2010-03-04 02:13:17
طلاب بجامعة دمشق يتهمون دكتورهم بقبض الأموال مقابل حصولهم على العلامات

الدكتور: هذه القصة زوبعة ومحاولة لتشويه سمعتي من قبل بعض الطلاب

عميد كلية الآداب: ردت رئاسة الجامعة بكف الدكتور عن العمل  لمدة  3 أشهر

تقدم نحو 30 طالباً إلى عميد كلية الآداب بدمشق الدكتور وهب رومية بشكوى بحق دكتور -عضو هيئة تدريسية- في قسم الآثار، ينسبون إليه "قبض المال مقابل ضمان علامات النجاح والتحكم بمعدلاتهم والتمييز بينهم، وذلك عن طريق طلاب وسطاء يعملون لصالحه.


هذا ما نفاه الدكتور المقصود لسيريانيوز  جملة وتفصيلاً معتبراً ان "اتهامات الطلاب جميعها ملفقة تلفيق، وهي عبارة عن مؤامرة يحشد لها أحد الطلاب، فإن نجح نصف الطلاب ورسب نصفهم من المؤكد أن لا يكسب الدكتور نصف الطلاب كأصدقاء بل يكسب النصف الآخر كأعداء".

و بدوره أوضح مصدر مسؤول في رئاسة جامعة دمشق (فضل عدم الكشف عن اسمه) أن "مجموعة من طلاب قسم الآثار في جامعة دمشق تقدموا يوم الأحد بعريضة موقعة من 30 طالباً تشير إلى أن أحد دكاترة قسم الآثار يطلب الرشاوى من الطلاب مقابل الحصول على النجاح".

 

المال مقابل نجاح

شكوى طلاب قسم الآثار من الدكتور بأمور وصفوها بأنها تتعلق "بالنزاهة"، حيث قالت الطالبة (ع ) إن "طلاب قسم الآثار وخاصة في مواد هذا الدكتور لا يتمكنون من النجاح إلا من خلال دفع الرشاوي عبر الوسطاء المنتشرين في القسم، فالدكتور كان يلمح لنا أثناء محاضراته بأنه يريد النقود مقابل النجاح، من خلال وصفنا بأننا " أنشف دفعة" مستخدماً إشارات في يديه تدل قبض النقود كفرك الأصابع".

وبحسب العريضة يشتكي احد الطلاب قائلا "عانيت من ظلم الدكتور وتوقف تخرجي على بعض مواده ولم يبق سوى أن ادفع له مبلغ لقاء نجاحي، سألني الدكتور لم تتخرج ،أجبته: بقي مادتين من موادك، ورد بالتأكيد أنت ناجح وفي هذا إشارة إلى انه يريد النقود، وفعلا ذهبت إلى منزله وقام الدكتور بطمأنتي وطلب مني مبلغ 15000، وخفضه إلى 10000 ".

ويتابع الطالب سرد ما حصل معه وفقا للعريضة "عندما علمت إن الطلاب يريدون الشكوى، قررت أن أبوح بقصتي لهم، فانا وافقت على دفع المبلغ وأنا أعلم إن ما كتبته بالامتحان يخولني النجاح".

و قال احد الموقعين على العريضة (ه)  إن " 30 طالبا من قسم الآثار وقعوا عريضة ضد الدكتور لأنه لا ينجح الطلاب إلا مقابل رشوة، وإن نجح أحدهم فلا يعطيه العلامة التي يستحقها فعلاً، إضافةً إلى إن طريقة إعطائه للمحاضرات ليست صحيحة وتعتمد على الإملاء من دون شرح".

وتابع " دفع صديقي للدكتور في إحدى المواد 15 ألف إضافة إلى مجموعة من الهدايا والعزائم، حينها أعطاه الدكتور أجوبة الامتحان قبل 4 ساعات من التقدم إليه، فهو لا يعطي الأسئلة لأن الأجوبة التي يريدها تكون محددة ".

وبحسب الطالبة (ح) فان "الدكتور طلب من إحدى صديقاتي موبايل يبلغ سعره 35 ألف عند محاولتها شراء إحدى المواد منه لكنها رفضت العرض".

 

استغلال وتحكم بالمعدل

ومن الشكاوي المتضمنة بالعريضة التي (بصم الطلاب عليها بدلا من التوقيع) تحديد الراسب والناجح مسبقا والتحكم بمعدلات الطلاب هذا ما تحدث عنه أحد الطلاب بالقول "يتحكم الدكتور بالمعدل ويستغل الأوائل فأثناء المحاضرة قال الدكتور، من ذهب ببعثة، وأخذ يستهزأ به ويقول له أنت لا تفهم شيء مفكر حالك الأول على الدفعة ، أنت لن تأخذ عندي إلا 50 " وفعلا لم يأخذ سوى 50 وليس في مادة واحدة وإنما في كافة المواد، لان الدكتور يدرسنا أربع مواد في السنة الرابعة".

وتابع مؤكداً " قصة هذا الطالب ليست الوحيدة وإنما تتكرر في كل سنة هذا ما فعله أيضا مع طالب آخر هذه السنة حيث يقوم بذلك ليخيف الطالب ويدفعه إلى دفع الأموال له من اجل إعطاءه علامة عالية على الرغم إن الطالب من المجدين والأذكياء وفعلا هو من الأوائل "

وأضاف"جميع الطلاب لاحظوا عليه وتأكدوا إن ما يقصده هو دفع المال مقابل إبقاءه من الأوائل وهذا ظلم واستغلال بشع لا يمت إلى الأمانة العلمية وأخلاق مهنته كمدرس بشيء".

وقال (ر)" بعد أن تقدمنا بشكوى إلى العميد ضد الدكتور أثناء المحاضرة قال لطالب من الذين اشتكوا أنت اعترضت على علامتك وأعطاه سلم التصحيح، وقال له أحسب( مادة لم تكن علامتها أعلنت) ماذا تأخذ وفعلا حسبها وقال له علامتي (55 )، وبدأ الدكتور باتصال وثم ذهب وبعد نصف ساعة عاد واتصل مع الامتحانات ورفع صوته ليسمعنا ردا على سؤاله عن علامة الطالب، حيث قال محدثا الطرف الأخر، 55 شكرا سأعلم الطالب بذلك، وفي حقيقة الأمر ذهب إلى الامتحانات واتفق معهم ما هذه الصدفة فعلا (55) !!"

 

طلاب وسطاء

وبناء على العريضة المرفوعة إلى عميد الكلية تضمنت شكوى ضد الدكتور قيامه "بتجنيد" عدد من الطلاب كوسطاء بينه وبين الطالب ليتم التنسيق بينهم والحصول على الأسئلة أو دفع مبلغ لقاء النجاح في المادة وحول ذلك قال (ح) "هناك عدد من الطلاب يعتبرون حلقة الوصل بين الدكتور والطلاب ، حيث يتواجدون بينهم لنقل ما يقولوا عنه ويخبروه باسمه وبذلك يخفض علامته ، إضافة إلى أنهم من يشجع الطالب على دفع الأموال بطمأنته بالسرية وقبول الدكتور بالدفع ".

وأضاف " جميع الطلاب يعلمون إن هؤلاء من طرفه لأنهم يتواجدون معه دوما وأثناء مناقشة حلقة البحث وعلاماتهم لا تقل عن 90- 87 ، وأحد هؤلاء عرض علي دفع المال مقابل نجاحي ولدي تسجيل صوت له ".

وأكد " لقد قال لي أحد أعوانه : لدي دلائل على CD  ضد الدكتور وأنا استطيع أن أضع يدي في حلقه وأقل شيء 30الف على ثلاثة مواد".

 

المناقشة بحضور الوسطاء

و من الشكاوي جلوس "الطلاب الوسطاء" أثناء مناقشة حلقة البحث في مكتب الدكتور وأحيانا مناقشة الطلاب عوضا عنه،هذا ما أدعى عليه العديد من الطلاب الذين انزعجوا من تواجدهم ومنهم الطالبة (م)"عندما ناقشت حلقة البحث كان أحد الطلاب جالس في القاعة أمام الدكتور ويدخن و ينظر لي نظرات مزعجة إلا أنني لا استطيع القول للدكتور لماذا هذا يجلس هنا ، والأفظع إن هذا الطالب هو الذي ناقشني بحلقة البحث على الرغم من أنه سنة أولى وأنا سنة رابعة".

وشكت منزعجة " كل ما أريده حقي فأنا خمس مرات قدمت مواده وفي كل مرة يعطيني نفس العلامة 36 ،وهل من المعقول كل هذه الدراسة وعلى مدى خمس مرات لا أنجح فيها وأنا متأكدة من ما كتبت"وأضافت" كلما أردنا الشكوى عليه يقولون لنا انه مدعوم ولن يجد ذلك نفعاً"

 

بيع النوط والتعامل مع الفتيات

وبحسب العريضة يقوم الدكتور ببيع الملخصات والمحاضرات بسعر معين ومن لا يدفع يهدده بالرسوب هذا ما اشتكى منه الطلاب ضمن العريضة المرفوعة " الدكتور يبيع نوطات لمواده المقررة في السنة الرابعة ، وكل نوطة ب 250  ل.س وهذا بشهادة جميع الطلاب ويقول لنا :من لا يشتري لن ينجح ، ويسجل على ورقة أسماء من اشتروها، وهو بهذا يقوم بالحصول على مبلغ 100 ألف من السنة الرابعة على الرغم إن هذا ممنوع "هذا ما قاله (ط) وأيده في القول جميع زملاءه الذين تواجدوا أثناء لقاء سيريا نيوز معهم.

وحول طريقة التعامل مع الفتيات وفقا للعريضة  قالت (ه) إن " الدكتور حاول التقرب مني في إحدى الرحل التي رافقنا بها، وذلك بوضع يده على كتفي وفركها، وعندها ابتعدت عنه وأيقنت بأن الأقاويل التي تدور حوله هي حقيقة وليست إشاعات".

من جهتها قالت (م) في السنة الرابعة إنه " عندما رسبت في إحدى مواده وطالبته بمراجعة الورقة لأنني استحق علامة النجاح، قال لي أن ذلك كان ممكناً في حال مراجعتي له  في المكتب قبل الامتحان، ولا أدري ما النية في ذلك، فسيط هذا الدكتور في القسم ليس جيداً وبنات قسم الآثار يخشون الاحتكاك معه خوفاً مما يقال عنه بأنه يهتم بالفتيات".

 

الدكتور: هذه محاولة لتشويه سمعتي

وللوقوف على رأيه في العريضة الموقعة ضده  من طلاب قسم الآثار، وقرار توقيفه 3 أشهر وإحالته للتحقيق قال الدكتور" هذه القصة عبارة عن زوبعة ومحاولة لتشويه سمعتي من قبل بعض الطلاب، وهم  يدفعون بعضهم بعضاً  ويحشدون بعضهم ضدي من دون أي أساس"

وعن اتهامه من قبل الطلاب بأنه لا يضع العلامة التي يستحقها الطالب في الامتحان، قال الدكتور إن "أحد الموقعين على العريضة ويدعى (ع،ن)  والذي ادعى إن علامة 30 في إحدى المواد كانت ظلم وهو يستحق الستين، أجلسته أمام الطلاب وأطلعته على سلم التصحيح لمادة أخرى لم تصدر نتائجها وطلبت منه أن يقدّر نتيجته، وقال حينها انه يستحق 55 علامة، حينها اتصلت بالامتحانات أمامه وطلبت العلامة الخاصة به والتي كانت فعلاً 55 ، وأخذت مجموعة من الطلاب الذين قارنوا سلم العلامات مع ما كتبوا في هذه المادة للامتحانات كي يطّلعوا على نتائجهم التي كانت كما توقعوا فعلاً".

وحول الحصول على المال من قبل الطلاب لتنجيحهم قال الدكتور" أنا لا أجلس مع الطلاب أبداً إلا في حال المقابلات فكيف سيتم ذلك، وأنا اذكر دليلاً هنا عن طالب لم أره في محاضراتي قط ولم أعرفه أبدأ وقدم الامتحان ونجح فيه".

أما فيما يتعلق باتهام الدكتور بالاهتمام بطالبات القسم ردّ الدكتور إن " معاملتي للطلاب هي معاملة الأب لأبنائه ومن المستحيل أن تكون معاملتي لهم غير ذلك وأثناء المحاضرة أخاطبهم بأبنائي وذلك لتحديد العلاقة القائمة بيننا، وأتحدى أن ينكر الطلاب ذلك أو أن تواجهني إحدى الفتيات بهذه الاتهامات".

وكان بعض الطلاب في قسم الآثار اتهم الدكتور بأنه يرجح بعض المناطق على أخرى وذلك بسؤاله المتكرر عن أصلهم، وحول ذلك ردّ الدكتور إن " سؤالي المتكرر للطلاب عن أصلهم من دافع التعارف فقط وكسر الحاجز بيننا للتقارب، ولمعرفة كيفية التعامل مع الطلاب حسب بيئاتهم التي جاؤوا منها ليس إلا".

 

قرار الإيقاف

قرار جامعة دمشق بإحالة الدكتور إلى التحقيق وتوقيفه عن التدريس مدة 3 أشهر ريثما يتم التحقيق بالاتهامات، كان غائباً عن الدكتور حيث قال " لم أعلم بقرار توقيفي عن التدريس ولا إحالتي للتحقيق،  حيث أنني علمت من سؤالكم، وأظن إن قرار التوقيف ل 3 أشهر لا يخص جامعة دمشق، بل متعلق بجامعة حلب لوجود بعض المشاكل الشخصية".

وأردف " أنا واثق من نفسي 100% وهذه مجرد عقبات توضع في وجه وصولي لمراتب عليا، فأنا كنت الدكتور الأول على كلية الآداب ولدي خبرة 20 عاماً في التدريس بكلية الآداب قسم الآثار".

من جهته قال عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية وهب رومية لسريانيوز إن " قراراً من رئاسة جامعة دمشق وصل يوم الأحد إلى كلية الآداب بإيقاف الدكتور عن التدريس مدة 3 أشهر لأسباب لم توضح أو تذكر بعد".

 

التحقيق لا يزال جاريا

لا يزال التحقيق من صحة الادعاء والشكوى المرفوعة بحق الدكتور قيد التحقيق وحسب مصدر من رئاسة  الجامعة رفض الإفصاح عن اسمه قال " التحقيق مازال جارياً ولا يمكن البت بصحة ادعاءات الطلاب هذه إلا في حال أثبت ذلك عبر التحقيقات" مشيراً إلى انه " لا يمكن لجامعة دمشق إن لا تحيل الدكتور وإن كان بريئاً إلى التحقيق في حال تقدم الطلاب بشكاوي معينة ضده، ولهذا قامت الجامعة بإحالة الدكتور إلى التحقيق لتبيان الحقيقة".

وأكد عميد الآداب رومية " لا يمكن للكلية التحدث عن هذه القضية ريثما ينتهي التحقيق وتصدر نتائجه، لأن ذلك قد يسئ  إلى سمعة أحد دكاترة الكلية القدامى كون الأمور مازالت شكوكاً فقط".

وأضاف " عندما يريد الطالب الشكوى على أحد الدكاترة لابد أن يكون لديه دليل وليس مجرد حديث عابر وإشاعات سواء كانت من شخص أم جماعة المهم دليل يثبت ما يقوله ،ولان العدد الذي تقدم بالشكوى كبير فنحن وافقنا على التحقيق بالأمر".

حازم عوض-رزان الخالدي-سيريانيوز 


 

Powered By Syria-news IT