2009-08-15 23:41:38
أسامينا.. شو تعبوا أهالينا تلقوها.. هم تعبوا في اختيارها وأتعبوا أولادهم فيها

يقال أن لكل امرؤ من اسمه نصيب.. فالاسم يدل على شخصية صاحبه وكثيرا ما يعكس معناه صفة حامله بشكل أو بآخر.

وفي كثير من الأحيان تكون الأسماء مجالا لتعبير الأهل عن توجهات سياسية معينة عن طريق تسمية الأبناء على أسماء الزعماء والقياديين تيمنا بشخصياتهم وإعجابا بها.


وفي أحيان أخرى يختار الأهل أسماء مواليدهم على أسماء الوالد أو الوالدة اعتقادا منهم أن تسمية الأبناء بأسماء أجدادهم يدل على نوع من التبجيل والاحترام للأجداد وطريقة لتخليد ذكراهم بعد موتهم.

وبينما يشعر بعض الناس بالرضا عن أسمائهم نجد على الجانب الآخر من يمقت والديه ويكرههم لاختيارهم له اسم "ختايري" أو غريب ما يسبب له إحراجا وخاصة في الأوساط الشبابية, وهنا يكون الملجأ الوحيد للأشخاص الذين لا تعجبهم أسمائهم هو اسم الدلع وربما يصل الحال في بعض الأحيان إلى تغيير الاسم بالكامل في المحكمة واختيار اسم عصري لا يمت للاسم القديم بصلة...

اسمي عرقل هجرتي إلى أمريكا

هتلر من الناس الذين سبب لهم اسمهم إحراجا كبيرا فبمجرد أن يقول الاسم حتى يصاب كل من حوله بالذهول أو الاعتقاد بأنه يمزح إذ لم يكن أحد يصدق أن هتلر هو اسمه الحقيقي.

ويقول هتلر: "هذا الاسم لم يسبب لي إحراجا فحسب وإنما مشاكل كثيرة وخاصة إن أردت السفر من بلد لآخر بسبب طبيعة عملي التي  تحتم علي ذلك".

ويضيف أنه "في كل مرة كنت أسافر فيها كنت أنتظر لمدة تزيد عن خمس ساعات على الحدود لإنهاء إجراءات جواز السفر كون اسم حامل الجواز يشير إلى شخص نازي فضلا عن التحقيقات من قبل الشرطة والاستجوابات المرهقة لي بالذات من بين كل المسافرين".

ويشير إلى ان اسمه عرقل عليه الهجرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية التي سافر إليها كل أشقاءه ما عداه كونه يحمل هذا الاسم.

من هتلر إلى أسامة بن لادن..!

 ونتيجة كل هذه التعقيدات التي واجهته وعرقلت حياته وعمله قرر هتلر تغيير اسمه بشكل رسمي بالمحكمة وفعلا تم الأمر بعد توكيله لمحامي حيث استغرقت مسألة التغيير أكثر من سنتين ليصبح اسمه الجديد أسامة غير مدرك لظهور إرهابي جديد على حد زعم الولايات الأمريكية يدعى أسامة بن لادن بعد تفجيرات 11 سبتمبر عام 2001.

ويتابع: "هنا بدأت رحلة جديدة من المعاناة في حياتي حيث أصبحت أتعرض لضعف المسائلات القانونية التي كنت أتعرض لها في السابق وأثيرت حولي كثير من الشكوك جميعها دارت حول الاحتمالية الكبيرة لكوني إرهابي من تنظيم القاعدة بعد أن أصبحت أحمل اسمين لشخصيتين إرهابيتين في الأوساط الدولية".

"اسم (ختايري) من أول عمري"

تستاء حلا (22) عاما من اسمها وتحمل من الآن هم أن تصبح جدة لها أحفاد وتتساءل متعجبة كيف سيناديها أحفادها "تيتة حلا" وتجيبها صديقتها صبحية أليس هذا أفضل من أن يسميك أهلك اسم "ختايري" من أول عمرك؟

وتقول صبحية إنها "تكره اسمها كثيرا ولا تراه مناسبا لفتاة في العشرينات من عمرها وكثيرا ما تشعر بالخجل عندما تتعرف على أحدهم وتضطر لقول اسمها".

لذلك قررت صبحية أن يكون لها اسمين مختارة اسم رولا كاسم دلع يناسبها بدلا من اسمها الحقيقي وبهذا تكون قد تخلصت بشكل جزئي من اسمها الحقيقي الذي تكرهه.

 تكره جدتها لأنها كانت السبب في تسميتها

وتشير إلى أنها "كثيرا ما تشعر بالغيرة من الفتيات اللواتي يحملن أسماء جميلة وتلقي اللوم على والدها في اختيار هذا الاسم القديم وتقول إنها تكره جدتها لأنها كانت السبب في انتقاء والدها لاسمها ظنا منه أن هذه المبادرة تعبر عن كثير من الاحترام والتقدير لأمه".

وليست صبحية وحدها من تحمل اسمين بدلا من اسم واحد تمردا على الاسم الحقيقي الذي اختاره أهلها حيث قالت آمنة ملحم (خريجة إعلام) إن اسم آمنة هو اسمها على الهوية فقط أما الاسم المتعارف عليه بين أهلها وأصدقائها فهو صفاء.

وتضيف: عندما يصبح لدي أولاد في المستقبل سأسميهم  بأسماء عصرية يشعرون بالفخر بها لكي لا تكون أسماؤهم سببا في تعاستهم وإحراجهم أمام أصدقائهم.

"اسمي سبب لي حالة اكتئاب استمرت لأكثر من شهر"

وتتعدى التسميات أسماء الأجداد والجدات لتصل إلى الحيوانات أحيانا وهنا يكون الوضع أشد تعقيدا مثلما بينت ذيبة (23) عاما حيث قالت إنها "تعتزم تغيير اسمها بشكل رسمي في المحكمة لتتخلص منه بشكل نهائي لشدة ما سبب لها من إحراج".

وأضافت: "في الجامعة كنت أضطر للكذب على أصدقائي وأقول لهم أن اسمي ديما وفي إحدى المرات بينما كنا أمام لوحة الإعلانات الخاصة بالامتحانات اكتشف أصدقائي اسمي الحقيقي وانفجروا ضاحكين وبدءوا بالتهكم على اسمي وذلك سبب لي حالة اكتئاب استمرت لأكثر من شهر إلى جانب التغيب عن الجامعة تجنبا للإحراج وهمسات وضحكات الطلاب".

الخلاف على الاسم كان سيسبب طلاقهما

أما أسماء وخليل فتزوجا بعد قصة حب طويلة وقررا تسمية مولودتهما باسم يحمل الحروف الأولى من اسم الأم والحرفين الأخيرين من اسم الأب ليكون اسم طفلتهما أسيل.

وفي حين زاد اسم أسيل من الود والمحبة بين والديها فإن اسم المولودة الجديدة (صفد) كان سيسبب طلاق والديها لأن الأم عارضت هذا الاسم مقابل إصرار الأب الشديد على تسمية الفتاة باسم يحمل طابع وطني, وفي ذلك قالت أمها "في النهاية قررنا تسميتها أمل بعد إقناع لزوجي بأن هذا الاسم وطني أيضا على أمل العودة إلى مدينة صفد الفلسطينية".

المسلسلات التركية لعبت دورا كبيرا في اختيار الوالدين لأسماء أبنائهم

المختصة في اللغة العربية ميسم صواف قالت لسيريانيوز "في السابق كان الناس يفضلون تسمية أبنائهم على أسماء الأجداد ظنا منهم أن ذلك يعبر عن احترام وتقدير من قبلهم لآبائهم أما الآن فقد خفت هذه الظاهرة إلى درجة كبيرة وأصبحنا نلحظ أن الناس أصبحوا يفضلون تسمية أبنائهم بأسماء أجنبية ظنا منهم أنها تعبر عن الرقي والتحضر الاجتماعي.

وتعزي صواف سبب "نفور" الناس من اللغة العربية إلى "الغزو الفكري والثقافي الغربي الذي نعيشه الآن في ظل الفضائيات إضافة إلى جزالة بعض الأسماء مثل خديجة وزليخة".

مشيرة إلى أن المسلسلات المدبلجة والتركية التي تعرض مؤخرا "لعبت دورا كبيرا في اختيار الوالدين لأسماء الأبناء لإعجابهم بشخصية إحدى أبطال المسلسل وخاصة بعد طرح هذه المسلسلات باللهجة السورية حيث أصبحت أسماء المواليد الجدد تتنوع بين لميس ويحيى ومهند وبانة وهلم جرة".

أروى الباشا – سيريانيوز شباب


Powered By Syria-news IT