2006-10-28 22:03:18 | ||
الشباب السوري والعمل في الخليج |
||
يجهر الكثير من شبابنا بالرغبة في العمل في البلدان العربية في الخليج، أو إن أتيحت لهم الفرصة، في بلدان غربية، لكن يبقى خيار العمل في الخليج، مطروحاً بقوة في مجتمعنا، لأسباب عديدة منها وجود جاليات سورية كبيرة هناك، قد يساعد فيها الأقارب بعضهم البعض، إلى جانب طبيعة المجتمع القريبة إلى مجتمعنا، من ناحية التقاليد والعادات والمعتقدات، مما يؤمن للسوريين بيئة أنسب لبناء الأسر وتربية الأولاد، من تلك المتواجدة في المجتمعات الغربية.
لكن يبقى السؤال: هل يجد الشاب السوري نفسه في الهجرة إلى الخليج؟ نجد في الإجابة عن ذلك السؤال رأيين: الأول: يتحدث عن مرارة الأسباب التي تدفع الشاب السوري كي يغادر بلده، ويفترق عن أهله وأحبابه، كي يحيى في مجتمع، ينظر إليه أهله بريبة على أنه وافد ينوي سلبهم لقمة عيشهم، ومزاحمتهم في فرص العمل المتاحة لهم، ومن ثم يصبح ورقة في أيدي تجار العمل في الخليج كي يستغلوه، وربما يتعرض للنصب، أو الظلم، لكن القوانين تقف إلى جانب سكان البلد الأصليين. ثم يعمل بكد ويكدح كالآلة، كي يجمع المال، خشية العوز والفقر، لكنه مهما استطاع أن يجمع، يبقى غريباً في غير مجتمعه، كالسمك خارج الماء، ويبقى في غربة عن ذاته، أقرب إلى الآلة، منه إلى الإنسان، وطيف الوطن وأجواؤه وأهله وأحباؤه فيه، لا يغادرون خياله، لا يطرد شبحهم إلا مخاوف العوز، أو رعب السوق إلى الخدمة العسكرية، والعيش "خدمجي" تحت رحمة عسكري لا يعرف الرحمة، ويبقى هذا السوري في غربة عن ذاته، مهما ارتقى في المواقع، ومهما كدس من مال، وتخسر بلده كفاءته ومواهبه، كما تخسر حبه وتفانيه.
الرأي الثاني: يتحدث عن سعادة من يملك فرصة عمل جيدة في الخليج ليفر من شر الخدمة العسكرية، ومن عوز الحاجة في بلده، ليعمل في أجواء مريحة، ويمتلك الثروة، فيصبح محترماً في الخليج، وفي بلده، كلما زار أهله وأقاربه، فالمال يصنع الرجل المحترم في مجتمعنا، ليربى أولاد ذلك المغترب، في عيشة مادية مميزة، ومن ثم يستثمر أمواله في بلاده فيعود بالخير عليها وعلى اقتصادها، وكلما زارها في الصيف عزز اقتصادها بسياحته، وبما ينفقه من العملة الصعبة في أسواقها.
ويبقى السؤال: هل يجد السوري نفسه في المال؟ وهل الطموح المالي كافٍ لإشباع رغبات وطموح أي شاب؟ وهل يمكن أن يجد الفرد نفسه في غير مجتمعه، وفي غير محيطه، وأن يثبت نفسه، لنفسه أولاً، وللمحيطيين به ثانياً؟
نترك ذلك الموضوع لتعليقات أعزائنا، قراء موقع الشباب والتعليم في سيريانيوز.... |
||
Powered By Syria-news IT |