2009-06-06 22:24:09 | ||
بعد عام من امتحان البكلوريا |
||
كيف يتذكر طلاب "سنة اولى" هذا الامتحان؟ إحدى الطالبات: "امتحان لمص الدماء" طالبة طب بشري: "لو عدت إلى ذات الامتحان سأخاف ذات الخوف؟" وانقضى الامتحان الذي كان في شهر حزيران العام الماضي، بداية الصيف الحار وضغط الأهل والمجتمع، وطلاب البكلوريا وحدهم متلقي الصدمات القوي. الكثير ممن تقدموا للامتحان في العام الماضي، اليوم في جامعاتهم التي، وبعضهم عاد إلى ذات العام الدراسي من جديد في محاولة للدخول في عملية إعادة التقييم مرة أخرى. بعد عام من امتحان الشهادة الثانوية التقتهم سيريانيوز، وكانت معهم لتسترجع معهم ذكريات يوم الامتحان وكيف ينظرون الى تلك التجربة بعد عام من انقضائها. "امتحان لمص الدماء" وطلاب محكومون بالإعادة استغرقت لما حيدر وهي طالبة في كلية التجارة والاقتصاد/سنة أولى عدة دقائق لتتمكن من الإجابة وقالت: "امتحان البكلوريا كان أشبه بمصاص الدماء الذي استنفذ كل قواي العقلية والجسدية، فقد أغمي علي من الخوف في السنة الأولى من تقديمي للبكلوريا ولم استطع متابعة الامتحان لذا أجبرت على إعادة تقديمه للمرة الثانية وكانت الرهبة ذاتها". وشكرت لما الله لقدرتها على ضبط أعصابها، والاستمرار في الامتحان، حتى وصولها إلى هذا "الفرع الذي لا تحبه". وتساءلت لما: "كيف لامتحان أن يقرر حياة إنسان؟" وتكلم يسري أبو حسون، طالب جيولوجيا عن ذات حالة الرعب: "لا أزال أنظر إلى ذلك الامتحان حتى الآن بخوف ودخولي إلى الجامعة لم يقدر على جعلي أنسى عذاب امتحان الشهادة الثانوية". وأضاف في ذات السياق: "على الرغم من أن امتحانات الجامعة أصعب وموادها أكثف، إلا إن امتحان البكلوريا له هالة خاصة وانا لست مع ان يحدد مصير الطالب". استفسارات واستنتاجات منطقية... يرى محمد بلال (هندسة مدنية) أن "امتحان البكلوريا موضوع في عمر خاطئ من عمر الطالب كونه لا يزال في فترة المراهقة ولا يملك الوعي الكافي ليعرف أن هذا الامتحان هو المصيري في حياته، لذلك نجد الغالبية من الطلاب يتقاسمون الرسوب أو الدخول في معاهد لا قيمة لها"، إذاً امتحان البكلوريا لا يمكن أن "يقيم الطالب وينقله إلى مرحلة جديدة"، حسب تعبير محمد. وهذا ما أكده يسري (طالب الجيولوجيا) من خلال تجربتة الشخصية وقال "البكلوريا العلمي تحوي الكثير من المواد الأدبية التي تشكل عائقا أمام الطالب وبالتالي يخسر الكثير من الدرجات عليها ولا يدخل الفرع الذي يستحقه كما جرى لي وللكثيرين". محاولة لتحليل أسباب "هالة ورهبة البكلوريا" يتفق كل من رشا حداد وأسامة العلي (طالبان في كلية الهندسة الميكانيكية) على أن "رهبة امتحان البكلوريا تأتي من الوسط الاجتماعي المحيط بالطالب، فيشكلوا له أزمة وخوف، بالإضافة إلى جملة الممنوعات والتحذيرات التي يجب أن لا تفعلها لأنك طالب بكلوريا!" وأضافا: "لكن الآن، وبعد أن أنهينا هذا الامتحان المصيري نحس بأنه أسهل الامتحانات، وأن تقييم الطالب يجب أن لا يكون من خلال هذا الامتحان، وإنما يجب أن يخضع لامتحانات تتعلق بالمهارات والقدرات الخاصة لكل طالب، وبالتالي يدخل الفرع الذي يستحقه، أو كما تفعل الدول الأخرى فهي تجمع علامات المرحلة الثانوية كلها". مبدين استغرابهما عن كيفية تحديد امتحان مدته أسبوع المستوى العلمي للطالب؟". الامتحان قادر على التقييم، قاصر عن التقدير والمطالبة بحل.. ولدى رهف إبراهيم (طالبة طب البشري) وجهة نظر مغايرة إلى حد ما حيث قالت: "امتحان البكلوريا مهم لتقييم مستوى الطالب، لكنه يسبب حالة من الانهيار العصبي، وهو يختلف كثيراً عن امتحانات الجامعة التي إن رسبت في مادة أستطيع أن أقدمها عدة مرات، لكن إذا رسبت في أي مادة من مواد البكلوريا لا استطيع أن أعيدها مرة ثانية وهذا يظلم الكثير من الطلاب الذين قد يمروا في ظروف معينة، لذلك لا بد أن يكون ثمة حل لأولئك الطلاب". في ذات السياق قالت شذى إبراهيم (طالبة صيدلة): "امتحان البكلوريا مهم لتقييم مستوى الطالب ونقله إلى الكلية التي يستحقها وذلك بمقدار الجهد والتعب الذي يبذله، ولكني أعتقد أن رهبة امتحان البكلوريا لا تعادلها أي رهبة فهي الموت في حد ذاته، فعلى الرغم من أني في السنة الأولى وقدمت الكثير من المواد، ولم أشعر بتلك الرهبة ولو ذهبت الآن لتقديم امتحان البكلوريا سأخاف نفس الخوف". رأي علم اجتماع وللوقوف على الرأي الاجتماعي كان لسيريانيوز لقاء مع الأخصائية الاجتماعية كبرية الساعور والتي قالت: "امتحان البكلوريا يسبب الرهبة نتيجة طبيعة الامتحان الذي يحدد قدرات الطالب مع وجود القناعة لديه أن بإمكانه تقديم الأفضل بعيداً عن الشحن والتوتر الذي يرافق بصورة تلقائية امتحان الشهادة". وأضافت الساعور: "هذه الصورة ترافق الطالب إلى ما بعد المدرسة، أي إلى الجامعة، بسبب ضغط الامتحان واضطراره ليراجع كل المقرر من خلال ساعات قليلة جداً، بالإضافة إلى حالة القلق والطوارئ التي يعيشها الأهل فيتحول الامتحان إلى ظاهرة اجتماعية، وتترافق كلمة بكلوريا أو تاسع بكلمة - الله يكون بالعون-". وترى الأخصائية الاجتماعية أن "درجة تأثر الطالب برهبة الامتحان تتوقف على شخصيته، والأكثر عرضة للتأثر هم الطلاب المتفوقون بسبب طموحهم والتوقعات التي يبنيها عليهم الأهل، بالإضافة إلى مرحلة المراهقة التي يمر بها والتي تمتلئ بالقلق والتوتر والخوف من المستقبل، فيصاب بالرهاب، وهو قلق امتحاني يرافقهم فيما بعد، فيشعر بضيق التنفس وضياع المعلومة وغيره من الأعراض". واوضحت الساعور أن الحل يكمن في: "تغيير طريقة الامتحان الذي يحدد مصير الطلاب، والتقييم يجب أن يكون مرحلياً على مدار السنوات ليقيم مستواه الفكري والعقلي، بالإضافة إلى فتح فرص أكبر للقبول الجامعي الغير مدفوع التكاليف لتخفيف الضغط عن الأسر ذات الأوضاع الاقتصادية السيئة". وأشارت الاخصائية الاجتماعية إلى "ضرورة تعليم أبنائنا على تقبل الفشل، وعدم لومهم واللجوء إلى المقارنة بينهم وبين غيرهم". لارا علي – سيريانيوز شباب |
||
Powered By Syria-news IT |