2009-08-20 02:35:03
شباب: الجيل القديم غير قادر على مجاراتنا حتى في التفكير وهم غير قادرين على التكيف معنا

يرى بعض الأهالي أن الجيل الجديد جيل "متمرد ومتهور وغير قادر على تحمل المسؤولية", متهما التكنولوجيا بأنها "ساهمت بهذا الأمر إلى حد بعيد", فيما يرى شباب أن "الجيل القديم غير قادر على مجاراة جيلهم حتى في التفكير" وأنهم "غير قادرين على التكيف مع الأفكار الجديدة".


أهالي: الجيل الشاب متمرد ومتهور وغير مبال

وسهيل الحلبي يبلغ من العمر 60 عاما واحد من الاهالي الذي يرى أن "الجيل الشاب غير قادر أو مؤهل لتحمل المسؤولية التي قد تضعه الحياة في مواجهتها", عازيا ذلك إلى طريقة التربية التي اعتمدها الأهل حديثا تجاه أبنائهم "ما يجعلهم غير مؤهلين لتحمل مسؤولية واجبة عليهم".

وعما إذا كانت التكنولوجيا أثرت في شباب اليوم بشكل سلبي, يقول سهيل "على الرغم من أن التكنولوجيا الحديثة أدت العديد من الخدمات إلا أنها أفسدت هذا الجيل بكثرة وجعلته أكثر تطلبا", مضيفا "نحن نعيش في عصر قدم لجيل الشباب كل ما يريد على طبق من ذهب لكنه لم يعرف كيف يستفيد من ذلك بالشكل الأمثل".

ودعا الحلبي إلى انه "يجب على الأهل الاهتمام بالجيل الناشئ, لان إهماله سيؤدي بالمجتمع إلى التفتت".

بدورها, قالت ليلى (مدرسة) "لا اعتقد انه يوجد لدينا جيل يبشر بمستقبل مزدهر لانعدام الطموح لديه, فجيل اليوم يريد كل شيء دون تعب", معللة ذلك بان "هذا الجيل لم يعش صعوبة الحياة ومتطلباتها حتى يعرف معنى المسؤولية, فهو يبحث عن حقوقه متجاهلا واجباته".

وأضافت ليلى أن "جيل اليوم يغلب عليه التمسك بقيم وعادات غريبة باسم التطور ومماشاة الواقع", لافتة إلى أن "جيل الأمس على الرغم من تواضع إمكانياته وصعوبة حياته إلا أنه ابرز العديد من الأدباء ورجال العلم البارزين وهي مقاربة من الصعب أن تتحقق اليوم إلا بمعجزة".

من جهته, قال أبو حمد "هذا الجيل غير مبال أبدا بكل ما يحيط به, انه يرزح اليوم تحت ثقل المسؤولية فلا يستطيع أن يحملها بالشكل الأنسب".

ووصف أبو احمد الجيل الشاب بانه جيل الفكاهة والسلبية وابعد ما يكون عن المسؤولية, لافتا إلى انه "عندما ينظر إلى الجيل الشاب يرعبه شكلهم وطريقة لباسهم وتسريحاتهم, ليشعر بالخطر الذي يتهدد الجيل الناشئ بعد أن طغى عليه القيم المستوردة".

وأشار أبو أحمد إلى أن "التكنولوجيا التي كثر استخدامها اليوم جعلت الشباب يعيشون في عوالمها الخاصة المزيفة التي لا تطلب منهم بل تعطيهم قدر ما يريدون خلافا لجيلهم الذي اعتاد دائما السعي خلف ما يريد وبذل أقصى جهده لتحقيق طموحه".

"الجيل الجديد بحاجة إلى من يدفعه إلى الأمام"

بالمقابل يرى آخرون إن الجيل الجديد قادر على تحمل المسؤولية إن كلفوا بها أو وقعوا تحت ضغطها, مشيرين إلى أن هذا الجيل بحاجة إلى من يدفعه إلى الأمام.

وقالت أم سعد الدين لسيريانيوز انه "لا يمكن أن نجزم بان هذا الجيل غير مسؤول فكلما تقدم هذا الجيل بالعمر سوف يحس بالمسؤولية أكثر", معتبرة أن "فترة الدراسة الطويلة على الرغم من أنها تزود شبابنا بالمعرفة والعلوم التي كنا نفتقدها إلا أنها لا تصقل الشاب في خبرات الحياة بشكل جيد ما يجعله جيل طائش".

وأضافت "كنا أكثر إدراكا لمستقبلنا أما الآن فهذا الجيل يحتاج لمن يدفعه للأمام", منوهة بان "الثقة موجودة بجيلنا الفتي والأمل كبير بأنه يعرف ما يريد, لكن علينا نحن من موقعنا كاهل أن نعطيه المجال لكي يحقق طموحاته".

بدورها, قالت سميرة ربة منزل إن شباب اليوم قادرون على تحمل المسؤولية إن كلفوا بها أو وقعوا تحت ضغطها".

وأضافت سميرة أن "ظروف الحياة ومجرياتها هي من تضع الشاب في إطار المسؤولية أو تخرجه منها", لافتة إلى أن ولدها الشاب تحمل مسؤولية عائلتها بأكملها بعد طلاقها من زوجها".

 من جهتها, قالت أم سعيد إن "هذا الجيل قادر على تحمل المسؤولية بكل إطاراتها إن نحن خففنا عنه القيود التي تحد من حريته ومنحناه الثقة التي يحتاجها", مضيفة أن "ما وصل إليه جيل اليوم من تقدم علمي وتقني وتكنولوجي ساهم في رفع الوعي عنده أكثر من السابق بما يحيط به".

الشباب: الأهل لا يستطيعون مجاراة جيلنا.. وهم غير قادرين على التكيف معنا

من جهتهم, يرى شبان إن الأهل يتحملون مسؤولية فيما وصل إليه الجيل من تهور وتمرد, فيما ذهب البعض الآخر إلى ابعد من ذلك مشيرين إلى أن الأهل لا يستطيعون مجاراة جيلهم حتى بالتفكير, وأنهم غير قادرين على التكيف مع الأفكار الجديدة.

وحمل عماد الأهل مسؤولية ما وصل إليه جيل اليوم من تهور وتمرد, قائلا "يوجهون لنا اتهامات بعدم المسؤولية غير مدركين أنهم طرف أساسي فيما وصلنا إليه".

وأضاف عماد أنهم "لم يسمحوا لنا بتحمل المسؤولية منذ البداية باعتبارنا صغارا وبحاجة للتوجيه المستمر من قبلهم مهما امتد بنا العمر".

من جهتها, قالت جمانة إن "الثقة التي يفتقدها جيلنا شرط ضروري لكي نعي مسؤولياتنا وندافع عنها", لافتة إلى أن "المسؤولية التي يريدون منا أن نتحملها تحتاج إلى قدرة كبيرة واستعدادات اجتماعية ونفسية لم يمنحونا إياها بالشكل الأمثل لكن عندما تتحقق هذه الاحتياجات سنكون أكثر قدرة على تحمل مسؤولياتنا".

بدوره, وجد أحمد 23 عاماً أن "أهله غير قادرين على استيعابه، مضيفا أن "الأهل لا يستطيعون مجاراة جيلنا حتى بالتفكير، وهذا ليس انتقاص من قدراتهم العقلية، بل عدم قدرتهم على التكيف مع جيل جديد بأفكار جديدة، أو عدم قدرتهم لقبول فكرة أن هذا الجيل قد يكون يحمل أشياء ايجابية وأفكار صحيحة، بثوب مختلف عما اعتادوه".

وتابع " أبي يشك حتى بأصدقائي، مع انه لا يعرفهم، و يمنعني من الخروج معهم، ما يؤدي في بعض الأحيان إلى عصياني والهروب من المنزل، أو الكذب عليه وادعائي بعكس ما أقوم".

خبير: نظرة الجيل القديم للجديد تندرج ضمن صراع الأجيال

قال الخبير النفسي والاجتماعي أسامة خليفة إن "الجيل القديم ينظر إلى نفسه على أنه أكثر قدرة وأكثر معرفة ومسؤولية", مضيفا أن "المسؤولية في الحقيقة مكتسبة وتختلف من فرد لفرد، وهي ليست واحدة لدى الجميع، فيمكن أن نجد شاب مسؤول وشاب غير مسؤول لأن المسؤولية هي صفة فردية، ولا يمكن أن نطلقها عل كل الجيل".

وأضاف خليفة أن "المسؤولية تتعلق أيضا بحجم الحرية المعطاة للفرد، فان كان الجيل القديم وهو المسؤول عن التربية، لا يقدم مجال جيد من الحرية للجيل الجديد ولم يعلًمه كيفية اتخاذ القرارات المناسبة، فإن الجيل الجديد سيكون عديم المسؤولية، وهي في النهاية تقع على عاتق الجيل المربي".

ولفت الخبير النفسي والاجتماعي إلى أن "نظرة الجيل القديم للجديد تندرج فيما يسمى بصراع الأجيال, وهذا الصراع لا يمكن اعتباره سلبيا وإنما هو حراك ايجابي", لافتا إلى أن "قضية صراع الأجيال تتعلق بالعادات والتقاليد وتمسك الآباء بها وعصيان الشباب لها".

وعن التكنولوجيا وتأثيرها السلبي على جيل الشباب, قال خليفة إن "التكنولوجيا هي المتهمة دائما, علما أن التكنولوجيا حيادية ويمكن أن تستخدم في كافة المجالات والنواحي السيئة والجيدة".

وأضاف خليفة أن "الجيل الشاب الجديد هو الأكثر استخداماً للكومبيوتر والأكثر معرفة به، وهذه القدرة تجعل هذا الجيل متفوق على الجيل القديم وهي بالتالي ليست ميزة سيئة، بل العكس لأننا بصدد التطور والتكنولوجيا عموماً هي التي تدفع المجتمع للتطور".

بشرى البودي، حازم عوض- سيريانيوز شباب


Powered By Syria-news IT