2009-12-05 02:10:09
في المدينة الجامعية بدمشق الأراكيل في المطاعم، والدخان "المهرب" على رفوف مراكز استثمارها

مدخنون سلبيون: سرعان ما يضيف نفسنا عند تواجدنا بمطعم المدينة المركزي

مدخنون: نشرب الأركيلة للتفشيش وتمضية الوقت

"أنا بالأساس لاأدخن الأركيلة، ولكن بعد سنة من تسجيلي بالمدينة الجامعية، ومعايشتي لهذا الجو فيها، بدأت بتدخينها".


(كادار) طالب أدب إنكليزي سنة رابعة تعلم تدخين الشيشة (الأركيلة) في المدينة الجامعية بجامعة دمشق، ولم تعد تهمه صحته بقدر ما يهمه سعر الأركيلة الذي "كان منذ سنة بـ50 ليرة، ومن ثم ارتفع إلى الـ60، إلى أن أصبح اليوم بـ75".

حالة (كادار) كحالة الكثير من طلاب المدينة الجامعية، والذين يرتادون مقاصفها ومطاعمها لتدخين الشيشة، دون "نص صريح من جامعة دمشق على منعها، أو تداولها في مطاعم ومقاصف مدينة الباسل الجامعية".

المدخنون السلبيون: المطعم المركزي للمدينة "مدخنة"

يشرح حمادة سنة رابعة اقتصاد معاناته لشراء "سندويشة" من مطعم المدينة المركزي بقوله "عندما أدخل مطعم العائدي لشراء حاجاتي، أرى (مدخنة) وسرعان ما يضيق نفسي حين تواجدي في المطعم" لافتاً إلى انه "في بعض الأحيان لا أستطيع الكلام ضمن المطعم، فسرعان ما أخرج".

بدوره يطالب فادي سنة 3 فيزياء "المسؤول عن جامعة دمشق بإصدار قرار لصاحبي المقاصف في المدينة، لمنع تقديم الأراكيل للطلاب"، مشيراً إلى أنه "يجب (إنزال) العقوبات بالذي يخالف هذا القرار".

ويتابع فادي قوله إن "الغمامة السوداء الموجودة ضمن المقاصف المغلقة في المدينة الجامعية، لا يحتملها حتى المدخنين الذين يصبحون وكأنهم يدخنون (دبل) تدخينهم العادي".

فيما يتساءل محمد طالب إعلام "لماذا نجبر كمدخنين سلبيين على تحمل غلط غيرنا، باستنشاق دخان أركيلة لا ندخنها ولا نحبها".

مدخنوا الأركيلة في المدينة: يمكن أن نتصور شريطة أن نستدير ولا تظهر وجوهنا في الصورة!

رفض الكثير من الطلاب الذين يدخنون الأركيلة في المدينة الجامعية بالمزة تصويرهم من قبل سيريانيوز "لكي لا يراهم أهلهم في الصورة، وهم يدخنون"، ولكن وافق وجدي سنة أولى طب بشري، وأصدقائه على أخذ صورة لهم، ولكن شريطة أن "يستديروا ولا تظهر وجوههم بالصورة".

أما مجدولين سنة أولى هندسة بيئة رغم أنها "تؤركل، وأهلها يعلمون أنها تدخن الشيشة إلا أنها رفضت التقاط صورة لها".

ورغم معرفته بضرر التدخين إلا أن رواد سنة خامسة هندسة مدنية يدخن الأركيلة في المدينة الجامعية منذ 5 سنوات، ويرجع سبب تدخينه لها بأنها "عادة وسرت".

أما مناف سنة رابعة إعلام يؤيد الأركيلة في مقاصف المدينة الجامعية 100%، حيث أن "للأركيلة جوها ضمن هذه المقاصف".

بدوره لا يؤيد عبد الرزاق الرجال طالب اقتصاد، الأركيلة ضمن مقاصف المدينة ولكنه يشرب الأركيلة فيها لأنها "مجرد (تفشيش) وتملية للوقت".

ويتابع عبد الرزاق أن "منع الأركيلة في المدينة الجامعية يحتاج إلى دعم كبير، حيث أن نسبة التدخين في المدينة تتزايد من ساعة إلى أخرى نتيجة الوضع الاجتماعي للطلاب".

مستثمروا مطاعم المدينة: "حط راسك بين الروس وقول يا قطاع الروس"

وعن تقديمهم الأركيلة لطلاب المدينة الجامعية قال مستثمر مطعم أوركيد عباس كنعان لسيريانيوز إن "الطلاب يأتون لمطاعم المدينة ليدخنوا الأركيلة فيها بعد منع الجامعة الأركيلة ضمن غرفهم"، مضيفاً أنه "بعد صدور مرسوم السيد الرئيس القاضي بمنع التدخين في الأماكن العامة ننتظر التعليمات التنفيذية لهذا المرسوم وعلى ضوئها سنتصرف".

وعند سؤال سيريانيوز عن البند الأول للعقد بين المستثمرين وجامعة دمشق، والذي ينص في مادته الأولى ضمن الشروط الصحية وقواعد النظافة أن "الإخلال بالشروط الصحية وقواعد النظافة يعرض المستثمر لسحب الاستثمار، حيث يجب على المستثمر مراعاة الشروط الصحية المتبعة في وزارة الصحة".

قال المستثمر إن "الأركيل ضمن جامعة دمشق طبعاً ممنوعة"، مستدركاً أن "مدخل المقصف من خارج المدينة (لحالوا)، أما داخل المدينة فلا أعرف ما يحصل".

وأضاف المستثمر أن "مطعمه معزول عن الجامعة، حيث يرتاده الطلاب، والناس العاديين"، لافتاً إلى أن "العقد الذي يوقعه، يوقع ليس مع جامعة دمشق وإنما مع اتحاد طلبة سورية".

وفيما يتعلق بوضع الأراكيل قبل صدور مرسوم الرئيس بشار الأسد القاضي بمنع التدخين أشار المستثمر إلى أن "الأمور قبل المرسوم كانت (ماشية عادية)، وبالأول لم تكن وزارة الصحة مانعة الأراكيل، فكانت الأمور طبيعية".

وأشار عباس إلى أنه "ومع صدور التعليمات التنفيذية سنتبع قاعدة حط راسك بين الروس وقول يا قطاع الروس"، موضحاً أن "الذي سيحصل لنا سيحصل لغيرنا".

جامعة دمشق: "الإخلال بالشروط الصحية وقواعد النظافة يعرض المستثمر لسحب الاستثمار"

وللوقوف على "شرعية" ظاهرة الأركيلة في المدينة الجامعية، قال مدير المدينة الجامعية أن "هناك مديرية خاصة بالمقاصف بجامعة دمشق يديرها الدكتور معن موسى".

وعندما ذهبنا إلى معن موسى رئيس مديرية المقاصف في جامعة دمشق، حولنا إلى نائب رئيس الجامعة لشؤون الطلاب والشؤون الإدارية طارق الخير، والذي أفاد أن "الأراكيل في المدينة الجامعية مثلها مثل الدخان ممنوعة".

ويشير البند الأول ضمن العقد الموقع بين جامعة دمشق ومستثمري مطاعم ومقاصف المدن الجامعية أن "الإخلال بالشروط الصحية وقواعد النظافة يعرض المستثمر لسحب الاستثمار".

والفقرة الأولى من العقد تقول "على المستثمر أن يراعي كل الشروط الصحية المتبعة في وزارة الصحة".

ومن ثم قال نائب رئيس الجامعة إن "الأراكيل قبل صدور مرسوم السيد الرئيس كان غير مصّرح بها، ويوجد غض نظر عليها"، مضيفاً أن "الأركيلة موجودة في الحديقة بالهواء الطلق، وهي غير مسموحة وبعقودنا مع المستثمر لا نقول أنها مسموحة".

ولفت الخير إلى أن "بلاغ مجلس الوزراء، والذي سبق مرسوم منع التدخين لم يطبق بشكل حرفي، ولكن مرسوم السيد الرئيس سيطبق بشكل حرفي، فلا بيع للدخان ولا أي شي من هذا القبيل".

ونقلت سيريانيوز شكوى الطلاب عن "الغمامة السوداء" في مطاعم المدينة الجامعية فلفت الخيّر إلى أن "الجامعة منعت تقديم الأركيلة في مطعم المدينة المركزي"، ومن ثم وجه نائب رئيس الجامعة رئيس مديرية المقاصف إلى أنه "يجب إبلاغ مطعم العائدي أن الأراكيل، (بلاها)، ونرد على الطلاب انه سيتم المنع"، مضيفاً انه "حتى في الهواء الطلق سيكون هناك منطقة محددة للأراكيل".

ومن ثم تساءل نائب رئيس الجامعة الدكتور طارق الخيّر انه "لماذا لا يتصدى للموضوع الهيئة الإدارية باتحاد طلبة سورية فهو مسؤول؟"، مشيراً إلى أن "هناك هيئة مركزية للطلاب في المدينة الجامعية، مقصرة لأنها معايشة للطلاب، وموجودة ضمن الواقع، فأقل ما يمكن أن تُعلم رئاسة الجامعة بشكوى الطلاب".

اتحاد طلبة سورية: استثمار العائدي وأوركيد قائم على الأراكيل وعملهم بسيط جداً لولا وجود الأراكيل

وللوقوف على دور اتحاد طلبة سورية التقت سيريانيوز بشار مطلق رئيس فرع اتحاد طلبة سورية بدمشق، والذي قال إنه "وقبل أن يصدر مرسوم السيد الرئيس القاضي بمنع التدخين، كانت إدارات اتحاد الطلبة تشدد على موضوع تداول الأراكيل بين الطلاب في غرف المدينة الجامعية"، مشيراً إلى أن "هيئات اتحاد الطلبة المعايشة للطلاب، كانت تطالب بوضع الأراكيل في مطعم العائدي بسعر جيد، بدل أن يذهب الطالب ليأركل في الربوة بـ 150 ليرة".

وعن وجود الأراكيل ضمن مقصف المدينة الصيفي أوضح المطلق أنه "كنا نطالب بأن لا توضع أراكيل ضمن المقصف الصيفي لمظهرها الغير حضاري، فلا يجب أن تكون الأراكيل مكشوفة للجميع في المقصف الصيفيي، لذلك يجب وضعها ضمن المقاصف المغلقة أي بمطعم العائدي وأوركيد".

وأشار رئيس فرع دمشق لإتحاد طلبة سورية انه "بعد صدور مرسوم السيد الرئيس سيكون هناك لجنة يترأسها نائب رئيس الجامعة والاتحاد سيكون عضو في هذه اللجنة".

وحول مراعاة العقد الموقع بين اتحاد الطلبة ومطعم أوركيد للشروط الصحية أوضح مطلق انه"مطعم أوركيد لم يعد تابع لاتحاد الطلبة، حيث صدر قرار مجلس تعليم عالي في آذار 2008، بنقل جميع استثمارات الاتحاد الوطني لطلبة سورية، وبين المستثمرين إلى آمر صرف جامعة دمشق".

وأكد مطلق أنه "بالعقود مسموحة الأراكيل"، فاستدركت سيريانيوز أنه "غير منصوص على تقديم الأراكيل بالعقود الموقعة بين الجامعة والمستثمرين"، فأكد مطلق أن "ذلك مسموح، فاستثمار العائدي وأوركيد قائم على الأراكيل فعمل هؤلاء كان بسيط جداً لولا وجود الأراكيل".

وفيما يتعلق بشكاوي الطلاب الموجهة لاتحاد الطلبة بمنع الأراكيل في المدينة الجامعية قال بشار مطلق إنه "لم يصدف وأن أرسل الطلاب شكوى عن الأراكيل، ولم تأت شكوى عن هذا الموضوع".

وفي إجابته على سؤال نائب رئيس الجامعة "لماذا لا يتصدى للموضوع الهيئة الإدارية باتحاد طلبة سورية فهو مسؤول؟"، أضاف رئيس اتحاد طلبة سورية، فرع دمشق أن "اتحاد الطلبة وهيئاته ليسوا إلا جهة رقابية"، لافتاً إلى أنه "لدى جامعة دمشق مديرية خاصة اسمها مديرية المقاصف ويجب على هذه المديرية أن تتابع استثمارات الجامعة بشكل يومي وبكل لحظة، وليس بالشهر أو الأسبوع"، معللاً أن "هذه الدائرة فيها سيارات وموظفين وكادر كامل فقط لمتابعة أمور المقاصف ومخالفاتها".

وتابع مطلق أنه "وفي اجتماعات مجلس الإدارة نادراّ ما يتم طرح موضوع التدخين إلا من الاتحاد حصراً"، مضيفاً أن "جامعة دمشق معنية بالأمر، والاتحاد معني أيضاَ، ولكن المعني الأول والأخير مديرية المقاصف، فيجب على هذه المديرية أن لا تنتظر حتى تأتي شكاوي الطلاب".

وأكد المطلق أن "كلام الدكتور طارق غير دقيق، لأن لديه مديرية مسؤولة عن المقاصف وهي تابعة له بشكل مباشر"، منوها بأنه "لم تطرح مثل هذه القضايا في يوم من الأيام وتعالج، إلا من قبل الاتحاد الوطني لطلبة سورية" مضيفاً أن "هذه المواضيع يجب أن تطرح من قبل مديرية مقاصف جامعة دمشق".

"الدخان المهرب" على رفوف مركز الاستثمار رقم 3!؟

وبين أخذ ورد جامعة دمشق واتحاد طلبة سورية عن "شرعية" الأراكيل في مدينة الباسل الجامعية، يشتري طلاب المدينة الدخان المهرب كل يوم من مركز الاستثمار رقم 3، حيث يقول الطالب رودين سنة ثانية أدب فرنسي إن "مركز الاستثمار رقم 3 يبيع دخان مهرب موجودة على الرفوف خلف ظهر البائع، وبشكل ظاهر وواضح للعيان"، مضيفاً أن "الدخان المهرب لا يباع فقط في مركز الاستثمار رقم 3 وإنما في كل المدينة، فالكولواز الأحمر والأصفر والبرينت والذي لا يوجد منه إلا مهرب موجود على الرفوف".

بدوره يؤكد منذر سنة ثانية حقوق والذي يدخن "كوته" أن "مركز الاستثمار رقم 3 وعندما يدخل إليه ليشتري الدخان يخيره بين الدخان المهرب الموجود خلفه، وبين الكوته الموجود يساره".

وتحتوي مدينة باسل الأسد الجامعية في المزة عدة مراكز استثمار تختص كل واحدة بمادة محددة أو أكثر مثل خبر، الـ "عصرونية" ومركز استثمار يبيع فروج البروستد، ومركز استثمار للخياطة الرجالية...

وللتأكد من حقيقة الأمر استطاعت سيريانيوز أن تلتقط مجموعة من الصور للدخان "المهرب" الموجود في مركز الاستثمار رقم 3 في مدينة الباسل الجامعية، حيث يظهر في الصورة الدخان المهرب على الرفوف.

براء البوشي – سيريانيوز شباب


Powered By Syria-news IT