2009-10-19 00:55:12
متنفسات مدينة دمشق أماكن للتحرش وذوي السمعة السيئة

حالات مشبوهة في بعض الحدائق الشعبية والتي تقع في منتصف المدينة

اشتهرت بعض الحدائق بسمعتها السيئة سواء بما تحمله زواياها من مناطق مشبوهة للعشاق أو المشروبات الكحولية أو قصص التحرش وغيرها, الأمر الذي أثر على قرارات العديد من الناس بالدخول إليها خصوصا في وقت معين من النهار.


ويرى الكثير من الأشخاص أن بعض الحدائق أسوء من غيرها خاصة الشعبية والتي تقع منتصف المدينة مثل حديقة تشرين والحديقة التي تقع تحت فندق الفصول الأربعة أما البعض الآخر يجد الحدائق مكان جميل ومتنفس جيد يخلو من أي مشكلة.

حديقة تشرين مكان للعشاق و"مرتع" لذوي السمعة السيئة

قال بائع المكسرات في حديقة تشرين (هيفدار) لسيريانيوز إن "الحديقة تخلو من المشاكل إلا بعض المضايقات التي يقوم بها الشبان اتجاه الفتيات فاليوم كانت تجلس فتاة بالقرب مني وأخذ شاب يتحرش بها بالكلام والإشارات", مضيفا أنه "يرى العديد من العشاق في الحديقة ولم يحصل أمامه شيء مخل للآداب, أما في باقي الحديقة فهو لا يعلم ماذا يحصل ولم يسمع بشيء بما أنه حديث العمل".

أما بائع العرانيس أبو أحمد الذي يقف أمام باب الحديقة منذ 3 سنوات ذكر أن "هناك العديد من القصص التي تحدث ومنها (بيشيب شعر الراس) فهناك العديد من الفتيات الهاربات من بيت أهلهم يجلسون في الحديقة وتأخذهم الشرطة", منوها أنه "هناك فتيات سيئات السمعة يأتين إلى هنا ويتعرفن على شبان يقومون بإغرائهم مقابل الحصول على كل ما يملكون وبالمقابل شبان يفعلون المثل".

وحول الحركات اللاأخلاقية التي تحدث بين الشاب والفتاة قال أبو أحمد "لا فرق لديهم بين الليل وبين النهار فهم يفعلون أشياء مخلة بالآداب ولو في وضح النهار".

بينما يرى مراقب الحديقة الموضوع من منظور مختلف حيث وجد أحمد أيوب أن "الحديقة خالية من أية مشكلة وهي متنفس جميل للناس وبالأخص لفتاة وشاب يتعارفان ضمن حدود الأخلاق".

الخطوط الحمراء التي نفرضها في حديقة تشرين

بين مراقب حديقة تشرين أحمد أيوب أنه" يتدخل فقط في حال تجاوز الخطوط الحمراء فمجرد قبلة بين شخصين يحبان بعضهما لا تؤثر أما في حال تجاوز الموضوع إلى أكثر من ذلك يأتي هنا دور الأخلاقية".

وحول المشروبات الكحولية قال أيوب إن "البعض من الأشخاص يأتون ومعهم مشروبات كحولية ولا نتدخل في هذا ولكن بالنسبة لتعاطي المخدرات فالمراقبة شديدة ولا توجد حالات من هذا النوع".

أما بالنسبة لسمعة الحديقة بين أنه "من الطبيعي أن تحدث أشياء بهذه الحديقة لا تحدث في الحدائق الأخرى بما أنها في منتصف المدينة ويأتيها أشخاص من كل المناطق خصوصا يوم الجمعة من الهامة ومن عين الخضرة ومن الزبداني وغيرها".

وذكر أيوب "وجود حدائق أخرى لا تخلو من السمعة السيئة "والتي لا تخلو من بعض الممارسات الغير مشروعة.

حديقة المدفع إخلال في الآداب ومجموعات من الشواذ

قال صاحب كشك أمام حديقة المدفع منار الحفار إن "الحديقة تحوي على العديد من الحالات المشبوهة سواء ما يتعلق بالحركات المخلة بالآداب بين البنات والشبان أو مجموعات الشواذ التي تأتي إلى الحديقة بعد الساعة العاشرة".

وبين الحفار أنه "من الواجب استبدال حارس الحديقة الذي يكون دائما هرم ومسن بشرطي يكتب المخالفات من أجل نشر الانضباط", ذاكرا أنهم "منعوا التدخين في الحدائق لكنهم لم يمنعوا حدوث هذه الحالات".

كما ذكرت مي أنها "مرت إلى حديقة المدفع لترتاح بها مع أصدقائها وكانت الحديقة معتمة ورأت فيها مجموعة من الفتيات يتبادلن القبل وكان الشكل معيب جدا".

وهذا ما بينه جمال أيضا حيث وجد أن "سمعة الحدائق سيئة وخصوصا حديقة المدفع لأنها حسب رأيه حديقة الشواذ وإذا رغب شخص بآخر يدفع للحصول عليه".

في المقابل نفى محمد وهو من زائري ورواد الحديقة وجود أشياء مخلة بالآداب وذكر أن "الحديقة نظيفة وصغيرة ومكشوفة وهي ليست شعبية مثل تشرين لتحصل فيها أشياء كهذه ولكنه لا يعلم إن كان يحدث شيء بالليل", وبين أنه "يسمع عادة حالات سرقة وشواذ في حدائق مثل الحديقة الواقعة تحت فندق الفصول الأربعة".

حديقة الجاحظ نظيفة وخالية من المشاكل

 قال بائع البشار أمام حديقة الجاحظ علي صقر إن "الحديقة خالية من وجود الكحول أو المخدرات أو التجاوزات للخطوط الحمراء لأن الحديقة مراقبة بشكل جيد إلا بعض المشاكل التي لا تخلو منها أية حديقة".

وذكر صقر أنه "منذ فترة وقعت مشكلة في الحديقة من أجل فتاة حيث رفع مجموعة من الشبان سكاكين على بعضهم من أجلها ووقعت بعض الإصابات".

وبينت رنا أنه "أهم ما يميز حديقة الجاحظ أنها تحوي نساء ورجال مسنين وفتيات في منتصف العمر يمارسن الرياضة كما يوجد شباب ينزهون كلابهم", مضيفة أنه "يوجد ثنائيات فتيات وشبان ولكن بشكل أخلاقي خالي من الشبهات".

وذكرت أنه "يوجد العديد من تجمعات الذكور والإناث ولا يتدخل أحدهم بالآخر فهي حديقة نظيفة وجميلة".

لا أستطيع أن أدخل الحديقة وحدي خوفا من التحرش بي

 قالت زينه" جلست في الحديقة التي تقع تحت فندق الفصول الأربعة أنتظر موعدي مع أصدقائي ثم جاءني رجلين يبدوان من الخليج وقالوا لي كم تريدين مقابل ساعة".

وذكرت زينه إنها "لا تستطيع الدخول وحدها إلى حديقة تشرين على الرغم من طبيعتها الجميلة لأنها رأت فيها شاب وفتاة كأنهما ما يتطارحان الغرام وخصوصا في الليل والإضاءة خافتة جدا".

وأضافت أنه "من الطبيعي أن يحدث هذا فالحديقة مشاع ومجانا لذلك نرى فيها جميع أنواع البشر", مبينة أنها "كثير من الأحيان تتمنى أن تجلس بالحديقة وحدها وتقرأ كتاب دون أي مضايقات".

أما رنا فقد أوضحت أنها "لا تجلس عادة في الحدائق العامة فقط القريبة من منزلها لأنها بحسب رأيها مشبوهة ويأتي إليها كل (العواطلية والزعران) والذين يبحثون عن الفتيات للتحرش بهم".

وذكرت أن "حديقة تشرين مكان معروف للعشاق ومن اللازم أن يكون فيها شرطة أخلاقية من أجل انضباط الأشخاص الذين لا يكترثون بالخطوط الأخلاقية".

ومن المضايقات التي تعرضت لها لما عندما أتت إلى الحديقة أنها "بدلت مقعدها ثلاث مرات بسبب مضايقات الذكور لها إما من خلال كلامهم الذي مازال حتى الآن مقبول أو من خلال إيماءاتهم", مضيفة أنها "منذ قليل جلس بالقرب منها رجل مسن وأخذ يؤشر لها ويدعوها للتكلم معه".

وفي لقاء مع آلاء التي جاءت مع أمها إلى الحديقة من منطقة الزبداني قالت "أتعرض للمضايقات ولكنها عادية مثل (التلطيش) التي أتعرض لها في الشارع والزبداني وهذا أمر عادي بالنسبة لي واعتدت عليه".

حديقة خاصة بالنساء في ركن الدين

بين وائل أنه "اعتاد عندما كان صغيرا على الذهاب مع أمه إلى حديقة في ركن الدين لا يعلم اسمها وهي مخصصة للنساء فقط إلا الصبية الصغار حيث يقف رجل على باب الحديقة ويمنع أي رجل أو مراهق من الدخول إليها".

ووجدت راما التي تقع الحديقة في منطقتها أن "هذه الحديقة مريحة جدا لعدم وجود الذكور فيها فلا تضطر الفتاة أن تحسب حساب مضايقات الشبان وتستطيع أن تجلس براحتها دون أية مشكلة", موضحة أنها "لا تفكر بالجلوس بالحدائق مهما كانت سمعتها جيدة أو سيئة وعندما تفكر الالتقاء بصديقتها تتواعد معها في كافيتيريا أو في الجامعة وليس في الحديقة".

أما سلاف فترى أنها "لا تحب نوع الحدائق الذي يقتصر على الرجال أو النساء لأن التنوع جميل في أي مكان لكن مع وجود ضوابط أخلاقية ودون تدخل أي شخص بالآخر".

أخصائية اجتماعية: بعض الاشخاص يعتبرون  التجمع في الحديقة فرصة للتحرش بالآخرين

قالت الاخصائية الاجتماعية لوسي عيسى إن "الحديقة مكان مميز للتسلية والأحاديث والأنشطة الاجتماعية وفرصة للتعارف لكن بعض الأشخاص يجدونها فرصة للتحرش بالآخرين خصوصا العاطلين عن العمل أو المراهقين", مضيفة أن "التحرش موجود في كل مكان ولا يقتصر على الحديقة فقط".

وبينت عيسى أن "هناك العديد من الفتيات يرون الحديقة مكان للالتقاء بالشبان ونتيجة بيئتهم المتزمتة يذهبون إلى الحديقة لأنهم لا يجدون مكان آخر يذهبون إليه بما أنها قد تكون مخفية أكثر من غيرها", موضحة أن "وجود أماكن مخفية بالحدائق ومساحات واسعة يجعلها بيئة خصبة للتحرش بالأشخاص وتبادل الممنوعات".

وحول سبب شعبية الحدائق ذكرت الأخصائية أن "مجانية الحديقة وعدم وجود رقابة مشددة عليها يجعلها مكان يرتاده العديد من الاشخاص ومن الطبقات الاجتماعية الشعبية لذا أصبحت بعض الحدائق مكان يتردد إليه مجموعات اعتادت الذهاب إلى الحديقة وممارسة كافة نشاطاتها فيها مما يسبب مشاكل عديدة منها قصص التحرش".

لبنى عيسى – سيريانيوز شباب


Powered By Syria-news IT