2009-09-02 02:45:57
محبس الزواج بين عازبين يصرون على وضعه.. ومتزوجين يعتبرونه حبسا يأسر حريتهم

يشكل محبس الخطوبة بنظر العازبين رابطا أبديا مع فتاة أو شاب الأحلام ودليلا على ارتباط الأحباء مع بعضهم مدى الحياة... وأمام تعقيدات المجتمع ومسؤوليات الزواج الكثيرة يرفض الكثير من الأهل فكرة الارتباط المبكر لأبنائهم وخاصة في مرحلة المراهقة,


وكرد فعل على ذلك أصبحنا نلحظ أن كثيرا من الثنائيات أصبحوا يتبادلون محابس ولو حتى من (الفالصو) في حفلات صغيرة تجمع أصدقائهم المقربين وطبعا دون معرفة ذويهم بذلك..

وفي حين يصر بعض العازبون على تبادل الدبل يتجنب الكثير من المتزوجين وضع المحبس متذرعين بأن اسمه وحده يدل على الحبس فضلا عن أنه يأسر الحرية ويساهم في تحجيم الرجل وسجنه وإبعاده عن الساحة الاجتماعية النسائية...

مخطوبين دون علم أهلهم

يقول زياد سعد طالب أدب انكليزي: "تقدمت لطلب الفتاة التي أحبها مرات عديدة ولكن طلبي كان دائما يواجه بالرفض تذرعا من قبل أهلها أني غير جاهز لتحمل مسؤوليات الزواج ومصاريفه, لذلك قررنا أنا والفتاة التي أحبها أن نخطب بعضنا ونلبس المحابس التي حفرت أسماؤنا عليها في حفلة جمعت أصدقائنا دون علم أهلنا".

ويضيف: "لبس المحبس وضعني خارج دائرة عادات العائلة التي تفضل زواج الأقارب وهذا أبعد العين عني ووفر علي الكثير من المشاكل".

محابس من الذهب الروسي

أما شيرين (21) سنة التي تنوي الزواج من عهد بعد قصة حب بدأت منذ أيام الطفولة ولا تساعدهما ظروفهما على الارتباط حاليا فقالت: "بحكم البيئة التي أعيش فيها أتعرض كثيرا لطلبات الخاطبات في الحفلات والأعراس وحتى في الشارع العام ورفضي المتكرر بدون مبرر يسبب لي إحراجا أمامهم".

وهذا الوضع كان يسبب الشجار بينها وبين زوجها المستقبلي عهد لذلك وجدت شيرين أن "أفضل حل وضع محبس من الذهب الروسي تجنبا لعروض الزواج المتكررة من قبل الخاطبات ودليلا لعهد على عمق محبتها وإخلاصها".

من حقنا تقرير مصيرنا

تحديا لعادات المجتمع وتقاليده قرر أنور وتالة (18) سنة الارتباط ببعضهما بعد أن رفض أهلهم تزويجهم ليس فقط بسبب صغر سنهم وإنما بسبب الفارق الاجتماعي الكبير بينهما.

وعن ذلك يقول أنور: "خطبنا بعضنا دون علم أهلنا ونحن نلبس المحابس أيضا لأن من حقنا تقرير مصيرنا ولا يحق لأحد التدخل في حياتنا الشخصية".

وعن المعاناة من هذا الموضوع والشك الدائم من قبل الأهل تتابع تالة: "أضطر لنزع المحبس من يدي فور دخولي للمنزل لكي لا تنكشف أموري أمام والدي, وأخبئه في حقيبة يدي كي لا يراه أحد مثلما سبق وحصل وتسبب ذلك لنا في مشاكل كبيرة, ولكنني رغم ذلك أصر على وضعه حفاظا على الوعد الذي قطعته لأنور".

تبادل المحابس بين العازبين يشكل مقدمة للزواج العرفي

المختصة في علم الاجتماع خولة أبو الهيجا اعتبرت أن "تبادل المحابس بين العازبين قد يشكل مقدمة للزواج العرفي وخاصة إن رفض الأهل الاستماع لأبنائهم وأصروا على رفض فكرة زواجهم ممن يريدون".

وتضيف "في الوضع السابق يصل الشباب إلى حالة من اليأس تدفعهم إلى الطرق غير الشرعية والزواج العرفي غير آبهين بالنتائج المحتملة".

"أتريدين أن ابقى خارج اهتمام الصبايا"؟

وفيما يصر بعض الشباب العازبين على وضع المحبس كدليل على عمق المحبة والارتباط الأبدي نرى على الجانب الآخر متزوجين وخاطبين يتعمدون نزع المحابس, ولدى سؤاله عن سبب عدم وضع المحبس قال رائد (33) سنة "أتريدين أن أغيّب نفسي، وأبقى خارج اهتمام الصبايا؟ ما زلت في عز الشباب والحياة أمامي ولا يمكن لامرأة أو لفتاة أن تكلم الرجل وترتاح معه في الحديث بعد أن تعرف انه خاطب أو متزوج أي انه ملك لامرأة أخرى؟".

واعتبر رائد أن خاتم الزواج من العادات التي فقدت معناها، وعلى رغم انه متحرر إلى هذا الحد، فهو يرفض أن تخرج زوجته إلى أي مكان دون أن تضع خاتم الزواج في إصبعها وفي ذلك يقول "المرأة غير الرجل فهي عرضة دائماً للتحرش، وخاتم الزواج يشكل رادعاً للمزعجين".

يخاف على انخفاض شعبيته بين الفتيات

وليس رائد وحده من يرفض وضع المحبس حيث قالت زينب متزوجة ولديها طفلان إن "زوجي يرفض وضع المحبس في يده خوفا على انخفاض شعبيته من قبل الجنس اللطيف, متذرعا بحجج واهية مثل أنه ينسى المحبس على طاولة الطعام أو على مغسلة اليدين أو تحت الوسادة, ولكنه رغم ذلك لا يتقبل عدم وضعي للمحبس لأن المرأة تختلف عن الرجل على حد تعبيره".

"التمس خاتما من حديد.. والألماس فرقنا"

وفي بعض البيئات يعتبر خاتم الخطبة دليلا على تقدير الشاب لعروسه مثلما قالت ديانا (25 سنة) التي انفصلت عن خطيبها بسبب رفضه إحضار محبس ألماس من إحدى الماركات المعروفة جدا.

وفي ذلك تقول "أصرت أمي على استبدال محبس خطوبتي بمحبس من الألماس كالذي لبسته ابنة خالتي يوم خطبتها وعندما طلبت ذلك من خطيبي السابق رفض بشكل قطعي معتبرا ذلك من المظاهر الخادعة التي لا داعي لها, ما سبب لنا الكثير من المشاكل وأدى بالنهاية إلى انفصالنا عن بعض".

رفض وضع المحبس يرد للشخصية النرجسية للزوج

وعن الأسباب الكامنة وراء رفض المتزوجين لوضع محبس الزواج قالت المختصة في علم النفس د.منال الشيخ لسيريانيوز إن "رفض وضع المحبس له أسباب نفسية ترد للشخصية النرجسية للزوج وحبه لأن يكون دائما محط أنظار الفتيات وإعجابهن, والمحبس هنا قد يعرقل هذا الأمر فيحاول الرجل خلعه ليصل إلى غاياته, أما السبب الثاني لرفض وضع المحبس قد يكون من باب ديني يتعلق بأمور الطهارة, أو اعتبار المحبس شيء مادي قد يعيق الإصبع ويزعج الشخص عند وضعه".

وتتابع د.الشيخ "وقد نجد على الجانب الآخر متزوجين يحبذون وضع المحبس معتبرين أن وجود الخاتم هو ميزة جيدة فالرجل المتزوج يعد متميز في نظر الفتاة العزباء وله شخصية جذابة, فضلا عن اعتقادهم أن المحبس يمثل رابطة أبدية بين الزوجين ويدل على مقدار إخلاص الزوجين لبعضهما".

أروى الباشا – سيريانيوز شباب


Powered By Syria-news IT