2009-09-09 02:00:07
لعبة الويجا، استدعاء أرواح وتنبؤات بالمستقبل ... ومحاولة لرصد خفايا اللعبة

تتعدد الألعاب أو الطرق التي يسعى الناس من خلالها إلى محاولة معرفة الغيب، كفتح أوراق اللعب أو فنجان القهوة أو قراءة الكف، أو.. أو..، ومن هذه الطرق لعبة تعدت مجرد محاولة الاستعلام عن الغيب والمجهول، عن طريق أدوات كالفنجان وأوراق اللعب إلى محاولة استدعاء الجن كما يقول لاعبيها.


تدعى هذه اللعبة (الويجا)، وتقوم أساسا على وجود ورقة أو لوح خشبي عليه الأحرف الأبجدية الانكليزية والأرقام من 0 الى 9، بالإضافة إلى عبارة (yes) و(no) و(good bye) و(hello)، ويستخدم في اللعب قطعة خشبية مفرغة من الوسط أو كأس ماء أو قطعة نقود معدنية.

حاولت سيريانيوز الوصول إلى عدة لاعبين وهم يلعبون الويجا، لكنهم رفضوا التصوير، أو المشاركة أو حتى التواجد أثناء اللعب، معللين ذلك بأن ويجا (الجني المشارك في اللعبة) لا يأتي في حال وجود أحد لا يؤمن به، ومن الممكن أن يأذينا.

وقالت ديمة 23 عاماً، لسيريانيوز "عرفت لعبة الويجا بالصدفة، عندما قال لي احد أصدقائي عنها، عندها ذهبت إلى المنزل وجربت اللعبة مع أمي، وبدأت أسأل أسئلة أعرف أجوبتها مسبقاً، وكنت أتفاجئ بالإجابات الدقيقة".

وتابعت "شعرت بالرعب والخوف الشديدين في أول مرة ألعب بها، فالأجواء التي تتطلبها لعبة الويجا مرعبة، كإطفاء الأنوار، وإشعال الشموع، ومع ذلك رغبت بتجريبها مرات أخرى كي أسأل ويجا عن مستقبلي وأمور غيبية لا اعرفها، وفعلاً كانت النتيجة كما كانت البداية، واكتشف ويجا عدة أمور كانت قد فاتتني، وأخبرني عن أمور أعيشها الآن".

لعبة مذبذبة..

ومن جهة أروى 22 عاماً، كانت لعبة الويجا مذبذبة بالنسبة إليها، وقالت "جربت اللعبة مع إحدى صديقاتي وكانت الأجوبة صحيحة، عن أمور أعرفها وأمور أخرى لا أعرفها، لكن عند محاولتي للعب مرة أخرى مع أختي، لم تتحرك القطعة أبداً، وعند استفساري عن الأمر، قالت لي صديقتي إن ويجا لا يلعب إن كان أحد اللاعبين لا يؤمن به أو كان استهزأ به من قبل".

ويجا شخص خير.. واللعبة تعتمد على ثقة ويجا باللاعب..

وهذا ما أكده فراس 27 عاماً، قائلاً "إن ويجا روح لشخص طيب، وخيّر، كان قد عاش في زمن الفراعنة بمصر، وبقيت روحه لمساعدة الناس في الوصول إلى الحقيقة، لذلك وفي حال وجود أحد الأشخاص الذين يلعبون لعبته غير مؤمن به أو يستهزأ به، فمن الممكن أن لا يجيب أو أن يضره".

وتابع "وصلت إلى مرحلة من اللعبة، أمكنتني من اللعب وحدي من دون شخص آخر، وأن تتحرك القطعة بسرعة هائلة، وأنا أسعى الآن إلى الوصول لمرحلة تحريك القطعة من دون أن أضع إصبعي عليها، وهذا يعتمد على مدى ثقة ويجا بي".

وقال علي 20 عاماً "رأيت صديقي يلعب الويجا، وكانت القطعة تتحرك لوحدها بسرعة جنونية"، وعند سؤالنا لصديقه ميشيل عن طريقة لعبه للويجا قال "ألعب الويجا مع صديقي، وأنا مؤمن به، لأنه أعطاني العديد من المعلومات الصحيحة والتي لا يمكن لأحد أن يعرفها غيري، بالإضافة إلى أمور مستقبلية تحققت الكثير منها".

وتابع "استدعي أثناء اللعب أرواح لأناس ماتوا أو بعض الجن غير ويجا، وأنا اعتدت على استدعاء جان فرنسي، احضره لي ويجا كي يساعدني في بعض الأمور".

وأشار جميع اللاعبين الذين التقتهم سيريانيوز أنه على اللاعبين أن يقولوا عند انتهائهم من اللعب "وداعاً ويجا" كي تذهب روح ويجا كما يزعمون، وإلا قد يسبب ذلك العديد من المشاكل.

تلعب الويجا بلاعبين، حيث يقوم المشاركان بوضع أصبعيهم بلطف على المؤشر أو القطعة المستخدمة في اللعب، دون أن يحركاها، ومن ثم يقول اللاعبان عبارة "انهض يا ويجا، وان كنت موجوداً تحرك إلى كلمة (yes)"، ويزعم من يلعب هذه اللعبة أن القطعة المستخدمة في اللعب تتحرك إلى كلمه نعم  في حال أن روح  ويجا وافقت ان تشارك في اللعبة لسؤالها عن غرض معين.

وبعد سؤال ويجا عن شيء ما يتحرك المؤشر أو القطعة إلى الأحرف وأصابع اللاعبين فوق القطعة بلطف دون ضغط أو شد أو تحريك، والأحرف التي تتوقف عليها القطعة يتم جمعها لتشكيل رسالة كاملة، و قد لا تكون سوى كلمة نعم أو لا.

ويقال أن أصل كلمة ويجا هو كلمة مصرية قديمة تعني "الحظ السعيد" وبحسب بعض اللاعبين فإنها "كانت تطلق على أحد الأشخاص الخيرين زمن الفراعنة"، والبعض يقول بأنها مشتقة من جمع كلمتي Oui ("نعم" بالفرنسية) وJa ("نعم" بالألمانية/الهولندية) أو من اسم مدينة وجدة المغربية المشهورة بالسحرة كما يقال.

للعبة تفسير من الناحية النفسية

والتقت سيريانيوز الباحث النفسي والاجتماعي أحمد جابر، حيث تحدث بداية عن طريقة تحرك القطعة في اللعبة معللاً ذلك بأن "الإنسان يسلك أحياناً سلوكاً من دون يعي بأنه هو من يسلكه، لأنه يريد إقناع نفسه بوجود قوة خارجية تقوم بذلك، وهذه خدعة إدراكية يمارسها الإنسان بنفسه، ومتعلقة بالعقل الباطن لتفريغ الشعور بالعجز عن حل المشاكل".

وعن سبب لجوء الشباب لهذه اللعبة قال جابر "عند تراكم المشاكل والعجز عن الوصول إلى الحل المنطقي، يلجأ الإنسان إلى الحلول الغير منطقية، وهي عبارة عن هروب من الواقع وترك حل المشاكل لأشخاص غير معروفين، يعطيهم الفرد الذي يشعر بالعجز، القوة والقدرة التي يفقدها لكشف الأمور وإيجاد الحلول، وبالتالي يقوم الشخص الذي آمن بهذه الأمور بإقناع نفسه بصحتها".

وعن الحصول على الأجوبة بوجود شخصين يلعبان ذات اللعبة، قال جابر "من الممكن أن يكون هناك تجاوب نفسي بين الأفراد، فالإيمان باللعبة والخدعة هو الذي يعزز الخدع الإدراكية".

وعن النتائج السلبية للعبة، قال جابر "عند وجود أشخاص مؤمنين إلى درجة كبيرة بهذه اللعبة، وأعطتهم هذه اللعبة نتائج خاطئة، فإن الشخص سيشك بمعتقداته ويبدي أجوبة اللعبة عليها، ما يؤدي إلى مغادرة الشخص للساحة المنطقية، ولجوئه لعالم الخيال لحل المشاكل، ويكون بذلك اختار الانفصال عن الواقع، ما يؤثر أيضاً على العلاقات الاجتماعية".

وصدر فيلم مصري منذ فترة يحمل اسم هذه اللعبة، تدور أحداثه حول مجموعة مكونة من 6 أصدقاء وصديقات أيام الجامعة يلتقون بعد التخرج في مدينة الغردقة، ويلعبون لعبة الويجا، وتبدأ تنبؤات اللعبة في التحقق وسط ذهول نتيجة كشف اللعبة لأسرار العلاقات بينهم وبين بعض الناس الآخرين.

ويحمل كل واحد من أبطال الفيلم اعتقاد معين فمنهم من يؤمن بالقدر ومنهم من يعتقد أن هذه اللعبة سحر وشعوذة ومنهم من تؤثر هذه اللعبة في عقله الباطن فيحرك أدوات اللعبة كما يرغب.

حازم عوض - سيريانيوز شباب


Powered By Syria-news IT