قاسم مبيناً أن "هدف الامتحان هو معرفة ميول الطالب، أكثر من معرفة قدرته على الحفظ، كما في امتحان الثانوية العامة، فالطالب قد يحصل على علامة كاملة في اللغة الانكليزية نتيجة حفظ وليس استيعاب، وأسئلة الاختبار وضعت لتكتشف موهبة الطالب وتفكيره".

وأكد قاسم أنه "لا علاقة للامتحان بتحديد المفاضلة، بل تحديد ما سيتقدم به الطالب في المفاضلة فقط".

 

"تكلفة مادية إضافية"

ورأت انتصار "القادمة من محافظة طرطوس" أن "الامتحانات ليست سوى تكلفة مادية إضافية للطلاب وأهاليهم، فقد اجتازت ابنتي امتحان اليوم، وسنعود للخضوع للدور الثاني من امتحان الفنون الجميلة، ثم سنعود لتقديم المفاضلة، ولنا عودة أخرى بعد ذلك للتسجيل في حال اجتياز المراحل بنجاح، فما العبرة من كل هذا الروتين؟".

وافقها في الرأي احد أولياء الأمور الذي رأى في الامتحان "إرهاقاً للأعصاب واستنفاذاً مادياً للطلاب وأهاليهم، وخاصة بالنسبة للمتقدمين من خارج المدينة أو المحافظة".

خالفهم في الرأي وائل رحال، احد المتقدمين، الذي رأى أنه "كطلاب نقول بأن الامتحان غير ضروري، فمن الطبيعي ألا نحبذ فكرة الاختبار بشكل عام ، ولكن بصراحة فكرة الامتحان جيدة جدا، فهي تحدد الأجدر لدخول القسم الذي يمتحن فيه، فأكثرنا يدخل الفرع المناسب لمعدله وليس لميوله أو رغباته".

رأي اتفق عليه بعض المدرسين في الجامعة، الذين اعتبروا أن الخطوة جيدة "لتحسين المستوى العلمي لطلاب الجامعة".

فقد أعتبر فايز داية أستاذ في قسم اللغة العربية أن "الطريقة المثلى، رغم صعوبتها، هي إجراء امتحان كتابي إنشائي، والامتحان الذي أجري مناسب كحل بديل، فهو يضع الناجحين أمام جاهزية دائمة، ويؤكد على مصداقية اتجاههم، ليختاروا الاختصاص الذي يملكون الحد الأدنى من المعلومات المطلوبة فيه والاستمرار في التخصص الذي اختاروه".
وأضاف "نجاح الطالب في مادة ما ليس دليل على اهتمامه بها، واهتمام الإنسان بمجال ما ،من أهم مقومات نجاحه فيه".

كما رأت غالية ارحيم، مدرسة في قسم اللغة الفرنسية، أن "الامتحان ضروري جدا، فقد عانينا كمدرسين، العام الماضي، من الطلاب المنتسبين لقسم اللغة الفرنسية، الذين كانوا بغالبيتهم ممن درسوا اللغة الانكليزية من بداية مشوارهم الدراسي، واللغة الفرنسية محدثة وغريبة بالنسبة إليهم، ولكنهم اضطروا للتسجيل في قسم اللغة الفرنسية، لأن معدلهم في الثانوية لم يسمح لهم بالتسجيل في فرع آخر".

ولفتت غالية إلى "وضع طلاب الأقسام الأخرى، كقسم اللغة الفارسية، والألمانية، والذين لم يدرسوها سابقا؟ متسائلة، هل سيجرون لهم اختبارات قبول على غرار زملائهم في الانكليزية والفرنسية؟"، معتبرة "امتحان اللغة العربية إجراءاً غير ضروري، كونها اللغة الأم".

 

مستوى الأسئلة

ورأت ديمة إحدى المتقدمات أن "امتحان الفنون لم يكن صعبا لمن يملك موهبة الرسم، على عكس امتحان اللغة الانكليزية، فالأسئلة كانت صعبة رغم دراستي لمنهاج الثانوية مرة أخرى، ولم تكن النصوص موافقة لمستوى دارسي المناهج السورية".

فيما اعتبرت والدتها مدرسة لغة انكليزية أن "طالب الثانوية القسم الأدبي، ليس لديه تنوع في المنهاج، فهو يدرس نصوص أدبية، ومحادثة عادية، ولا يتعرض لثقافة أخرى علمية أو تاريخية، فمفرداته محدودة، لذا فلم تصادفهم المفردات التي استخدمت في الامتحان، وكانت صدمة كبيرة لهم، وليس من المفروض معاملة هؤلاء الطلبة بهذه الشدة والتعقيد".

رأي كان حاضراً لدى متقدمة أخرى رأت أن "أسئلة اللغة الإنكليزية كانت معقدة وأعلى من مستوى طلاب البكالوريا، ولا أتوقع نجاح الكثير من الطلاب".

واعتبرت ياسمين حسين قادر إحدى المتقدمات لامتحان كلية الفنون الجميلة أن "الامتحان لم يكن صعبا، لكن امتحان قسم اللغة العربية كان صعب الحل، فأغلب الأسئلة لم تكن من منهاج الثانوية العامة، بل كانت تعتمد على الثقافة العامة، ونحن لم نتعود على ذلك".

وكشفت ياسمين أن" أغلب الطلاب لم يستوعبوا كيفية التقدم للمفاضلة، ودور هذا الامتحان فيها" معتبرة أن "الاختبار ضروري لأن عدد من الطلاب لم ينجحوا بمجهودهم، إنما بمساعدة بعض المراقبين، وخصوصا في المناطق النائية، كما أن العديد منهم، يسجلون بفروع لا يعلمون عنها شيئا".

 

أرقام وإحصاءات

من جانبه بين مصطفى الظن مدير شؤون الطلاب في جامعة حلب أنه "بلغ عدد المتقدمين للامتحانات، 2147 طالباً في كلية العمارة، و7000 لامتحان اللغة العربية، 6000 للغة الانكليزية ، و6000 طالب لامتحان اللغة الفرنسية".

وأكد الظن أنه"تم تصحيح امتحانات اللغة العربية والانكليزية والفرنسية، بنفس يوم إجراءها، وكانت نسبة النجاح مقبولة بالنسبة للغتين العربية والانكليزية وقليلة بالنسبة للغة الفرنسية".

وأضاف" بالنسبة لمسابقة الفنون، "انتهت اليوم المرحلة الأولى، وسيتم تحديد المرحلة الثانية لاحقا".

ووفق إحصائيات جامعة حلب فإنه "تقدم 20000طالب ، للامتحانات مؤتمتة الأسئلة، صححت بالنسبة للغة العربية والانكليزية، والفرنسية، في كلية الآداب، وبالنسبة للعمارة والفنون تم إرسالها لوزارة التعليم العالي في دمشق لتصحح هناك، والناجحين في هذه الامتحانات يمكنهم التقدم بالمفاضلة على تلك الأقسام، ومن يرسب فيها، لا يحق له التقدم بالمفاضلة عليها".

وعن إمكانية تطبيق الامتحان على الكليات الأخرى قال قاسم "الموضوع صعب قليلاً، ف3 كليات خلقت إشكاليات كبيرة في تأمين الأوراق والقاعات والمراقبين، فلو طبق على كل الكليات سيكون مكلفا جدا، لكن إن أثبتت الفكرة نجاحها وأهميتها وأقرتها الوزارة، فمن المؤكد أننا سنطبقها".

ووفق بيانات الجامعة فإنه "تم ضبط حالة غش واحدة خلال الامتحان، حين قام أحد المتقدمين عند تسليمه ورقته الامتحانية بإخراج هاتفه النقال لتصويرها، مبررا ذلك لمعرفة الأجوبة الصحيحة، وتقدير علامته، ما اعتبر حالة غش، وتم أعطائه درجة الصفر".

هديل ارحيم هبو - سيريانيوز شباب - حلب


 

Powered By Syria-news IT