2010-07-22 02:46:22 | ||||||||||||||||
رغماً عن انف الفقر حمزة يحصل على علامات تامة..ويستمر بعمله في مشحم للسيارات |
||||||||||||||||
والد حمزة: كان يدرس دون كلل أو ملل و(سكر عداده) بكل المواد ونقصه بعض العلامات بالديانة لحظة لقاء سيريانيوز بحمزة كان منهمكاً بعمله داخل مشحم للسيارات في منطقة الحجر الأسود قرب دمشق، خرج من تحت سيارة وعلى يديه وثيابه أثار الشحم والزيوت مع ابتسامه مشرقة تضيء وجهه، غسل يديه ووجه واعد الشاي واستأذن شقيقه الأكبر (المعلم) ليبدأ حديثه للقراء عن تفوقه الدراسي وأحلامه المستقبلية. حصل حمزة على المجموع التام دون علامة التربية الإسلامية في الثانوية العامة الفرع العلمي رغم ظروف عائلته الفقيرة المتواضعة، وعن دافعه وإصراره يقول "أحببت الحصول على شرف اللقاء مع الرئيس بشار حافظ الأسد، ولم أجد أي عائق يحول دون تحقيق هذا الهدف، فدرست وكافحت للوصل إلى تكريم السيد الرئيس، ولو بكلمة".
يشرح والده لسيريانيوز معاناة ابنه حمزة أثناء دراسته خلال العام الدراسي بقوله إنه "طالب مجد، وكان يدرس دون كلل أو ملل و(سكر عداده) بكل المواد، ولكن نقصه بعض العلامات في التربية الإسلامية، حيث فضل الدراسة لمادة الفيزياء لصعوبتها، وأتمنى أن يكرمه الرئيس ليزداد في تفوقه وعلمه".
جمع العلم والعمل
يقيم حمزة مع عائلته المؤلفة من 9 أفراد دونه، وجده وأولاد عمومته في منزل واحد، وتعلم مهنته من أخوته، ليمارسها إلى جانب دراسته، حيث استطاع أن يوفق ويجمع بين عمله وعلمه.
يقول حمزة "بدأت العمل منذ صيف الحادي عشر لأدخر بعض النقود من أجل تقسيط رسوم المدرسة الخاصة، ومن ثم سجلت في الدورة الصيفية، وبدأت أدرس وأعمل من أجل قسط المدرسة الشتوي، إلى أن التزمت في المدرسة، وبدأت احضر الدروس لأعود إلى المنزل لدراستها ومن ثم أعاود العمل مساءاً، فكنت عندما أملُّ من الدراسة أُصلحُ السيارات، حتى يحين موعد النوم مع حلول منتصف الليل".
وعند سؤاله عن عمله في وقت الامتحان أجاب أنه "بسبب صعوبة عدد من المواد، انقطعت عن العمل قبل الامتحان بشهر لأتمكن من مراجعة تلك المواد" واصفاً الامتحان الصعب بقوله "كان امتحان الرياضيات الأصعب، فكانت الأسئلة تحتاج إلى وقت طويل لحلها، لذلك توترت جداً وبدأ عرقي يتصبب لقرب الوقت من الانتهاء، مع وجود العديد من الأسئلة التي لم تفرغ على ورقة المبيضة، إلى أن هدأت المراقبة من روعي وأعطتني دقائق إضافية لتفريغ المسودة على المبيضة".
رغم انشغاله وضيق الوقت فان حمزة لم يهمل ممارسة هوايته المفضلة –السباحة- إلى جانب هواياته العديدة، حيث عمل كمدرب إنقاذ في السباحة، ووصل للحزام الأسود في الكاراتيه إلى أن "توقف عن اللعب بسبب دراسته"، وقبل كل ذلك يصلح حمزة وشقيقه محمد كهرباء السيارات، ليعيشوا ويدرسوا وينفقوا على أخوتهم وأخواتهم اللواتي يدرسن في الجامعات السورية.
طب أم هندسة؟
جميعهم تلقوا نبأ النجاح والتفوق بالفرح، و"الزغاريد"، وجميعهم تذوقوا (تحلاية) النجاح البسيطة، "فنجاحه أدخل الفرحة إلى القلوب حسب وصف جده، ولكن كان للجميع دور في تفوقه "فالدور الأكبر لأخيه، محمد، ومن ثم لوالده الذي كان يوجه نفسياً، إضافة إلى دور المدرسة الواضح".
لأن الدور الأكبر في تفوقه كان له، يتمنى حمزة أن يصل أخوه محمد _المتفوق الأول أيضاً في الماجستير في قسم الرياضيات بجامعة دمشق- إلى
مبتغاه في حصوله على الدكتوراه من إحدى الجامعات الأجنبية.
وعند سؤالنا عن عائق عدم وصول شقيقه، قال "إن وضع العائلة المادي لا يسمح بذلك، كما أن إعلان البعثات الأخير لم يتضمن أي اختصاص للرياضيات".
التفوق لم يقتصر فقط على حمزة، فقط بل سبقه على الدرب ذاته شقيقه محمد الذي روى لسيريانيوز عن رسالة الشكر التي جاءته من أستاذ ببريطانيا بقوله "بدأت بمراسلة بعض الأساتذة لأدرس على حساب إحدى الجامعات في الخارج، وخلال مراسلتي وقعت يدي على كتاب يحوي العديد من الأخطاء المطبعية، فأرسلت للأستاذ تلك الأخطاء، فأرسل نتيجة لذلك رسالة شكر لأستاذي المشرف، ولجامعة دمشق، ولي، وأخبرني انه جاهز لاستقبالي في بريطانيا ومساعدتي للحصول على الدكتوراه، ولكن "وضع أسرتي الفقيرة الحال، حال دون تحقيق ذلك".
يتمنى حمزة من قراء سيريانيوز مساعدته تقديم النصيحة لاختيار الفرع الأفضل، فهو لا يرغب بدراسة الطب البشري، كما أنه في حيرة من أمره للاختيار بين فروع الهندسة.
براء البوشي - سيريانيوز شباب
|
||||||||||||||||
Powered By Syria-news IT |