2010-05-27 01:08:22
القلم ازرق بدلاً من قلم الرصاص في امتحانات التعليم المفتوح المؤتمتة والطلاب يستغربون القرار

جامعة دمشق: السبب هو انتشار الفساد بالامتحانات لدرجة كبيرة ومنعاً للغش بين الطلاب

التعليم المفتوح: الهدف هو حماية الطالب من نفسه تخفيفاً للغش وحفاظاً على حقه


أقرت جامعة دمشق استخدام القلم الأزرق في امتحانات التعليم المفتوح المؤتمتة بدلاً من القلم الرصاص على أن تتم دراسة تطبيق القرار ذاته في امتحانات التعليم النظامي المؤتمتة لاحقاً، وذلك "منعاً للغش بين الطلاب"، فيما وجد طلاب التعليم المفتوح في القرار انه مبهم الأسباب ولا داع له، وانه يدل على وجود ضعف في كادر التعليم المفتوح.

وحول القرار التقت سيريانيوز، نائب رئيس جامعة دمشق لشؤون الطلاب والشؤون الإدارية، طارق الخير، وقال إنه "تم تعميم قرار استخدام القلم الأزرق بامتحانات الأتمتة في التعليم المفتوح، على أن يطبق لاحقاً في امتحانات التعليم النظامي" مشيراً إلى أنه" لم يطبق استخدام القلم الأزرق في التعليم النظامي لأن ذلك يحتاج لدراسة أكبر وتروي أكثر، ولا يمكن أن نصدر قراراً بسرعة كبيرة كون امتحانات التعليم النظامي بدأت لهذا العام".

الرصاص يسهل الغش

وتابع الخير" لكل من استخدام القلم الأزرق والرصاص في الامتحانات المؤتمتة ايجابيات وسلبيات، وأنا شخصياّ أرجح استخدام القلم الأزرق لأن القلم الرصاص يسهل عملية الغش" مشيراً إلى أن "سبب التحول لاستخدام القلم الأزرق هو انتشار الفساد بالامتحانات لدرجة كبيرة، والقلم الأزرق سيحد من الفساد والغش".

وعن وجود وقت إضافي للطلاب خلال الامتحان، قال الخير إن "جامعة دمشق لن تعطي الطلاب وقتاً إضافياً لأنهم قادرون خلال الوقت المعطى لهم أن يجيبوا على الأسئلة بدايةً بالقلم الرصاص وفي آخر دقيقة أن يظللوا الإجابات المتأكدين منها بالقلم الأزرق، فمن المفروض أن يمنح الطلاب مدة 45 ثانية لكل سؤال في الامتحانات المؤتمتة إلا أننا نعطيهم مدة دقيقة لكل سؤال فيستطيع الطالب أن يجاوب ويظلل بالأزرق خلال هذه المدة".

ومن جهتها قالت نائب رئيس جامعة دمشق لشؤون التعليم المفتوح فاتنة الشعال لسيريانيوز إن "الهدف من الاتجاه نحو القلم الأزرق في الامتحانات المؤتمتة هو حماية الطالب من نفسه تخفيفاً للغش، بحيث يضمن الطالب حقه كاملاً في علامته".

وعن سبب التوجه للقلم الأزرق، قالت الشعال "كانت هناك عدة أساليب للغش تستخدم في الامتحانات المؤتمتة كأن يتقدم الطالب بطلب اعتراض على علامته، وعند استلامه للورقة يتم التغيير والمحي، عدا عن تبادل الطلاب لأوراق الإجابة بين بعضهم أثناء الامتحانات ومحي الإجابات وتغييرها، إلا أن هذه المشاكل خفت حالياً وسيساعد استخدام القلم الأزرق للحد منها نهائياً".

وأضافت الشعال  إن "استخدام القلم الأزرق في الامتحانات المؤتمتة يضمن للطالب حقه بالتصحيح، ففي السابق كان من الممكن أن لا يقرأ جهاز التصحيح بعض الأجوبة نتيجة عدم تظليل الإجابة بشكل جيد أو وضع الأوراق فوق بعضها البعض ما يؤدي إلى فقدان بعض الأجوبة، ما يدفعنا في بعض الأحيان إلى تصحصح الورق يدوياً".

10 دقائق وقت إضافي

وعن وجود وقت إضافي للطلاب لتظليل أجوبتهم بالقلم الأزرق، قالت الشعال "سنمنح الطلاب مدة 10 دقائق إضافية ليتمكنوا من تظليل الأجوبة بالأزرق، واعتقد أن هذا الوقت كافي" مشيرةً إلى أن "القرار حالياً تجربة على نظام التعليم المفتوح وسيطبق لاحقاً على طلاب التعليم النظامي".

ولمعرفة آراء الطلاب من القرار، التقت سيريانيوز بعضهم في التعليم المفتوح، حيث قال حسام (طالب سنة رابعة إعلام) إن "القرار غير منطقي وغير مبرر، ولا داع له، فاستخدام القلم الرصاص أكثر سهولة في التعامل مع الورقة ومن الممكن المحي في حال تذكر الطالب الإجابة الصحيحة حتى لو آخر دقيقة من الامتحان".

وتابع "عندما طبق نظام الأتمتة روج له بأنه يمنع الغش في الامتحانات، وحالياً يروجون للقلم الأزرق بأنه يمنع الغش، لكن عن أي غش يتحدثون؟، فكل طالب له نموذجه المختلف عن زميله، ولا يوجد وقت كاف للغش فالوقت المحدد ساعة فقط لحوالي 60 سؤال".

الغش ليس مبرراً

من جهته قال رامي ( ترجمة سنة 3) إن "قرار استخدام القلم الأزرق في الامتحانات غير صائب فلا يمكن للطالب أن يستخدم أكثر من ورقة إجابة واحدة، عدا عن احتمالات الخطأ في الأجوبة، فسابقاً كان الطالب قادراً على المحي حتى لو في آخر لحظة أما في ظل هذا القرار لن يتمكن من ذلك".

وأردف "امتحانات الأتمتة وقتها قصير والغاية منها السرعة في الحل ومعرفة قدرات الطالب، ومن النادر جداً أن يلجأ الطالب للغش" مضيفاً أن "الغش وحده لا يكفِ لأن يكون مبرراً للاتجاه نحو هذا القرار، وأعتقد أن القرار ناتج عن أمور أخرى ليس لها علاقة بالطلاب، كعدم الثقة بكادر التصحيح مثلاً، ولو فرضنا ذلك، يجب أن يكون الحل بكاميرات مراقبة داخل غرف التصحيح وليس باستخدام القلم الأزرق".

ضيق الوقت

بدوره قال فؤاد (سنة 2 ترجمة) إن "الوقت ضيق في الامتحانات المؤتمتة ولا يمكن للطالب أن يمحي الرصاص ويظلل بالأزرق" مشيراً إلى أنه "حتى لو تمت إضافة 10 دقائق إلى مدة الامتحان، لن تكفي لهذه العملية وسيستخدمها الطلاب في أمور أكثر أهمية كمراجعة الورقة وتغير الخطأ إن وجد".

وتابع فؤاد "جميع دول العالم تستخدم القلم الرصاص في امتحانات الأتمتة، ما يشير إلى أن التوجه نحو القلم الأزرق ناتج عن مشاكل لدى كادر التعليم المفتوح، والغش ليس السبب الرئيسي كما يروج له، فمن المستحيل أن يتم الغش بين الطلاب في امتحانات الأتمتة كون الوقت قصير والنماذج مختلفة" مشيراً إلى أن "القرار تحوم حوله إشارات استفهام عديدة وأسبابه غامضة".

ويعتمد نظام الأتمتة على وضع السؤال الامتحاني متبوعاً بثلاثة أو أربعة حلول أحدها صحيح، بحيث يقوم الطالب بتظليل الدائرة بجانب الحل الذي يراه مناسبا، ثم يقوم مختصون بإدخال الأوراق الامتحانية تباعاً ليتم قراءتها من قبل حاسب يحوي الدوائر الصحيحة، ويتم إعلان النتائج بعد ذلك وخلال ساعات في بعض الأقسام.

يذكر أن جامعة دمشق كانت تعتمد القلم الرصاص من نوع 2B لتظليل الأجوبة الصحيحة في ورقة الامتحانات المؤتمتة.

حازم عوض - سيريانيوز شباب


Powered By Syria-news IT