2010-07-05 02:40:54 | ||
رفع أعلام الدول المشاركة في المونديال.. والانتماء الوطني للشباب في قفص الاتهام |
||
مشجع: وطني الحبيب سوريا في قلبي وممارساتي ولا داع إلى إطلاق هذه النظريات الباهتة خبير اجتماعي: مفهوم الانتماء تشوه وأصبح غريباً والسبب العولمة وعقدة المنتخب الوطني امتزجت ألوان أعلام الدول المشاركة في مونديال جنوب إفريقيا 2010،على شرفات المنازل وفي الساحات وعلى السيارات معبرةً عن مجرد انتماء "رياضي كروي" لا علاقة له بالسياسة بحسب مشجعي تلك الفرق، بينما رفض آخرون الظاهرة معتبرين أنها تمس بالانتماء الوطني وتتجاوز عليه. سيريانيوز استطلعت آراء بعض الشباب الذين قاموا برفع أعلام الدول الأخرى خلال المونديال، للوقوف على رأيهم، وقال عدنان نعمو (مشجع المنتخب الايطالي) إن "الرياضة بعيدة كل البعد عن السياسة ولا داع للخلط، فالأعلام في فترة المونديال ليست سوى دليل وإشارة إلى المنتخب الذي نشجعه كونه لا توجد أعلام أندية في كأس العالم" بالمقابل اعتبر لاعب كرة سلة سابق ان "رفع أعلام الدول الاخرى ظاهرة غير عادية ومرفوضة تماماً".
عقدة المنتخب الوطني وتابع نعمو "لا يستطيع أحد أن يشكك بانتمائي للوطن سورية، ولو استطاع المنتخب السوري أن يبلغ نهائيات كأس العالم لما رفعت سوى العلم السوري، ولا أظن أن رفع علم المنتخبات المشاركة في المونديال وأثناء فترة شهر كأس العالم تعني غير التشجيع، وعلى أية حال ستخلع هذه الأعلام عند انتهاء المونديال". بدوره قال جابر عبد الله إن "وطني الحبيب سوريا في قلبي وممارساتي اليومية ولا داع إلى إطلاق هذه النظريات الباهتة التي ليس لها أساساً من الصحة، فالأعلام وقت المونديال تدل على منتخبات كرة القدم ولا تدل على دول هذه المنتخبات". وأضاف العبد الله "ما يثير اللغط في الموضوع هو إن اسم المنتخب في كأس العالم على اسم الدولة واسم الدولة هو اسم الفريق لذا تختلط الأمور عند البعض وخاصة كبار السن الذين يتذكرون الأسى الذي أوقعته هذه الدولة أو تلك على العرب سابقاً، مستغربين رفع علمها مع أننا نشجع المنتخب الكروي حصراً ولا شيء آخر".
لسنا في معمعة سياسية بل في مغامرة كروية بدورها قالت رنيم إن "رفع الأعلام في وقت المونديال ظاهرة عادية واعتدنا عليها من قبل، حيث أصبحت أعلام المنتخبات تمثل وسائل التحدي بين مشجعي الفرق أو علامة فارقة بأن هذا المنزل أو هذه الجماعة تشجع منتخب كذا كون المونديال يختلف عن أي دوري كرة قدم آخر لأنه يجمع العالم بأسره وهذا شيء طبيعي". وتابعت" أستغرب اللوم الموجه من قبل البعض لرفع علم دولة أخرى، على الرغم من أن الجميع على يقين بأن التشجيع هو للمنتخب الكروي الذي يخوض مغامرات ممتعة (كأي فلم ببداية وحبكة ونهاية) ويحمل الكثير من الرهانات" مؤكدةً" لسنا في حرب أو معمعة سياسة عدا عن أن كأس العالم هو فترة راحة من الضغط والبعد عن أمور الخلافات والجيد فيه أن وحد العالم في لعبة بعيداً عن الجرائم".
العلم يدل على الانتماء أكثر من التشجيع وقال لاعب كرة السلة المعتزل، الكابتن أنور عبد الحي إن "ظاهرة رفع أعلام الدول الأخرى ظاهرة غير عادية ومرفوضة تماماً فهي غير موجودة إلا في دول العالم الثالث على خلاف أوروبة وغيرها، فلا يجب على أي سوري أن يرفع علم غير بلده لأن العلم يدل على شيء وطني ويدل على الانتماء أكثر من دلالته على التشجيع، وليس من المعقول أن يرفع البعض أعلام الدول الأخرى على شبابيك منازلهم أسطحتها وكأنها سفارات لهذه الدول". وأردف عبد الحي "لا يمكن فصل الشأن السياسي عن كرة القدم فأنا من مشجعي إحدى الفرق الأمريكية بكرة السلة، وعلى هذا ليس من المعقول أن أحمل أو أن ارفع علم الولايات المتحدة في بيتي أو على سيارتي لأنه قد يدل على دلالات أخرى، وكذلك أعلام الفرق البقية التي يرفعها البعض كطريقة من التشجيع أو الدلالة على انه يشجعون هذا المنتخب أو ذاك لا يجب أن يرفعها إلا صاحب الوطن نفسه". وأضاف عبد الحي "تحفظي فقط على رفع أعلام الدول الأخرى وما تبقى من مظاهر فأنا معها 100% حتى البكاء لخسارة الفريق الذي يشجعه الشخص لأنها شيء طبيعي إن كان التعلق به جماً" مشيراً إلى انه "من الممكن لهؤلاء الأشخاص الذين يرفعون أعلام الدول الأخرى أن يستعيضوا عنها بارتداء قمصان فرقهم وما شابه". وللوقوف على الظاهرة من وجهة نظر اجتماعية، التقت سيريانيوز الخبير الاجتماعي أسامة خليفة، الذي قال إن "مفهوم الانتماء تشوه لدى البعض وأصبح غريباً وأرجع ذلك إلى العولمة، حيث أن الانتماء في ظلها أصبح واسعاً واجتاز حدود الوطن وهذا ما دفع البعض إلى رفع أعلام الدول الأخرى كظاهرة مرفوضة في التشجيع لكرة القدم". وأردف خليفة "إضافة إلى العولمة هناك سبب آخر وهو عقدة عدم تأهل المنتخب السوري لكأس العالم، والخطير هنا أن لعبة كرة القدم تؤدي إلى تقمص الشخصيات في بعض الأحيان والدليل على ذلك هو في حال وجود فرصة لأحد لاعبي الفريق المشجع قد يقوم المرء بحركة ركل وهمية تقمصاً لشخصية اللاعب، وعلى هذا فإن التشجيع في بعض الأحيان يصل إلى التعصب الأعمى -الذي يطال دولة المنتخب متعدياً اللاعبين- وذلك هرباً من الشماتة وكشيء من المنافسة ومن مظاهر هذا التعصب رفع الأعلام".
من الصعب الفصل بين كرة القدم والسياسة وعن مناداة البعض بفصل السياسة عن الرياضة، قال خليفة، إنه" لمن الصعب أن يتم الفصل بين الرياضة وبالذات كرة القدم والسياسة وذلك لوحدة مشاعر الإنسان التي من غير الممكن تجزئتها، والدليل على ذلك قلة مشجعي منتخب الولايات المتحدة الأمريكية لمواقفها ضد العرب، في حين انحاز الأغلب لتشجيع المنتخب الجزائري كونه منتخب عربي". وأضاف خليفة "لا أدعو الشباب إلى عدم التشجيع بل أدعوهم إلى عدم التعصب وأن يعرفوا حدود انتمائهم، وأن يبقى التعصب لفريق البلد فقط" مشيراً إلى انه "من الممكن أن يتم رفع علم البلد أو علم عربي أو علم بلد يقف مع قضايانا موقفاً مشرفاً وما عدا ذلك مرفوض إلا في حالة واحدة هي وجود المشجعين في مكان يحتضن احتفال كرنفالي ينتهي بوقت معين حيث يتم إزالة الإعلام بعدها دون إبقائها على المنازل كالسفارات أو السير فيها بالشوارع". وحول اعلام النوادي الرياضية، أشار خليفة إلى أن "أعلام النوادي الرياضية مختلفة تماماً عن أعلام المنتخبات في المونديال كون أعلام المنتخبات في كأس العالم هي أعلام دول تعبر عن انتماء ووطنية لاعبيه وأهل بلده، في حين تكون المنتخبات عبارة عن أعراق وقوميات ضمن الفريق الواحد وأعلامها لا تعبر إلا عن الفريق الرياضي دون الدول".
ومخالفة للسيارات في سياق متصل أكد مصدر مطلع في شرطة مرور دمشق (فضل عدم الكشف عن اسمه) ما تناقلته بعض المصادر الإعلامية حول مخالفة السيارات التي تضع علم وأضاف "مع بداية المونديال اتجه الكثير من سائقي السيارات إلى تعليق أعلام المونديال على سياراتهم، إلا اننا ومن خلال جهودنا للحد من هذه الظاهرة استطعنا تخفيفها بشكل ملحوظ". حازم عوض - سيريانيوز شباب |
||
Powered By Syria-news IT |