2009-09-12 02:50:24 | ||
خبراء ورجال دين يحثّون الطلاب على المثابرة وعدم التكاسل في رمضان، وطلاب المدارس.. هروب وتقاعس |
||
انتقد رجال دين واجتماعيون تذمر طلاب المدارس من الالتزام بالدوام المدرسي أثناء شهر رمضان، وعزوفهم عن الجد والدراسة، ومطالبة بعضهم بجعل رمضان للراحة. ورأى رجل الدين، عادل عوض في هذه الظاهرة التي انتشرت بين الطلاب أنها أفرغت الشهر من غايته ومقاصده ونوه بأن "الصيام لا يؤثر على الدراسة أو التركيز". بينما قال الخبير الاجتماعي أسامة خليفة إن "هذا التقاعس بين الطلاب ناتج عن عدم التوعية بالقيم الرمضانية". طلاب ومبررات.. وقالت نجلا طالبة الثالث الثانوي من الفرع الأدبي، إن "الدوام في المدرسة خلال شهر رمضان، يؤدي إلى تواجد أجساد في الحصص الدرسية من دون عقول وانتباه، فالصيام سيؤثر على تركيزنا أثناء الحصص الدرسية وعلى دراستنا، وما يزيد الطين بلّة هو بدء الأساتذة إعطاء الدروس من أول يوم، بالإضافة طلب الوظائف والتسميع للدروس، ما يزيد إرهاقنا". فيما قال محمد في الثاني الثانوي إن "شهر رمضان شهر غير مناسب للبدء بالدراسة، فالصيام يصيب الجسد بالتعب الجسدي، وخاصةً لأن رمضان هذا العام جاء في فصل الصيف، عدا ذلك جاءت المدرسة في هذا الشهر لتضيف على التعب الجسدي جهد فكري لن نستطيع تحمله". ورأى وليد من طلاب الثالث الثانوي أنه "في حال تقصير الطالب، سيكون وحده الملام، من دون مراعاة الأجواء التي وضع بها، وألزم بها" وأضاف "كان من الممكن أن تنتظر الوزارة لتبدأ العام الدراسي بعد شهر رمضان الذي لم يتبق على انتهائه سوى حوالي الأسبوعين". مشاكل للمدرسين والمدرسة.. بدورها وجدت المدرسة شادية السعدي في تقاعس الطلاب هذا الشهر أنه "خلق العديد من المصاعب التي واجهت المدرسين". وقالت "هناك عدد قليل من الطلاب يحضرون حصصي الدرسية، فعدد الطلاب في الصف لم يتجاوز 18 طالباً فقط، بالإضافة لعدم وجود الاستعداد لتقبل المعلومات حتى من الطلاب الحاضرين، فلا يوجد تركيز وانتباه من قبلهم، حتى إن بعضهم يضطر للنوم أثناء الدرس". وأضافت "لاحظت تواجد العديد من الطلاب يتسكعون في الباحة هاربين من الحضور، وغيرهم يهربون من المدرسة أثناء الفرصة الأولى". ورأى مدير إحدى المدارس إبراهيم إسماعيل أن قلة مسؤولية الطلاب هذا الشهر تسبب العديد من المشاكل في تنظيم الدراسة، وقال لسيريانيوز "واجهنا عدة صعوبات من أول يومين في الدوام، ومنها التأخير الصباحي من قبل الطلاب، فنضطر إلى تجميع الطلاب في الباحة نصف ساعة ودعوة طلاب المدرسة الواقفين خارج المدرسة للدخول، حتى نجمع عدد كافي للبدء بحصة درسية". وتابع إسماعيل "إهمال الطلاب وتغيبهم عن الحضور سبب مشاكل أخرى تتعلق بعدم القدرة على توزيع الكتب على الطلاب لعدم القدرة على إحصاء عددهم، فأعدادهم على الورق لا تتطابق مع أعداد الحاضرين، بالإضافة إلى عدم القدرة على الاتفاق النهائي لتوزيع ساعات الأساتذة". التقاعس عن الدراسة في شهر رمضان لدى الطلاب ناتج عن ضعف وعي ويجعل الكسل عادة رمضانية والتقت سيريانيوز الخبير النفسي والاجتماعي أسامة خليفة الذي رأى في تقاعس الطلاب عن الدراسة خلال شهر رمضان ورفضهم للمدرسة في هذا التوقيت أنه قلة توعية دينية واجتماعية من قبل المدرسة والأهل، وقال لسيريانيوز "تغير مفهوم رمضان وعاداته وتقاليده من الماضي إلى اليوم، حيث انه أصبح لدى العديد شهر الكسل والمسلسلات التلفزيونية والنوم، وذلك ناتج عن ضعف التوعية الدينية والتربوية من الأهل والمدرسة". وتابع "عندما يشيع مفهوم خاطئ عن شهر رمضان في بلد ما، ودعوة الطلاب مثلاً إلى الكسل وعدم الحضور في المدرسة، يؤدي ذلك إلى انتشار ذات الفكرة في البلدان التي نصوم في هذا الشهر، وخاصة إذا كانت البلد التي تروج لهذه الفكرة تعتبر قدوة في الدين الاسلامي". رمضان شهر للصبر، وتاريخ الإسلام لا يخلو من الانجازات في هذا الشهر ومن الناحية الدينية لم يكن الأمر مختلفاً، فوجد رجل الدين عادل عوض في رمضان شهر للعبادة والجد وتحمل المسؤولية، ولم يختلف عن رأي خليفة في الموضوع، وقال "إن شهر رمضان شهر للعمل والعبادة، وليس للتقاعس عنهما، لأن العبرة من الصيام هي تحمل المشقة وتعلم الصبر، لكن قلة التوعية من الأهل ساهمت في ربط هذا الشهر بالنوم ومسلسلات التلفاز، ما افرغ الشهر من غاياته ومقاصده". ونوه عوض إلى أن "الصيام لا يؤثر على الدراسة ولا على التركيز، بالإضافة إلى أن العلم والعمل هما جزء من العبادة المطلوبة في هذا الشهر، ولا يجب أن نفصل بينهما وبين العبادة، حتى إن التاريخ الإسلامي يشهد بالعديد من الإنجازات في هذا الشهر، كغزوة بدر مثلاً التي انتصر بها المسلمون وهم صائمون". حازم عوض – سيريانيوز شباب |
||
Powered By Syria-news IT |