2009-10-28 16:24:59
توحيد اللباس المدرسي.. وحده اللون بقي وتفنن مصممون فيما عداه ومدارس أقرب إلى دور عرض أزياء

طلاب: بدلاتنا على الموضة ونرفض التقيد باللباس المدرسي

بنطال ذو خصر منخفض.. قميص ضيق.. جاكيت تلف حول الخصر.. نظارات شمسية.. وشعر منثور على الكتفين.. وكمية لا يستهان بها من المساحيق.. هي ليست ذاهبة إلى حفل زفاف بل لتلقي العلوم في مدرستها..


هذا ما أصبح طلابنا اليوم يميلون إلى ارتدائه في المدارس, ورغم أن اللباس موحد للطلبة أصبحنا نرى مظاهر طلابية لا تدل على ذلك وتخرج تجربة توحيد اللباس من أهداف رسمت لها، فالتقارب باللون مع اختلاف واضح في الموديل والشكل يلفت الانتباه إلى موضات وأشكال وتقليعات فيها من الغرابة ما يكفي..

بدلتي مميزة وتلفت نظر الفتيات

وفي لقاءات متنوعة لسيريانيوز مع طلاب المدارس لاحظنا عدم التزام الأغلبية بتفصيل وقصة البدلة المدرسية وأكثريتهم فضلوا أن يكون الزي المدرسي جميل ومناسب لسن الشباب وملفت (خاصة لنظر الجنس الآخر)..

الطالب عمر برنبو (ثاني ثانوي) يرى أن "الطالب يجب أن يكون أنيقا حيثما تواجد فالملابس الجميلة للطالب تجعله محط أنظار الفتيات", لافتا إلى أن "هناك ماركات معينة للبدلات المدرسية يفضل الشراء منها كل عام حيث تكون الأقمشة والموديلات في هذه المحال متنوعة وتقدم للطالب بدلات عصرية بقصات تساير الموضة".

تحت المقعد أو في التواليت

أما الطالبة مها تفضل ارتداء بنطالاً ضيقاً يميل إلى اللون الأبيض مع كنزات ملونة وطبعا لا تنسى أن تصفف شعرها وتنثره على كتفيها, وعن سبب تفضيل مها لهذا النوع من الثياب قالت "لا أطيق التقيد بالبدلة المدرسية وخاصة الجاكيت ذو الكتافيات الذي يشبه جاكيت الرجل, ولذلك فضلت أن أشتري بنطالاً من الجينز يشبه نوعا ما بنطال المدرسة مع كنزات قطنية مريحة وبألوان زاهية".

وتشاركها بالرأي صديقتها روند التي كانت تضع الكحل و"المسكارا" على عينيها وتقول "لماذا تستغربون الهيئة التي نظهر بها فنحن (صبايا) ونحب أن نلبس ثيابا تليق بعمرنا ولا تخفي جمالنا".

ولتفادي توبيخ المدرسات تفضل روند وصديقاتها وضع الماكياج في نهاية الحصة الأخيرة (تحت المقعد) أو في التواليتات, وتضيف "تعليمات المدرسة صارمة وتمنع الطالبات حتى من فرد الشعر, وفي حال المخالفة يتوجب على الطالبة زحف المدرسة بأكملها وهي حافية القدمية أو الوقوف في الشمس لمدة حصتين درسيتين".

تبقى أفضل من لباس الخاكي

أما الطالب سامي قوموق فيرى أن البدلة المدرسية باللون الرمادي جميلة ومناسبة لأذواق الشباب بشكل عام ومهما استاء منها الطلاب تبقى أفضل من اللباس القديم ذا اللون الخاكي".

ويتابع "الكثير من أصدقائي يفضلون استبدال القميص بكنزة عالموضة أو لبس بنطال (مارينز أو جينز) أما أنا فأحب التقيد باللباس المدرسي لأتجنب التوبيخ والعقاب".

القوانين صارمة في بعض المدارس لكن العبرة في نهاية الدوام

وهناك مدارس تصل درجة الالتزام فيها إلى إجبار الطالبات المحجبات على وضع الحجاب الأبيض فقط ومنع أي ألوان أخرى وفي ذلك تقول سارة "يعاملوننا وكأننا في سجن فممنوع نزع الجاكيت داخل المدرسة رغم الحر الشديد, ويجب أن يكون الحذاء أسود فقط لا غير والحجاب ابيض, وانأ أفضل ارتداء كنزة من القطن تحت الجاكيت عوضا عن القميص الذي يحتاج إلى كوي واعتناء بعد كل غسلة".

وتضيف صديقتها زمرد "هناك أشياء لا غنى للفتاة عنها مثل واقي الشمس أو القليل من قلم تعليم الحاجبين وهذه الأمور ممنوعة أيضا ولكن أغلب الطالبات يضعن ما يشأن على وجوههن ويخلعن الجاكيت فور خروجهن من المدرسة لتبدأ الاتصالات بأصدقائهم الشباب والمواعيد الغرامية.. فالعبرة لدى الخروج من المدرسة".

ملني المدير ولم يعد يعاقبني

أما الطالب قاسم (صف تاسع) فقد حفظه الأساتذة لكثرة مخالفاته وفي ذلك يقول "مدرستنا تعاقب الطلاب المخالفين بالوقوف طوال النهار في باحة المدرسة فضلا عن استدعاء أولياء الأمور, ومن المدرسة تظهر صرعات غريبة ونشعر أنها جميلة نفرح بتقليدها, وأنا لا أرى أن اتباع الطلاب للموضة أو ارتدائه لكنزة بدلا من القميص المدرسي أمر يستحق العقاب, ولكثرة مخالفاتي مل المدير مني ولم يعد يعاقبني.

العقوبة تتراوح بين التنبيه واستدعاء ولي الأمر

عدم التقيد بالزي المدرسي بالنسبة لنائبة مديرة إحدى المدارس ناهدة الشحري يعود للوضع الاجتماعي والعائلي للطالب.. وفي ذلك تقول "حسب خبرتي في مدارس التعليم الأساسي فإن الطلاب الأقل التزاما باللباس المدرسي النظامي هم ممن يعانون مشاكل عائلية مثل طلاق الوالدين أو موت أحدهما أو التشتت العائلي, لنقمتهم على المجتمع أولا ولعدم وجود من يهتم بإرشادهم ثانيا".

وعن متابعة وزارة التربية لمدى الالتزام باللباس المدرسي قالت الشحري إن "هناك مشرفين من التربية وموجهين تربويين يتابعون بشكل دوري الالتزام بكل ما يتعلق بالأنظمة المدرسية ومن بينها اللباس المدرسي".

وحول العقوبات التي تحددها المدرسة للطلاب غير الملتزمين أوضحت الشحري أن "العقوبة تتراوح بين التنبيه الأولي والتوبيخ واستدعاء أولياء الأمور إن لم يلتزم الطالب بالنظام", لافتة إلى أن "الأهالي متعاونون بشكل كبير مع المدرسة, إذ تصل نسبة التقيد فيها بالزي المدرسي الموحد إلى نسبة 90%".

مدرسة العلوم الطبيعية سناء محمد ترى أن "عدم الالتزام بالزي المدرسي يكون بين الطلاب الكسالى الذين يحبون أن يلفتوا النظر إليهم بالأزياء الغريبة", وتضيف "في النهاية نحن لسنا ضد الطالب ولكن المدرسة مؤسسة للتربية والتعليم وليست دارا لعرض الأزياء".

الطلاب أخذوا ضوء أخضر بعد منع الضرب

وتتبع جميع الأمور المتعلقة بالبدلة المدرسية لمديرية الأنشطة اللاصفية في ملحق وزارة التربية, حيث قالت إحدى المسؤولات في المديرية فضلت عدم ذكر اسمها "تقوم المديرية بحملات تفتيش مستمرة على المدارس للتأكد من مدى الالتزام بالزي المدرسي, إلى جانب توزيع مجموعة من مشرفي الأنشطة اللاصفية على المدارس لمتابعة هذه العملية, لكن هؤلاء وحدهم لا يكفون إن لم تكن هناك تعليمات صارمة من قبل المدرسة ووعي من قبل الأهل".

وأضافت "عندما نشاهد طلابا غير ملتزمين فالحق لا يكون على وزارة التربية, لان الوزارة حددت النمط الموحد للبدلات من حيث الموديل واللون والقماش, كما لا يمكننا أن نلقي اللوم على المصنعين والملام الأول هنا الطالب وأهله عندما يتوجهون إلى محلات الأقمشة ويقطعون قماشة تروقهم من جينز أو كتان ومن ثم يفصلونها بأي موديل يحبونه".

وعن سبب عدم التقيد من قبل الطلاب بالزي المدرسي تابعت "الطلاب أخذوا ضوءا أخضر وخاصة بعد منع الضرب في المدارس حيث لم يعد يردعهم رادع, لاطمئنانهم أن العقوبة لن تتجاوز التوبيخ أو استدعاء ولي الأمر"، بحسب تعبيرها.

يجب أن يكون الطالب حرا في اختيار الملابس التي تريحه

المرشد الاجتماعي سامر الببيلي قال "لكي يحب الطالب مدرسته يجب أن يكون حر في اختيار الملابس التي تناسبه وتريحه, فاللباس الموحد في المدارس يأسر الطالب لأنه يعتبرها نوع من أنواع القيود مثلها مثل الوظائف المدرسية التي يفرض عليه أداءها".

ويضيف "هناك من ينادي باللباس الموحد ليشعر جميع الطلاب بأنهم سواسية وهنا أقول إن الفروق الطبقية ليست مشروطة باللباس وحده لتظهر, فقد تظهر بوضوح من خلال المصروف الذي يأخذه الطالب فهناك طلاب يأخذون 100 ليرة باليوم بينما نجد طلابا لا يتجاوز مصروفهم الشخصي العشر ليرات"..

ويتابع "أنا ضد الضرب في المدارس لإلزام الطالب بالزي المدرسي فإن كان ولا بد من ذلك الالتزام يجب أن يكون على مراحل بتنبيه الطالب وإنذاره ومن ثم استدعاء ولي أمره.

وهناك طريقة ناجعة جدا برأيي وهي خصم علامات من السلوك على اعتبار أن السلوك مادة مرسبة إذا ما رسب الطالب بمادة أخرى.

أروى الباشا - سيريانيوز شباب


 

Powered By Syria-news IT