2009-07-16 00:37:05 | ||
بعد عام دراسي... كيف يقضي أولادنا عطلتهم الصيفية؟ |
||
أهالي يسجلون أولادهم في النوادي الصيفية وآخرون يفضلون بقائهم في المنزل أولاد: صالات الألعاب والشارع مكاننا المفضل بانتهاء الفصل الدراسي وبداية العطلة الصيفية الخالية من قوانين الاستيقاظ الصباحي والنوم المبكر، تتباين آراء الأهالي حول الطريقة المثلى لتنظيم أوقات أبناءهم، فمنهم من يرى أن تسجيلهم في النوادي الصيفية هو الحل, وآخرون يجدون المنزل خير مكان للمراقبة, والبعض الأخر يرى أنه يجب على الأطفال العمل, فيما يقول المختصون إن أحد المهام الملقاة على عاتق الأهالي هو تنظيم أوقات أبناؤهم. التسجيل في النوادي الصيفية لتنمية مواهب الأبناء من نادي أصدقاء تشارلي كانت المحطة الأولى فالتقت سيريانيوز بعض الأهالي للوقوف على أسباب تنسيبهم للنوادي الصيفية. تقول أم ريتشارد "بعد انتهاء العام الدراسي قلقت لمجرد التفكير بالساعات الطويلة التي سيقضيها ابني أمام الحاسب لذا جئت لتسجيله كي ينمي موهبة الرسم بدلاً أن يقتلها الحاسب ولتخفيف وزنه الزائد نتيجة الجلوس المستمر على الكرسي". وترفض أم ريتشارد فكرة تسجيل ابنها في نوادي صيفية وتهتم بالدرجة الأولى بالتعليم والإعداد للعام القادم, خوفاً من حدوث النتيجة العكسية ورفضه للعلم. بدورها, اختارت أم راجي النوادي "لتفريغ طاقة ابنها الزائدة والمكبوتة في المنزل نتيجة تخطيط الأبنية السكنية الغير مساعدة على حرية الحركة". المنزل هو الحل الأمثل قالت أم وسيم "أفضل أن يبقى أولادي في المنزل، فأستطيع مراقبة تصرفاتهم وتوجيههم، ولا يغيبون عن ناظري لحظة واحدة", رافضة بشكل قاطع تسجيل أولادها في النوادي وصالات الألعاب التي يتواجد فيها "أشكال ألوان"، بحسب تعبيرها، وهذا قد يكون سبباً بخسارة أولادها فيما يمكن أن يتعلموه من رفاقهم. وعن طبيعة ما يقوم به ابنها ذو التسعة أعوام, قالت أم وسيم إن "الكمبيوتر هو المفضل لولدي، لذا يقضي بضع ساعات يوميا أمامه ليلعب كرة القدم، وما تبقى من الوقت يتابع فيه برامج الأطفال، فضلاً عن بعض الزيارات التي نقوم بها كل فترة". من جهته, فضل فادي (14) عام قضاء أوقات فراغه في المنزل, مضيفاً أنه "قام بالتسجيل في دورة صباحية للتحضير للشهادة الإعدادية، أما بقية وقته فيقضيها أمام الكمبيوتر لتنزيل الأغاني الحديثة من شبكة الانترنت، ومتابعة المسلسلات التركية المفضلة لديه". يجب على الذكور مساعدة آباءهم في العمل يفضل أبو كريم إبقاء بناته في المنزل، أما الذكور فالمكان الأفضل لهم هو مساعدته في العمل ليصبحوا قادرين على الإنتاج وتأمين النقود، وبعد انتهاء العمل يترك الوقت المتبقي لهم ليعملوا ما يشاؤون. من جهته, قال ابنه كريم (14عام) الذي التقيناه في صالة ألعاب مع أصدقاءه انه "بعد إنهاء عمله، يأتي مع أصدقائه للصالة بشكل شبه يومي، للعب كرة القدم، بعد ذلك يتمشى في الشارع مع أصدقائه قبل العودة إلى البيت". الفواصل التعليمية ضرورة في النوادي في الوقت الذي تفضل فيه بعض النوادي الصيفية الاقتصار على الترفيه والتسلية وجدت رويدة رافع مديرة نادي طريق النحل أن "ذلك غير كافي فالترفيه ضروري ومهم جداً بالنسبة للطفل الذي ينتظر الصيف بفارغ الصبر، مضيفة أن "ذلك لا يمنع تخصيص ساعة يومية يتم فيها مراجعة ما تعلمه الطفل في السنوات السابقة كالرياضيات واللغتين العربية والانكليزية، وذلك بغية وجود صلة وصل بين الطالب ومنهاجه التعليمي باستمرار". ونوهت رافع إلى أن "غالبية المنتسبين إلى النادي هن من الإناث أما عدد الذكور فهو قليل مقارنة بهن". وعن طرق التدريس التي يتبعها النادي, قالت المدرسة رانيا جبور "نحاول ألا نلجأ للأسلوب التلقيني في الإعطاء، لأن ذلك سيجعل الطفل يشعر بالملل والعودة لنظام المدارس، لذا تقوم بطرحها كمواضيع للحوار أو نستخدم طريقة المسابقات للعمل على تنمية حب الاطلاع لدى الطفل وتوعيته إلى أهمية المنافسة الايجابية، فكل هذه الأساليب تجعل المواد الدراسية محببة لدى الطفل بشكل أكبر". النوادي قد تكون حلاً لمشكلات عن أسباب اختيار بعض الأهالي تسجيل أولادهم في النوادي الصيفية, قال مدير نادي أصدقاء تشارلي نزار البدين إن "بعض الأهالي يرغبون بتنمية مواهب أطفالهم وتأمين الجو الاجتماعي الذي بدأ يتخلخل بوجود الدائرة التكنولوجية"، مضيفا أنه "لا يخفى أن بعض الأهالي موظفون ولا يمكنهم ترك أولادهم بالمنزل ويطمئنون عليهم أكثر بوجودهم في النادي". وهذا ما اكدته الطفلة ماريا داوود 10 سنوات وقالت "سجلتني والدتي مباشرة بعد انتهاء المدارس لأنها وأبي موظفين ولا يمكن تركي بالبيت لوحدي، لكن بعد اليوم الأول من النادي أنا من قرر الاستمرار للاستمتاع ببرنامج النادي وخاصة السباحة". أما والد هاديل (8 سنوات) فكان له اسبابا اخرى وقال "اخترت النادي لأتمكن من تجديد ديكور المنزل والذي من غير المحبذ أخذ هذه الخطوة بوجود هاديل في المنزل خاصة أنه يهوى صنع المقالب". أخصائية: يجب على الأهالي تنظيم أوقات الأولاد ورأت الأخصائية الاجتماعية لوسي عيسى أن "تنظيم أوقات الأولاد هي إحدى مهام الأهل سواء أكان ذلك بتنسيبهم في نوادي أو إبقائهم في المنزل". وقالت عيسى إن "غالبية الأسر في مجتمعنا لا تستطيع تسجيل أبنائها في النوادي لأن ذلك مكلف مادياً, لذلك يتوجب على الأهالي الترويح عن أولادهم في العطلة من خلال النزهات المتكررة، وشراء ما يلزم لتنمية مواهبهم في المنزل أو أي نشاطات أخرى لا تبعث على الملل". وأشارت الأخصائية إلى "الابتعاد قدر الإمكان عن التعليم لأن العطلة الصيفية هي المتنفس الوحيد للطالب، لكن لا مانع من تلقي بعض الأفكار التعليمية من خلال لعبة ما أو فيلم، أو استخدام أساليب تبتعد عن التلقين كي لا يمل الأولاد". وحذرت الأخصائية من "عمل الأطفال في سن الـ 13- 14 لأن هذه السن يفترض أن تخصص لتنمية الإدراك واكتساب المعارف وليس للعمل", لافتة إلى أن "ذلك سيؤدي إلى إحداث تغيرات في شخصية الطفل واختلافه عن أقرانه". وبينت عيسى أن "صالات اللعب هي المكان الأمثل لانحراف الأولاد إذ لا تخضع للمراقبة، فلا رقيب على ما يشاهده الأولاد أو ما يتداولونه"، داعيةً إلى "تشديد الرقابة في إعطاء التراخيص لهذه الأماكن حفاظاً على سلامة الأولاد". وركزت على ضرورة تفعيل دور الأهل في حياة أولادهم بتنظيم الأوقات بين الجد واللعب لقضاء جزء من الوقت مع العائلة فالعطلة الصيفية وقت مهم لاجتماع العائلة مع بعضها البعض. سلاف إبراهيم- نور عكة – سيريانيوز شباب |
||
Powered By Syria-news IT |