2009-07-13 01:22:59 | ||
هل تحول استخدام الشات والمسنجر بين الشباب لإدمان؟ |
||
يعد استخدام الانترنت من الأمور المفيدة في حياتنا اليومية خصوصا في البحث عن المعلومات، أو في إلغاء المسافات أثناء التواصل مع الآخرين، لكن الاستخدام المفرط للانترنت ولساعات طويلة في التحدث مع الآخرين وخاصة عبر مواقع الشات وبرامج المسنجر، أدى إلى بروز ظاهرة جديدة أسماها البعض "الإدمان على الانترنت". ورأى فيها بعض الخبراء تشويهاً لمفهوم الوقت لدى المستخدم لفترات طويلة نتيجة إغراق حواسه في اشباعات وهمية لا يمكن تحقيقها في الواقع. والتقت سيريانيوز مع بعض مستخدمي الانترنت لساعات طويلة وبشكل يومي، وكان منهم أحمد شبعاني 23 عاماً، عامل، قال "أجلس في مقهى الانترنت لساعات طويلة، وأنفق حوالي 250 ل.س يومياً وذلك بعد المراعاة من صاحب المحل كوني زبون دائم لديه". وتابع "بعد خروجي من المقهى أفتح المسنجر على جوالي بقية النهار دون إغلاق لأي ظرف كان". أستخدم المسنجر للتعرف على الفتيات.. وعلل أحمد استخدامه للانترنت والمسنجر بأنه "للتعرف على الفتيات فقط فأنا أملك 360 إيميل للجنس اللطيف، و7 ايميلات فقط لشباب". وليس لاستخدام المسنجر وقت محدد بالنسبة لأحمد فهو يستخدمه حتى أثناء عمله، وقال "أتحدث مع أصدقائي على المسنجر باستخدام جوالي، وذلك حتى أثناء عملي على الرغم من أن ظروف عملي لا تلاءم استخدام الجوال، ما أدى إلى تعطيل 3 أجهزة موبايل سابقة لنفس السبب". افتح المسنجر حتى في الحمام.. ولم ينكر سامح شعبان 20 عاماً بأن الانترنت بالنسبة له إدمان، وقال "أنا أقر بأن الانترنت بالنسبة لي إدمان، فلا أستطيع أن أتخيل يومي من دون المسنجر، لذلك أقوم بفتحه طوال اليوم حتى أثناء نومي أو في الحمام أو في الباص". وتابع "بأقل تقدير أستخدم المسنجر 15 ساعة على الموبايل، وما يقارب 3 ساعات في المنزل يومياً". وكرر سامح سبب أحمد ذاته وقال بأنه يستخدم الانترنت "للتعرف على الجنس اللطيف" وأكمل بأنه "يمكن للشاب أن يأخذ راحته في الحديث مع الآخرين أكثر من الهاتف، بالإضافة لاستخدام الصوت والصورة الغير متوفرة في الهاتف العادي، عدا عن اجتياز ظروف الزمان والمكان التي تمنع الفرد من اللقاء شخصياً مع من يحب أو مع أصدقاءه". أما بالنسبة لمحمد فكان الأمر أكثر إعتدالاً، حيث أنه يستخدم المسنجر يومياً لكن بأوقات الفراغ، وقال لسيريانيوز "اجلس في الكافي نت حوالي 4 ساعات يومياً، وبحسب أوقات فراغي" وتابع "بشكل متوسط أصرف على استخدامي للإنترنت يومياً حوالي 150 ليرة، عدا استخدامي للانترنت على الجوال". وعن سبب استخدام محمد للانترنت، قال إنه يستخدم الانترنت "للتعرف على الفتيات لكن ليس ذلك فقط كل همي، فأنا أقوم بتصفح مواقع السيارات والحيوانات لأجمع المعلومات عنها". إخوتي مدمنون على الانترنت.. أما ضرار فتشكل الإنترنت لديه في المنزل عقبة تودي به احياناً إلى الشجار مع إخوته، وقال لسيريانيوز "أنا استخدم الإنترنت في المنزل لظروف عملي التي تتطلب ذلك، لكن إخوتي الصغار أدمنوا على استخدامها ولأسباب تافهة، كالشات والمسنجر مع أناس لا يفيدونهم بشيء، ولا يرونهم". وتابع "ما يزيد الطين بلة هو عدم استيعابهم خطر الاستخدام الغير المنظم للإنترنت، وفي حال محاولتي لإبعادهم عنها او توعيتهم بخطورتها، ألقى رفضاً فظيعاً منهم ما يؤدي أحياناً إلى الشجار معهم كي يفسحوا لي المجال للعمل". أغلب رواد الكفي نت من عمر 17-23 محمد منصور مدير صالة كافي نت، قال لسيريانيوز إن "أغلب رواد صالة الكافي نت لديه والذين يستخدمون الانترنت لمدة طويلة، أعمار بين 17-23 و ينحصر استخدامهم بين مواقع الشات والمسنجر". وتابع "يجلس بعضهم دون أن يشعر بالوقت، ما يؤدي إلى ترتيب مبالغ كبيرة عليهم لا يستطيعون سدها، فأضطر في أغلب الأحيان الى تسجيل ذلك كدين عليهم أو إخبار أهلهم بذلك". وأكمل منصور "بعض المراهقين يأتون إلى الكافي نت بعد المدرسة فوراً دون الاكتراث لدراستهم أو راحتهم، وفي كثير من الاحيان يأتي أهلهم ليأخذونهم من الصالة بالغصب، فقد شهدت شجارات كثيرة بين الأهالي وابنائهم من مرتادي الصالة وبشكل يومي، أو بين مستخدمي الانترنت مع بعضهم أثناء التحدث عبر مواقع الشات". زوجي يخونني على المسنجر.. مضى على زواج سارة أكثر من عامين، وزوجها البالغ من العمر 28 لم يستطع أن يتخلى عن عادته في استخدام المسنجر للتحدث مع الفتيات ولساعات طويلة، وقالت سارة "زوجي مدمن انترنت وخاصة المسنجر فهو يستخدمه حوالي 12 ساعة في اليوم، دون أن يعمل". وتابعت "حاولت حل المشكلة بالنقاش لكن دون جدوى، ما أدى الى وضع علاقتنا في الفترة الأخيرة على المحك". استخدام الانترنت لفترة طويلة لا يسمى إدماناً.. الخبير النفسي والاجتماعي أسامة خليفة كانت له وجهة نظر أخرى في الموضوع، وقال لسيريانيوز "لا يمكن تسمية استخدام الانترنت لساعات طويلة بالإدمان، لأن الإدمان نابع عن حاجات فيزيولوجية، أما في حالة الانترنت فهي غير موجودة لذلك يمكن تسمية هذه الحالة بالإغراق الحسي، فبمجرد دخول الفرد إلى الانترنت وخوضه الحديث مع الآخرين يتشوه تقديره للوقت ما يؤدي الى جلوسه لساعات طويلة". وتابع "ما يدفع الشاب لاستخدام الانترنت هو غالباً حب الفضول، لأنه مجال جديد يجب استكشافه من وجهة نظره، وفي حال إعجابه بهذه التجربة تصبح عادة لديه وتطول مدة الاستخدام، خصوصاً اذا كانت هذه التجربة متعلقة بالجنس الآخر". وأضاف "تقدم الانترنت وخاصة الشات والمسنجر اشباعات يصعب للفرد أن يحققها في الواقع" وضرب مثالاً على ذلك "تحدث الشاب مع أكثر من فتاة وبشكل خاص في وقت واحد ومكان واحد". ومن ناحية اجتماعية.. أما عن تأثير الانترنت اجتماعياً على الشباب، قال خليفة إن "الاستخدام المفرط للإنترنت يؤدي إلى إبعاد الشاب عن واجباته والتزاماته اليومية، بالإضافة إلى أن استخدام المسنجر يلغي الحميمية في التواصل الشخصي، وقد تلغي أحياناً هذا التواصل نهائياً". حازم عوض - سيريانيوز شباب |
||
Powered By Syria-news IT |