2009-08-18 02:09:41
بعد ساعات من الانتظار، تأجيل امتحان بدون سبب

بعض أولياء الأمور: فوضى وتخبط وعدم وضوح في قرارات المعهد

القائمون على المعهد: لا سلطة لدينا للإدلاء بأية تصريحات

عبر أولياء أمور طلاب معهد صباح فخري للموسيقا في حلب عن تذمرهم من قرار تأجيل امتحان القبول للطلاب المستجدين في المعهد إلى ما بعد عيد الفطر السعيد.


"هيك أجتنا التعليمات"

أعربت أم لارا، وهي والدة أحد الطلاب المستجدين، وخريجة المعهد ذاته، "عن أسفها لقرار تأجيل الإمتحان، معتبرة ذلك استهتاراً بأولياء الأمور الذين سئموا الإرتياد على المعهد لمعرفة الإجراءات المعقدة التي فرضت هذه السنة لتسجيل الطلاب المستجدين".

وأضافت السيدة قائلة: "اضطررت لإحضار ابني من المخيم لكي لا تضيع عليه الفرصة الوحيدة للتسجيل، لكني فوجئت بهذا القرار الغير مسؤول، إنه من المؤسف حقاً أن أرى المعهد الذي كنت افتخر بالتخرج منه تسوده الفوضى بهذا الشكل".

وتنص شروط التسجيل في المعهد، إخضاع الطلاب المستجدين "لدورة تأهيلية"، يتم في نهايتها فحصهم من قبل لجنة من دمشق برئاسة مدير المعهد العربي للموسيقا جوان قره جولي لتحديد الطلاب الناجحين الذين يحق لهم التسجيل في المعهد.

وأعرب رافي، والد إحدى الطالبات، "عن خيبة أمله من جهة عدم إلتزام المعهد بالمواعيد بشكل عام، عازياً ذلك إلى حالة التخبط الذي يعيشه المعهد، وعدم تمكن العاملين من الإجابة على استفسارات الأهالي مكتفين بكلمة (هيك أجتنا التعليمات)".

وقد تجمع العشرات من أهالي الطلاب المستجدين منذ الساعة 9:30 من صباح يوم الأحد أمام مدخل المعهد وفي أروقته وداخل غرفه، لعدم وجود قاعة انتظار تتسع لهم، بانتظار لجنة الفحص القادمة من دمشق، وبعد طول انتظار وتوافد العشرات أعلنت إدارة المعهد تأجيل الامتحان استناداً إلى "مكالمة هاتفية وردتهم من المعهد العربي للموسيقا" (معهد صلحي الوادي) وهي الجهة المسؤولة عن المعاهد الموسيقية في القطر، وذلك عند الساعة 11:45 ظهراً تقريباً.

وهو ما نفته هيفا بيروتي مديرة مكتب مدير المعهد العربي للموسيقا جوان قرهجولي: "التي بينت بأنه تم تأجيل الامتحان بناءاً على كتاب رقم 313 تاريخ 11\8\2009 قد أرسل إلى معهد حلب منذ ذلك التاريخ بالفاكس".

"دوام إداري لأولياء الأمور"

وعبرت إحدى أولياء الأمور عن استياءها من "(تخبيص) هذه السنة" مشيرة إلى "معاناتها" في القدوم إلى المعهد يومياً "كموظفة دوام إداري" لمعرفة التفاصيل التي تتغير كل يوم.

وأضافت شاكية: "أنا والدة طفلة في الرابعة من عمرها، اضطر لوضعها عند جاراتي للمجيء إلى المعهد والاستفسار عن آخر المستجدات، وأنا على هذه الحالة منذ 20 يوماً، وأطالب الوزارة براتب شهري لقاء دوامي في المعهد".

وقالت والدة طالبة مستجدة: "تتميز هذه السنة الدراسية في المعهد بالتخبط وعدم الوضوح، فلا يوجد منهاج مقرر للدراسة وكل مدرس يعطي على هواه، وقد استوفى المعهد في البداية رسم الدورة والبالغ 1000 ل.س.

ثم أعادوه لنا بحجة إلغاء الدورة، ثم عادوا وطالبوا بالمبلغ لإعادة تثبيت الدورة وهلم جرى، فهل هناك من يستطيع إخبارنا بما يجري؟".

وتبلغ قيمة التسجيل لسنة دراسية واحدة في العهد 2500 ل.س.، وهو ما اعتبره البعض "مبلغاً رمزياً بالمقارنة مع الدروس الخصوصية التي تصل إلى 500 ل.س. للساعة الواحدة أحياناً".

"طموح معلق على 3 دقائق"

ولم تخفِ السيدة هالة، إحدى أولياء الأمور، "قلقها من ربط آمال وطموحات الصغار بـ 2 أو 3 دقائق من الامتحان"، مشيرة إلى مخاوفها من "إمكانية ارتباك الصغار بحضور اللجنة الغريبة عنهم". مطالبة إخضاعهم للامتحان من قبل مدرسيهم "الذين تعود الأطفال عليهم".

وتساءلت هالة: "هل من المعقول دعوة أطفال بعمر 7 إلى امتحان لا وجود لأسئلة معينة له، ولا حتى موعد محدد، ولا طريقة واضحة، هل يستطيع الطفل تحمل أجواء الفحص؟".

ووفق شروط هذا العام فإنه يتم قبول الطلاب المستجدين في المعهد من مواليد عام 2002 فقط، أما بالنسبة لباقي الأعمار فيشترط الحصول على استثناء قبول من المعهد العربي للموسيقا في دمشق (الجهة المسؤولة) ولا يحق لهؤلاء المشاركة في الدورة التأهيلية وإنما يتم إخضاعهم للامتحان مباشرة.

وأوضحت بيروتي: "بأنه تمت الموافقة على جميع طلبان الاستثناء لهذا العام".

مخاوف من "مدرسة اختصاصية"

وأبدى مالك، ولي أمر أحد الطلاب المستجدين، انزعاجه من "ضبابية" قرارات السنة الجديدة، مشيراً إلى بعض "الأنباء التي تتحدث عن عزم الوزارة على تحويل المعهد إلى مدرسة تخصصية للموسيقا وإلزام الطلاب على الاختيار بينها وبين المدارس الابتدائية، وهو قرار يقصي كل من يحاول دراسة الموسيقا كهواية".

وأضاف مالك: "لا أعتقد أن يرضى أحدنا إبعاد ابنه عن الدراسة، بداعي احترافه الموسيقا".

إعلان تأجيل دون ذكر الأسباب

وتباينت الاحتمالات حول سبب تأجيل الامتحان عند أولياء الأمور في ظل غياب السبب في إعلان التأجيل الذي علق في الساعة 12:00 ظهراً من يوم الأحد على اللوحة الموجودة عند المدخل أو لدى القائمين على المعهد.

فمنهم من أعزى ذلك "لغربلة الطلاب المستجدين الذين فاق عددهم طاقة استيعاب المعهد، عن طريق إتعاب الأهالي (بالروح وتعى)"، ومنهم من أرجحه "للفوضى العارمة التي تسود المعهد هذا العام".

وقد بلغ عدد الطلاب المستجدين المتقدمين لهذا العام 420 طالباً، في حين "لا يتسع المعهد سوى لربع هذا العدد تقريباً".

أسئلة بدون إجابات

ولدى محاولتنا الحصول على إيضاحات وإجابات من القائمين على المعهد في حلب، حول استفسارات أولياء أمور الطلاب، قوبلنا برفض التعاون أو الإجابة على أي سؤال بحجة "أن المعهد تابع لمديرية المعهد العربي للموسيقا في دمشق، وبالتالي فإن موظفي المعهد هم موظفون تنفيذيون ولا سلطة لهم للإدلاء بأي تصريح".

سركيس قصارجيان - سيريانيوز - حلب


Powered By Syria-news IT