2009-08-02 16:03:48
المساكنة ظاهرة يرفضها المجتمع السوري ولكنها باتت موجودة

بقيت المساكنة إلى اليوم ظاهرة غير مألوفة وغير معلن عنها لدى الكثير ممن يقومون بها، وتعرف المساكنة بأنها عقد شفهي بين ذكر وأنثى عازبين يلتزمان فيه بالعيش المشترك في بيت واحد من دون عقد زواج.


ومن الطبيعي ان يرفض المجتمع السوري فكرة المساكنة لأنه من المجتمعات المحافظة ويعتبر هذه الظاهرة غريبة عن عاداته وتقاليده، ولكن هل يعني ان هذه الظاهرة غير موجودة في سورية؟

المساكنة ليست سرية بالكامل

الوقائع التي لمسناها تقول بان الحالة موجودة ومنتشرة بين بعض الشباب، ولكن لا يوجد تحديد دقيق لنسبتها، ولكنه من خلال انجاز هذا التحقيق لم يكن صعبا علينا التعرف على العديد من الحالات التي تقع تحت هذا العنوان.

ترى ريم 23 التي تسكن مع صديقها فادي منذ أكثر من 8 أشهر أن "ليس بالضرورة أن تكون المساكنة سرية بشكل كامل، فكل أصدقائي يعلمون أنني أسكن مع صديقي والسرية فقط من جانب الأهل، لأن عاداتنا وتقاليدنا لا تسمح لنا بذلك".

وتابعت "المساكنة مفيدة في كثير من الأمور، وخاصة من ناحية التعرف على الشريك المراد الارتباط به عن قرب، ما يؤدي إلى اتخاذ قرار الارتباط بعد دراسة جميع الأمور"، موضحة أنها "تزوجت صديقها بالمساكنة بعد حوالي 8 أشهر".

وعن سبب رفض المجتمع لهذه الظاهر ترى ريم إن "كل شيء يروج في منطقتنا الشرقية نعزيه للغرب، وهذا كلام غير منطقي وناتج عن تقوقع الشرقيين على أنفسهم وكرههم غير المبرر للغرب، المساكنة موجودة من قبل الإسلام ولم تأت من الغرب".

فقدت عذريتي ولست نادمة

وحسب تجربة هيا البالغة من العمر 23 عاما قالت إنها "جربت المساكنة وفقدت عذريتها وليست نادمة", مضيفة أنها "انفصلت عن شريكها بالمساكنة لأسباب منطقية وفي حال قررت الارتباط مرة أخرى لن تفكر بعملية إعادة عذرية وستصارح الطرف الآخر بهذا الموضوع".

وبينت هيا أن "أفكارها خارجة عن العادات والتقاليد لكنها خارجيا تحاول أن تتماشى معها لكي ترضي المجتمع ولو كانت في مجتمع لا يستنكر هذا الشيء لأعلنته", مشيرة إلى أنها "انفصلت عن شريكها لأنه مطلق ولديه ابنه صغير بحاجة إلى أن يكون بجانبه وليس لأن التجربة فشلت لأن العلاقة قد تعود لمجراها".

أما بالنسبة لفكرة الإنجاب, قالت هيا "لم أخف من فكرة الإنجاب لأننا اتبعنا كل وسائل الوقاية".

لا علاقة للمساكنة بالحب أو الجنس

ومن جهته  تحدث عمار 25 عاماً عن تجربته في المساكنة، وقال "اسكن مع صديقتي (الدنماركية) منذ 3 سنوات ولا تربطنا علاقة حب أو أية علاقة جنسية، ولا ينظر إلينا أحد على أننا مذنبين أو أننا نقوم بفعل خاطئ، ولعل ذلك متعلق بمكان سكننا المتحرر نسبياً".

وأكمل "المساكنة لا تعني بالضرورة القيام بعلاقة جنسية مع الطرف الآخر، فأحياناً تكون هناك صداقات حقيقية ليس لها صلة بالجنس، فيتعامل الطرفين على أنهم شركاء في السكن وكأنهم من الجنس نفسه".

ورأى عمار أن المساكنة "ليست تقليداً للغرب، لأننا نعرف المساكنة منذ زمن طويل على هيئة الزواج العرفي الذي يصب في نفس المنحى على ما أعتقد".

مساكنه في فترات من اليوم فقط...

أما  تعريف المساكنة من وجهة نظر ولاء 22 عاماً "لا يعني بالضرورة السكن الدائم مع الشريك", مشيرة إلى أنها "تسكن مع صديقها أو (حبيبها) في منزل واحد لكن في  فترات معينة من اليوم، لأنهم يعودون كل يوم  في المساءً إلى منازلهم".

وبما يخص العادات والتقاليد التي ترفض هذه الظاهرة، قالت ولاء إن "العادات والتقاليد الشرقية المقيدة والتي مازال مجتمعنا غير قادر على الخروج منها أو مجرد التفكير خارج نطاقها، هي ما أجبرنا على ذلك".

وأكملت "أنا لم أخالف تعاليم ديني، لأن صديقي أصبح بحكم زوجي حالياً بعد أن كتبنا كتابنا بعد حوالي العام، والفترة الحالية ستكون مجرد اختبار تحمل المسؤولية".

المساكنة تخلي عن المسؤوليات الأسرية للاكتفاء بالعملية الجنسية

وحول هذا الموضوع قال رئيس مركز الدراسات الإسلامية محمد حبش لسيريانيوز إن "المساكنة محرمة في الدين وانتهاك لنظام الأسرة وتخلي عن المسؤوليات الأسرية للاكتفاء بالعملية الجنسية", معرفا المساكنة بأنها "إقامة علاقة بين ذكر وأنثى خارج إطار علاقة الزواج".

وبين حبش أن "حالات المساكنة قليلة في سورية وليست منتشرة وهي غير طبيعية وغريبة في مجتمع محافظ مثل سورية", موضحا أنه "لا يجوز أن ننتظر حتى تصل نسبة المساكنة إلى 5% لكي نعتبرها مشكلة حيث يكفي أن تبلغ 1 بالألف لكي نتنبه لها".

كما رأى حبش أن "الحل الذي يحد من فكرة المساكنة هو تبسيط إجراءات الزواج وتوعية الناس بحقوقهم", مشيرا إلى أنه "من حق المرأة أن تشترط في عقد الزواج وأن تأخذ شروطها بعين الاعتبار من قبل القانون".

المساكنة زنى والدين المسيحي لا يقبل بها

وفي ذات السياق بين الأب الياس زحلاوي أن "المساكنة زنى والدين المسيحي لا يقبل بها", مشيرا إلى أن "المساكنة خارجة عن أي شريعة وأي مذهب لا يقبل بها".

وأوضح زحلاوي أن "بعض الشباب لم يصل إلى حد المساكنة لكنهم يقومون بعلاقات سرية لا يرضى عنها القانون" مشيرا إلى أنه "على كل مؤمن أن يتبنى الأخلاق والدين وفي حالة المساكنة يكون الفرد قد رفضها".

كما وجد أن "الضائقة الاقتصادية وتأخر الشاب والفتاة في مرحلة الدراسة يفرض نوعا من الصيام لايستطيعون تحمله فيلجؤون إلى ما يشبع هذه النزعة ويؤولونه بمبررات الحب".

محامية: يوجد عقود زواج برانية تعتبر نوع من أنواع المساكنة والعرف يقرها

اما كيف ينظر القانون لهذه الظاهرة فقد أوضحت المحامية ديمة اسماعيل أنه "لا يوجد في القانون ما يسمى مساكنة لكن يوجد عقود زواج برانية تعتبر نوع من أنواع المساكنة والعرف يقرها", مضيفة أنه "في حال التبليغ على الشاب والفتاة من قبل الجيران وقبض عليهما وهما يمارسان الجنس يعاقبان من قبل القانون بالحبس إذا لم توجد ورقة زواج براني".

وبينت أنه "في حال وجود هذه الورقة يثبت القاضي زواجهما آخذا بعين الاعتبار أنها ستصبح زوجته", منوهة إلى أنه "في حالة القبض عليهما بسبب وجودهما بنفس المنزل دون ممارسة الجنس لا يحق للقاضي محاسبتهما لأنه من الممكن أن تربطهما علاقة عمل أو أي علاقة أخرى غير الجنس والحب".

وذكرت اسماعيل أنه "إذا قبض على شاب مع فتاة قاصر أي دون السن القانوني يغرم ويحبس لمدة سنتين".

لبنى عيسى، حازم عوض- سيريانيوز شباب


Powered By Syria-news IT