2010-03-29 02:17:43
جدل بين مدرسين ووزارة التربية حول وجود أخطاء في مقرر اللغة الانكليزي للبكالوريا

وزارة التربية: المدرس الذي أرسل هذه الأخطاء يجب أن يعيد النظر بقدراته اللغوية

مدرس: وزارة التربية لم تطلب منا أن نعدل هذه الأخطاء

يعيش بعض طلاب الشهادة الثانوية بفرعيها (العلمي والأدبي) حالة من "الضياع" لأن مقررات اللغة الانكليزية المفروضة عليهم "تحوي عدّة أخطاء قواعدية" بحسب قولهم، هذا ما نفته وزارة التربية معتبرة أن مناهجها لا تشوبها الأخطاء وهي موضوعة من قبل متخصصين مشهود بقدراتهم.


بعض مدرسي اللغة الإنكليزية أكدوا وجود "الأخطاء" ووجدوا أنه من غير المفروض أن يتم تعليم الطلاب حالات شاذة من القواعد بعيداً عن المتعارف عليه ما يؤدي إلى ضياع الطلاب، هذا ما رأت فيه وزارة التربية أمراً "معيباً" على هؤلاء الأساتذة، منوهةً إلى انه "من الواجب تعليم الطلاب الصحيح والجائز وليس ما هو متعارف عليه، معللة ذلك بتوسيع آفاق الطالب".

حالة ضياع...

سيريانيوز التقت بعض طلاب الشهادة الثانوية بفرعيها، حيث قال الطالب محمد (بكالوريا علمي) إن "أساتذة المقرر يطلبون منا عدم الاهتمام بما يرد من أخطاء في كتاب اللغة الانكليزية المقرر، وهي غالباً ما تكون قواعد لم نعتد عليها طيلة مرحلة دراستنا، فأنا أدرس اللغة في معهد خاص ووصلت إلى مراحل متقدمة، إلا أنه لم يعلمنا الأساتذة هذه القواعد كأن تأتي كلمة now مع الحاضر البسيط".

وتابع "نحن حالياً في حالة ضياع فالأساتذة يقولون لنا أن لا نتبع هذه القواعد في الامتحان النهائي، وفي المقابل هي قواعد موجودة في الكتاب لكنها غريبة وصعبة، فقد اعتدنا على كلمات مفتاحيه في الامتحان متعارف عليها أما الآن فقد أصبحنا نتخبط بين الخيارات بطريقة تعجيزية".

أما الطالبة فتون (بكلوريا أدبي) قالت إن "مدرستنا تنبهنا بوجود بعض الأخطاء القواعدية في كتاب اللغة الإنكليزية، ولكنها تطلب منا أن نلتزم بما جاء في الكتاب من أخطاء، لأن الكتاب هو الأساس الذي ستأتي منه  الأسئلة في الامتحان، رغم ذلك تعطينا  تصحيح الأخطاء وتطلب منا عدم الالتزام به".

حقل تجارب

بدوره قال الطالب أحمد (بكالوريا أدبي) "هناك نصوص وقصائد باللغة الإنكليزية القديمة غير مفهومة ونحن لم ندرس هذه اللغة من قبل، حتى إن أصحاب اللغة الإنكليزية قد نسوها فهي غير مستخدمة، وهناك قصائد مضحكة ولا يمكن ترجمتها للعربية، وفي حال تمت ترجمتها لا تفهم حتى باللغة العربية".

وأردف "أصبحنا فئران تجارب وكرات تتقاذفها عضلات الموجهين التربويين مستعرضين قواهم اللغوية على الطلاب الذين عرفوا اللغة الإنكليزية حديثاً بعد أن كانت مغيبة الاهتمام في المدارس، فهذه السلاسل تجرب علينا لبيان مدى فاعليتها من دون اختبار قدراتنا الحفظية، فنحن طلاب مرحلة مهمة نحتاج لشيء مفهوم  ومفيد حسب المرحلة التي ندرس فيها، ولا نحتاج للأمور التخصصية والشاذة فما الذي أبقوه للمراحل الأخرى..!".

من جهته قال الطالب كرم منور (البكالوريا علمي) إنه "في الصف الحادي عشر لم نطالب بكل الأزمة ولم نأخذها حتى وفي البكالوريا طلب منا حفظ جميع قواعد اللغة الإنكليزية مع شواذها بالإضافة إلى مصطلحات اختصاصية مثل دروس عن جراحة العين، وهذا لا يعقل لأننا لن نستطيع حفظ جميع هذه المصطلحات الجديدة دفعة واحدة فاللغة تُعلّم بالمراحل من دون قفزات".

وأضاف كرم "كل درس يحوي ما يقارب 200 كلمة ومصطلح جديد ومنها ما هو غير مفهوم باللغة العربية عند ترجمته ككلمة "تناضحي" في درس يتحدث عن جهاز الهضم وأمور طبية، عدا عن القواعد الشاذة التي لا نعلم كيفية التصرف معها في الامتحان لأن أساتذة الإنكليزي يطلبون منا التعامل مع ما هو متعارف عليه والابتعاد عن هذه الجمل خوفاً من الضياع في الامتحان النهائي".

تفاصيل مضللة

سيريانيوز التقت مع أستاذ اللغة الإنكليزية المدقق لبعض سلاسل اللغة الإنكليزية في سورية، بلال خميس (زود سيريانيوز بنموذج عن تلك الاخطاء) وقال "هناك بعض الكلمات التي تكون عبارة عن مفاتيح لتحديد الزمن، والطلاب بدورهم يعتمدون على صيغ وكلمات محددة من أجل اختيار الزمن، فمثلاً كلمة (Now) تأتي في زمن الحاضر المستمر حصراً، ولكن إن أردنا أن نعود إلى القواميس فهناك تفصيلات قد تكون مضللة للطالب ولا داعي لذكرها في هذه المرحلة الدراسية".

وأردف المدرس خميس "هل كل ما هو مكتوب في القواميس يجب أن يلم به الطالب في هذه المرحلة الدراسية فمثلاً كلمة (Now) تأتي حسب قاموس (Oxford) مع الماضي أيضاً، فإذا جاءت هذه الكلمة في الامتحان وطلب من الطالب اختيار الزمن فكيف سيختار الطالب، وهل يقبل في سلم التصحيح ثلاث أو أربع إجابات لسؤال واحد؟".

وتابع خميس أنا "أدافع عن مستويات الطلاب والأساتذة وليس عن غزارة المعلومات، فمن غير المعقول وضع معلومات مضللة أو عدم اتخاذ خط واضح ومحدد من أجل اختيار زمن أو كلمة تناسب الجملة الموجودة في الامتحان" مضيفاً "صحيح أن القواميس مليئة بتفصيلات متشعبة ولكن الكتاب المقرر على الطلاب يجب أن يسهل ويحدد هذه الأمور، لا أن يدخل الطلاب والأساتذة في متاهات متشعبة لا داعي لها في هذه المرحلة التعليمية".

من جهة أخرى قال خميس إن "وزارة التربية لم تطلب منا أن نعدل هذه الأخطاء، وفي تجارب سابقة رفعنا أخطاء كتب مقررة دون تجاوب من الوزارة، ومن جهتي أجد في الرجوع إلى المناهج السابقة أمراً مفيداً لوضوحهم، وذلك بدلاً من تحيير الطلاب".

شعر "هوراس" وتعاليم "بتاح حوتب"

بدورها الآنسة حنان غزال انتقدت مضمون كتاب اللغة الإنكليزية الأدبي قائلة ًإن "المواضيع المطروحة في كتاب البكلوريا الأدبي غير مفيدة وصعبة فلماذا يتوجب على الطالب في هذه المرحلة دراسة تاريخ أدب ما قبل الميلاد وتاريخ الشعر الانكليزي وقصائده (باللغة الإنكليزية القديمة جداً) والتي تدرس في المراحل الجامعية المتقدمة، ومن ناحية أخرى لما يتوجب على الطالب دراسة تعاليم (بتاح حوتب) الملك الفرعوني الخامس وحدائق بابل المعلقة وشعر هوراس...".

وأردفت غزال "أعتقد أن هذه المناهج للتقوية أكثر منها للتعليم، فلا توجد فيها نصوص متكاملة، لأنها متعلقة (بالكاسيت)، وهنا أتساءل عن كيفية استخدام (الكاسيت) مع منهاج بهذه الضخامة ومكون من 3 كتب، طبعاً هذا إن توافر الكاسيت".

وتابعت غزال "لقد قدمنا عدة طلبات لوزارة لإعادة النظر بهذه المناهج والأخطاء الموجودة فيها دون أية ردود عليها، والأهم من ذلك هو أن منهاج اللغة الانكليزية يتغير كل عام فما ذنب الطالب الراسب في إعادة دراسة منهاج جديد".

الأخطاء غير صحيحة

وعن الأخطاء الموجودة في الكتاب (قامت سيريانيوز بتسليم وزارة التربية نسخة عنها)، وبعد عدة أيام ردت الموجهة الأولى للغة الإنكليزية بوزارة التربية الآنسة نبال حنا إن "ما تم إرفاقه للوزارة من أخطاء غير صحيح، والقواعد الموجودة في الكتاب صحيحة، ونرفق لكم ربطاً للقواعد من قاموس (Oxford) تبين صحة استخدام المفردات التي ادعى الأساتذة أنها خاطئة".

ونوهت حنا إلى أن "على المدرس أن يرجع إلى المراجع الاختصاصية قبل إرسال أي كتاب بالأخطاء، مشيرةً إلى أن "المدرس الذي أرسل هذه الأخطاء يجب أن يعيد النظر بقدرته اللغوية لأنه من الجريمة أن يكون مدرساً ولا يعرف أمور بسيطة كهذه" مشيرةً إلى أنه "يجب علينا أن نعلم الطلاب ما هو صحيح وليس ما هو متعارف عليه".

وحول تكرار تمارين الأزمنة في الكتاب والمواضيع أوضحت "هذا الأمر غير صحيح فالتكرار غير موجود وإنما هناك تمارين متنوعة وداعمة ومن الضروري وجودها في كتاب الأنشطة، وبالنسبة لتكرار المواضيع فإننا نحاول من خلالها تدريب الطالب على كتابة المواضيع، وهذا يكسب الطالب قدرة لغوية وكفاءة".

غير مطلوب بالامتحان

وعن الصعوبة في المنهاج واللغة الإنكليزية القديمة المستخدمة في الكتاب قالت حنا "إن الهدف من وجود القصائد باللغة الإنكليزية، ودراسة الشعر وتعاليم الحضارة الفرعونية هو تعليم الطالب تذوق الأدب القديم، وهذا غير مطالب بحفظها ووزارة التربية قامت بتعميم كتاب إلى المدرسين بأنه غير مطلوبة في الامتحان".

وحول تغير منهاج اللغة السابق قالت الموجهة الأولى حنا إن "سبب تغيير مناهج اللغة الإنكليزية السابقة، هو أن المناهج كانت تدرس قبل عام 2000 بدأً من الصف الخامس ثم تم إدخالها بشكل سلمي تراجعي، وقد استقرت من الصف الأول إلى الصف السابع وفي عام 2010 – 2011 ستستقر المناهج في صفوف الثامن والتاسع والعاشر، والتغيير الحاصل هو بسبب التحديث وجعل المنهاج مناسباً لعمر الطالب ووفق المعايير الوطنية لتدريس اللغة الإنكليزية".

وبالنسبة لمسألة الكاسيت قالت حنا "يتم تسليم الكاسيتات لمؤسسة المطبوعات مع المنهاج كل عام وتقوم المؤسسة بإرسال نسخ منه إلى المحافظات كافة ليتم توزيعه على المدارس، ويعود عدم استلام المدرسين أو المدارس للكاسيتات إلى تقصيرهم وعدم مراجعة مديرية التربية أو الموجه الاختصاصي".

أيمن مكية، حازم عوض – سيريانيوز شباب


Powered By Syria-news IT