2009-07-27 02:36:31 | ||
التلطيش يزيد ثقة البعض بأنفسهن.. ويثير عصبية البعض الآخر |
||
شبان: "التلطيش محاولة لإثبات الذات وتعزيز الإحساس بالرجولة" خبيرة: "ظاهرة التلطيش ناتجة عن الكبت والحرمان, وتحتاج الى وقت طويل لمعالجتها" دخيلو.. يا ارض أحفظي ما عليك.. يقبرني هالطول مثل عرق الفول.. وتطول عبارات التلطيش التي تتعرض لها الفتيات أينما ذهبن, والتي تثير رضا بعضهن وغضب بعضهن الآخر, في حين يرى مختصون أن هذه الظاهرة تحتل المرتبة الأولى في سلم الظواهر الاجتماعية التي تصبغ المجتمع, وأنها ناتجة عن الكبت والحرمان وعدم احتكاك الشبان بالفتيات. فتيات: "التلطيش وسيلة للتعارف.. ويزيد الثقة بالنفس" تقولها المدرسة ريم أحمد بخجل, وهي تسرد حكايتها مع زوجها الذي كان يسكن في حارة مجاورة لها, وكان دائما يغازلها بكلمات رنانة عندما يراها, ومن ثم تطورت العلاقة عندما رمى لها ورقة مكتوب عليها رقم هاتفه, واستمرت العلاقة إلى أن انتهت بالزواج وهي سعيدة جدا, معتبرة أن "التلطيش وسيلة من وسائل التعارف وليست ظاهرة سيئة كما يقول عنها البعض"... من جهتها, قالت جمانة إبراهيم إن "كل فتاة تخبئ في داخلها فرحا كبيرا حين تسمع كلمة غزل في الشارع لان ذلك يزيد من ثقتها بنفسها", مضيفة أنها "تعتبر التلطيش تعبيرا عن حرية الرأي ليس أكثر فأنت عندما ترى شيء جميل أو قبيح لا تستطيع إخفاء مشاعرك وكذلك الشاب لا يستطيع إلا أن يعبر عن رأيه فيما يرى". أخريات: "التلطيش يثير عصبيتنا" "بات من الضروري جدا أن أصطحب معي أخي أو أبي أو أي شخص للحماية وأنا امشي إلى السوق, أو إلى أي مكان لكي أتجنب التلطيشات البذيئة", هذا ما قالته دينا الأسعد وهي تستنكر هذا الوضع القبيح الذي فرض عليها البقاء في المنزل أو الذهاب بصحبة أخيها. ووافقتها ساندي حقي بقولها "أصبحنا عرضة لكلمات الشباب الفارغة التي لا نستطيع الرد عليها, كي لا يتمادوا وأصبحنا مجبرين على اصطحاب احد معنا للسير في الشارع بأمان". من جانبها, ترى عفراء حداد انه "لا ضرورة للاكتراث بالتلطيش في الشارع لأنه أصبح سمة من سمات مجتمعنا وهذه التصرفات نتعرض لها يوميا على مدار ساعات خروجنا من المنزل", مضيفة أنها لا تبالي كثيرا بالكلام الذي تسمعه في الشارع, ولكن بعض التلطيشات تثير عصبيتها لدرجة لا يمكنها أن تصمت حيالها فترد بقسوة, وأحيانا تتمنى أن يتمادى الشاب لكي تجرجره إلى السجن. شباب: "التلطيش محاولة لإثبات الذات وتعزيز الإحساس بالرجولة" تتعدد رؤية الشباب لموضوع التلطيش فمنهم من يراه إثبات للرجولة, والبعض الآخر يعتبره احتجاج على البيئة التي يعيشون فيها والتي تفرض نوعا من المحرمات على مواضيع عدة.. ويتفق محمد العلي وأحمد ديوب, وهما يعيشان في وسط اجتماعي متحرر نوعا ما بنظرهم, بأن التلطيش هو إحساس بذاتك وبأنك موجود وتستطيع فعل ما لا تستطيع أن تقوم به الفتاة. ويضيف الشابان انه عندما تلطش فتاة تشعر برجولتك, وبأنك قمت بإرواء شي عظيم بها, وخاصة عندما تكون بصحبة رفاقك حيث يصبح التلطيش استعراض للمهارات وللرجولة, لافتين إلى أن الفتاة هي التي تفرض عليك إن تلطشها من خلال طريقة لباسها وحركات مشيتها وبالتالي تصبح مجبر أن تسمعها هذه الكلمات. التلطيش رد فعل على ما يفرضه المجتمع بدورهما, غسان وطارق, يعيشان في بيئة اجتماعية محافظة جدا تفرض عليهم الصمت وممنوعات كثيرة ابسطها التكلم عن الجنس الأخر, يعتبران التلطيش تعبيرا عن رفض لما فرضه عليهم المجتمع من خناق. يضيف الشابان أن عبارات التلطيش تكسر الحواجز القائمة بين الشاب والفتاة التي شبوا على وجودها والشعور بالخجل عند التكلم معهن, لافتين إلى انه "عندما تغازل فتاة في الطريق فانك تشعر بقوة في شخصيتك وبأنك حققت انتصار على ذاتك". التلطيش لملء فراغ العاطفة, العقل, والوقت حيث تحولت هذه الظاهرة عند كل من عدي ومضر وأيهم وغيرهم من الشبان الذين يعيشون في أوساط مادية صاعدة وأوساط اجتماعية متحررة إلى تسلية لقتل الفراغ الذين يعيشون فيه حسب قولهم حيث يشعرون بأنهم قادرون على الحصول على ما يريدونه حتى لو كانت فتاة". ويضيف الشبان الثلاثة أن "ظاهرة التلطيش أصبحت سمة من سمات حياتهم وهي لا تسبب الضرر لكلا الطرفين بل على العكس تترك شعور بالرضي لدى معظم الفتيات وتعيد لهن الثقة بالنفس بالتالي يصبح التلطيش أمر ايجابي وليس سلبي". التلطيش ليس حكرا على الشباب فمن المعروف بأن الشاب هو صاحب المبادرة في العلاقة التي تجمعه مع الفتاة ولم نعتد كشرقيين حسب عاداتنا وتقاليدنا أن تقوم الفتاة بخطوة البداية ورغم ذلك فقد ظهرت بعض الفتيات اللواتي يتحلين بشيء من الجرأة وقمنا بالاعتراف للشاب بحقيقة مشاعرهن ولكن الأمر المستهجن وغير الطبيعي أن تقوم الفتاة بتلطيش شاب وهذا ما أكده مجموعة من الشباب الذين التقيناهم. أحمد مصطفى 23 عاما, يقول إن "ظاهرة التلطيش لم تعد حكرا على الشباب ففي الأسبوع الماضي كنت ذاهبا إلى احد المقاهي وأنا في طريقي بدأت سيارة بملاحقتي وعندما توقفت عند الإشارة الضوئية اكتشفت أن السائق فتاة وصدمتني عندما أخبرتني أنها تود مشاركتي بفنجان قهوة". بدورها, تستنكر سالي 17 عاما اقتصار ظاهرة التلطيش على الشباب, قائلة "بما أن المرأة أصبحت نصف المجتمع فيحق لها ما يحق للرجل, لذا من البديهي أن تلطش أي شاب يعجبها في الشارع". وتابعت سالي أنها "بصراحة عندما يعجبها أي شاب تقوم بتلطيشه ولكن في حدود الأدب". محامي: القانون يعاقب على التلطيش بحسب رأي المحامي رائد حقي ووفقا للمادة 506 من قانون العقوبات السوري فان ادعاء أي فتاة على شاب حاول التحرش بها بمعاكسة أو تلطيش بكلام يخدش الحياء العام يعرض الشاب بتهمة التعرض للآداب العامة وتعرض القضية على المحكمة الصلح وفيما لو ثبتت التهمة يسجن لمدة ثلاثة أيام مع دفع غرامة 75 ليرة سورية. وتنص المادة 506 من قانون العقوبات على انه يعاقب بالحبس التكديري ثلاثة أيام أو بغرامة لا تزيد عن خمسة وسبعين ليرة أو بالعقوبتين معاً على كل من يعرض على قاصر لم يتم الخامسة عشرة من عمره أو فتاة أو امرأة لهما من العمر أكثر من خمس عشرة عاماً عملاً منافياً للحياء أو وجه إلى أحدهم كلاماً مخلاً بالحشمة عوقب. خبيرة اجتماعية: التلطيش يظهر عند المحرومين بالاحتكاك مع الفتيات قالت الخبيرة الاجتماعية وداد المصري لسيريانيوز إن "التلطيش ما هو إلا حصيلة للثقافة الاجتماعية والمدنية والظروف الاجتماعية والعائلية والاقتصادية المختلفة", لافتة إلى أن "المجتمع يتحمل المسؤولية الرئيسية عن مشكلات الشباب في المجتمع في ظل الثقافة الاجتماعية التي يعيشها". وعن أسباب وجود هذه الظاهرة, قالت المصري إن "الشاب قابل للانحراف أو اعتماد بعض السلوكيات الخاطئة التي تغذي إحساسه بالرجولة في حال غياب الضوابط الدينية والتربوية", لافتة إلى أن "الظواهر الاجتماعية لا تولد من الفراغ". وأضافت المصري أن "هذه الظاهرة تظهر بخاصة عند من حرم عليهم الاحتكاك بالفتيات, فيصبح كالسر الذي يجب إن يكتشفه, وهو بالطبع ناتج عن الكبت والحرمان الطويل, الأمر الذي يولد استعدادا عند الشاب لعمل أي شيء يحقق له ما يريده". وترى الخبيرة الاجتماعية أن "أسباب هذه الظاهرة من الصعب معالجتها بالزمن القصير بل تحتاج إلى أجيال", داعية إلى "ضرورة وجود قانون لا يتجاهل هذه الظاهرة, فمثلا دولة الإمارات وبرغم التنوع السكاني الكبير وتزايد الوافدين إلا إن هذه الظاهرة معدومة عندهم لأنها لو حدثت فيكفي إخبار الشرطة التي ستتواجد بدقيقتين في مكان الحدث". ميس بركات – سيريانيوز شباب |
||
Powered By Syria-news IT |