2009-06-24 12:32:45
الطالب والمراقب الامتحاني هل هم أعداء..؟

يجمعهم شهر حزيران، طلاب الشهادة الثانوية، والعامة، وطلاب الجامعات، يتقدمون لامتحاناتهم في هذا الشهر، يدرسون وبعد مراقبتهم من أهلهم في البيت تأتي مراقبة من يعتبرونهم "أعدائهم" في حين أن "أعدائهم" يصفونهم انهم "اصدقائهم واخوتهم".


الطالب والمراقب الامتحاني أعداء أم أصدقاء؟

طلاب الشهادة الثانوية والعامة: "المراقبون يوتروننا أكثر ما يريحونا"

"لا تتحرك"، "لدى كل الطلاب ربع ساعة على تسليم أوراقهم الامتحانية"، "يلي بيشاغب رح نكتب فيه ضبط شغب وياخد صفر بالمادة"، هكذا بدأت ريم طالبة في الصف التاسع حديثها عن المراقبين في قاعتها.

بدورها أكدت فرح علي طالبة في الثالث الثانوي، الفرع الادبي أن "المراقبين في مركز أحمد الصباغ في منطقة المهاجرين بدمشق، يجلسون قرب الطالب في مقعده، مما يسبب التوتر له "لافتة إلى أن "كنادر المراقبات كثيراً ما تزعجنا، خلال تجولهم في القاعة، وعندما نطلب منهم الجلوس، يجيبون بأن "هذا عملنا ولن نجلس".

وأضافت علي أنه "عندما يأتي مفتش من وزارة التربية تجدهم يقفون ويعتنون بنا وكأننا إخوتهم وأاحبائهم".

ووافق خالد (ر) طالب في الثالث الثانوي من الفرع العلمي زميلته بقوله أن "المراقبات كثيراً ما يزعجوننا بكنادرهم وهم يتجولون في القاعة"، لافتاً إلى أنه "من شدة توتري في مادة الرضيات أصبحت أكتب كل ما مشت المراقبة وكل ما توقفت، أتوقف عن الكتابة".

ويتوزع الطلاب في المراكز الامتحانية، ففي كل قاعة من قاعات المركز يتقدم 20 طالب لامتحاناتهم، فيما  يتواجد 3 مراقبين.

بدورها قالت (س،خ) طالبة في الصف التاسع إن "أكثر ما يضايقني في المراقبات كثرة كلامهم مع بعضهم البعض" مشيرة إلى أنه "كل ما طلبت منهم أن يصمتوا لأنهم يزعجوننا، يصمتون ويعودون بعد 5 دقائق لنفس الحديث".

يذكر أن وزارة التربية أكدت في التعميم على رؤوساء المراكز والقاعات الامتحانية والمراقبين على مراعاة المحافظة على حسن سير الامتحانات، وتوفير المناخات التربوية الملائمة في المركز.

طلاب: في بعض المراكز الامتحانية المراقبون يراقبون للطلاب وليس عليهم

وأكدت ريم طالبة في الصف التاسع في مركز التجارة في منطقة المعضمية في ريف دمشق أن "إحدى المراقبات في قاعتها اتت لتأخذ حل السؤال من ورقتها وتعطيه لطالبة أخرى"، مضيفة: "عندما رفضت أن أعطيها الاجابة ذهبت إلى الطالبة التي أمامي وأخذت حل السؤال، وأعطته للطالبة".

بينما قالت طالبة من الفرع العلمي في مركز بمنطقة الحلبوني بدمشق إن "المراقبة لدينا سهلة جداً، فالمراقبون يراقبون لنا وليس علينا".

وكانت وزارة التربية أشارت في التعليمات الامتحانية لعام 2008-2009 إلى أن "كل حالة مقصودة من تقاعس أو إهمال أو تواطؤ تثبت لدى أي مراقب أو رئيس قاعة في أي مركز امتحاني تستدعي المساءلة بحقه باعتبار هذه الحالات فساداً موصوفاً يستوجب المخالفة المسلكية الشديدة".

المراقبون يتدخلون حتى في لباس الطلاب

وقالت الطالبة شذى طالبة في الثالث الثانوي الفرع الأدبي إن "رئيسة مركز أم الخير في حي القصور بدمشق، تدخلت في لباسي، وقالت لي أن أغير هذا اللباس في المادة القادمة، بعد أن سحبت بطاقتي".

وأضافت شذى أنه "بسبب هذا الأمر توترت وسلمت ورقتي الامتحانية، بعد سحب بطاقتي، ونزلت إلى مديرية التربية بدمشق وقدمت شكوى على رئيسة المركز".

وأكدت شذى أن "رئيسة المركز أرادت أن توقعني على تقرير كتبته عني، تضمن تطاول وتهديد على المراقبين وعندما رفضت التوقيع، قالت لي لن أدخلك إلى القاعة" مشيرة إلى أنه "بعد أن طلبت أمن المركز أعطتني البطاقة وادخلتني إلى الامتحان".

وعن نظرة المراقبين للطلاب قالت آمنة مراقبة في مركز التجارة بالبرامكة أن "الطلاب يظنون أننا أعدائهم وأننا سنضرهم" مشيرة إلى أن "الطلاب في مركز التجارة لا يحتاجون إلى من يراقبهم ولم يضبط في قاعتي أية حالة غش".

ولفتت المراقبة إلى أن "أي إجراء غش من قبل أي من الطلاب يتم تنظيم ضبط غش به، ويرفع إلى رئيس المركز".

وتنتشر ظاهرة الغش بين طلاب الشهادتين ويتم ضبط العديد من الحالات التي تعتمد على حيازة المصغرات (الراشيتات)، وصولا الى استخدام وسائل الاتصال الحديثة في السنوات الاخيرة.

وأضافت المراقبة أن "توجيهات مديرية التربية دائماً لصالح الطالب، ورؤساء المراكز دائماً ينبهوننا على حسن التعامل مع الطلاب".

وكانت وزارة التربية أكدت في تعليمات الاشراف والمراقبة على امتحانات الشهادتين الاساسية والثانوية للعام الدراسي 2008-2009، على ضرورة تنظيم تقرير خطي بكل حالة غش يوقع عليها المراقب وترفق مع ورقة الاسئلة في ظرف خاص.

ووصل عدد المراكز الامتحانية لجميع الشهادات العامة لدورة العام الحالي والتي تم اعتمادها في جميع المحافظات إلى 6163 مركزاً، وذلك بزيادة 258 مركزا عن دورة العام الماضي، والتي بلغت حينها 5905 مراكز.

مدير تربية دمشق الدكتور هزوان الوز: "نوجه رؤساء المراكز إلى كيفية التعامل التربوي السليم مع الطلاب"

وأكد الدكتور هزوان الوز مدير تربية دمشق لسيريانيوز انه "وحرصاً على راحة ابنائنا الطلبة فقد تم اختيار رؤساء المراكز الامتحانية وأمناء السر من الزملاء المشهود لهم بالكفاءة والمقدرة والخبرة".

وأضاف الوز: "يقوم رئيس كل مركز امتحاني قبل يوم من بدء الامتحانات العامة بالاجتماع مع المراقبين لنقل التعليمات المتعلقة بالامتحانات العامة".

وعن كيفية التعامل مع الطلاب أشار مدير تربية دمشق "نؤكد على التعامل التربوي السليم مع الطلاب ونحرص على توفير المناخ الملائم وتقديم الخدمات المناسبة لهم" منوهاً إلى أنه "عند ضبط أية حالة غش، يجب حل الاشكال وفق التعليمات الامتحانية، وبشكل تربوي، وبما لا ينعكس سلباً على تقديم الامتحان لبقية الطلاب في القاعة الامتحانية".

يشار إلى أن امتحان شهادة التعليم الأساسي بدأ في الرابع من حزيران وانتهى في الثاني والعشرين منه، بينما يبدأ امتحان الشهادة الثانوية العامة بفرعيها العلمي والأدبي في الثالث من حزيران وينتهي في الخامس والعشرين للفرع العلمي، والثالث والعشرين للفرع الأدبي وذلك من الشهر ذاته.

الجدير بالذكر بأن عدد الطلاب المسجلين لامتحانات الشهادات العامة هذا العام يتجاوز 751 ألف منهم 379488 طالبا في التعليم الاساسي و324348 طالبا في الثانوية العامة.

براء البوشي- سيريانيوز شباب


Powered By Syria-news IT