2009-08-04 01:58:30
فتاة كفيفة تتفوق في امتحانات الشهادة الثانوية وتحمل الأنظمة "البالية" في التربية فقدان العلامة الكاملة

تمكنت فتاة كفيفة من مدينة القامشلي في الحسكة من النجاح بتفوق في امتحانات الشهادة الثانوية الفرع العلمي للعام 2009 وتحصيل مجموع قدره 226 درجة, إلا أنها أرجعت فقدانها للدرجات الـ 14 المتبقية إلى أنظمة وزارة التربية "البالية" في التعامل مع المكفوفين إثر إختيار خريج معلم صف لا يفقه برموز المواد العلمية لكتابة أجوبتها وتلقينها الأسئلة.


وقالت الطالبة دلال عبد الحميد عباس لـسيريانيوز "أنا كفيفة منذ الخامسة من العمر ولم يبق في ذاكرتي من أمور الحياة إلا الألوان التي وزعتها على أيام الأسبوع ، فأرى السبت زهري ، والأحد أخضر فاتح والاثنين بني غامق والثلاثاء أبيض والأربعاء بني فاتح والخميس أحمر والجمعة أخضر " ، مضيفة أنه "حاولت أن أعوض البصر بالبصيرة والعلم واستطعت أن أتفوق في امتحانات الشهادة الإعدادية فأحرزت مجموع وقدره 267 من 290 وشعرت بأني نلت حقي لكن الآن مع تقديمي لامتحانات الشهادة الثاوية العامة فرع العلمي شعرت بالغبن والظلم من حولي بعد أن فقدت الكثير من الدرجات نتيجة الأنظمة والقوانين الضيقة والبالية التي تحكم عمل وزارة التربية".

وعن تجربتها مع امتحانات هذا العام قالت دلال إن "اليوم الأول للامتحان شهد تقدمي لمادة العلوم إذ تم وضع مراقب أو مدون يقرأ لي وأنقله الإجابة اختصاصه معهد صف", مشيرة إلى أن "هذا المراقب لم يكن يستطيع تدوين أي من الرموز عندما كنت أنقله الأمور الخاصة بمسألة الوراثة لأنه لا يفقه شيئا بها وكذلك الأمر بالنسبة للفيزياء والرياضيات والكيمياء إذ كانوا يضعون لي معلم خريج معهد لاعلم له بالرموز سواء اللاتينية في الرياضيات أو الفيزيائية والكيميائية".

وأضافت أنه "رغم محاولاتي الكثيرة واعتراضاتي المتكررة لجميع المعنيين سواء في الوزارة أو غيرها على فقداني للعديد من الدرجات جراء هذه الممارسات كان الجواب الجاهز أن الأنظمة تقول أن الطالب الكفيف يجاوب عنه مدرس خريج معهد إعداد معلمين أو صف خاص فقط ولا يجوز تعيين مدرسين جامعين أو اختصاصاتهم قريبة من هذه المادة .

وأردفت أن "الطامة الكبرى كانت عندما خصصوا لامتحان اللغة الإنكليزية مدرس صف لغته فرنسية إذ بدأ يلقنني الأسئلة بلفظ ركيك لم أفهم منه الكثير فاعترضت ولم أكتب شيء ومضى حوالي الساعة والربع من الوقت وأنا لم أكتب شيء ", مشيرة إلى انه "مع إلحاحي تم تبديل الملقن بمعلم صف لغته إنكليزية وعندها لم يبق من الوقت إلا ثلاثة أرباع الساعة استطعت خلالها أن أحرز 23 من 30 وأنا واثقة أن 7 درجات سببها الأخطاء التي وقع بها المعلم أثناء تلقيني له للإجابات" .

وأحرزت دلال في امتحانات الشهادة الثانوية الدرجة الكاملة بمادتي اللغة العربية والتربية القومية كونها مواد نظرية لا تحتاج لرموز.

ومن جهته, قال مدرس دلال لمادة الفيزياء وليد حمرا لـسيريانيوز إن "مستوى الطالبة متميز جداً لكنها تعرضت للظلم نتيجة أنظمة التربية لأن خطأ في كتابة الرمز ش م بطريقة شم لا يغفره سلم التصحيح أبدا والأمر ذاته يندرج على باقي الامواد العلمية".

ولم يكن مدرسها لمادة الرياضيات عبد الباقي يوسف بمنأى عما ذهب إليه مدرس الفيزياء عندما قال إن " دلال حصلت على العلامة التامة في 15 اختبار أجريته لها ، وما حصل معها هو ظلم كون معلم الصف لا يعرف الرموز اللاتينية المستخدمة في الرياضيات ، ومايدل على تميزها حصولها على درجة 56 في الاختبار النظري وهذا ما توقعته لها بعد مراجعة الإجابات معها بعد الامتحان لكننا تفاجئنا بالعلامة 43 وهي نتيجة أخطاء المعلم ".

ومن جانبه, قال مدرس مادة اللغة الإنكليزية ياسر الحسين إن " دلال مستواها يوازي مستوى أستاذ في اللغة الإنكليزية فهي ضليعة في الترجمة والقواعد ومتميزة جداً في هذه المادة ، ومن المؤسف أن تخسر 7 درجات نتيجة أخطاء الملقن والضغط النفسي الذي تعرضت له أثناء تقدمها للمادة".

وبدورها شكت والدة دلال حالها وابنتها لسيريانيوز وقالت إن" دلال فتاة متميزة بين أبنائي وهي كانت معلمة لكل الطلبة الذين حولهاا ، وأنا كنت على ثقة من إحرازها العلامة التامة لكن هذا الحلم تلاشى نتيجة أنظمة الوزارة التي طرقنا أبوابها لكن لم نسمع الرد المناسب ووقعنا ضحية هذه القرارات لذلك ما أتمناه أن نرى من يساعد دلال في تحقيق حلمها بدراسة الطب ومقابلة السيدة أسماء الأسد " .

وعن أحلامها, قالت دلال "لدي ثلاث أحلام دراسة الطب ولقاء السيدة أسماء الأسد وإعادة نعمة البصر كون احتمال شفائي وارد جداً لكن بحاجة لتكاليف باهظة " .

أيهم مرعي – سيريانيوز شباب – الحسكة


Powered By Syria-news IT