2006-04-08 14:11:33 | ||
شخصية الطفل ودور الوالدين في تنميتها والتأثير عليها |
||
ان عوامل التأثير في شخصية الطفل والتي تساعد في تكوينها كثيرة ومتعددة وتنشأ منذ ولادته الى أن يصبح رجلا أو امرأة فالطفل يبدأ باكتساب أنواع العادات والصفات بعد الولادة ويستمر في اكتسابها طوال العمر ولا يتوقف اكتساب الصفات والعادات والمهارات والقيم نهائيا . فالانسان سريع الاكتساب والتعلم ولكن مرحلة الطفولة التي تنشأ في الجو الأسري هي الأهم وتعاطي الأسرة معها بطرق سليمة تساعد في تكوين شخصية جيدة للطفل فالأسرة هي المؤسسة الاجتماعية الأولى التي ينتمي اليها الطفل ويؤثر ويتأثر بها . إن وضع الأسرة الثقافي ينعكس في طريقة معاملة الوالدين لأطفالهم في كل المواقف المتعددة داخل وخارج الاسرة أي ان درجة ثقافة الام والأب تفرض عليهما أسلوبا معينا من التربية والتعامل داخل وخارج البيت . كما أن علاقة الأم والأب مع بعضهما تلعب دورا أساسيا في حياة الطفل النفسية واتزانه العاطفي والنفسي فحين تكون العلاقة قائمة على الحب والاحترام المتبادل يشعر الطفل بالراحة والأمان والاستقرار النفسي والعاطفي. أما اذا ساد الرعب والخوف وعدم التفاهم والحب فسيكون شعور الطفل بعدم الطمأنينة والتوتر مؤثرا باتجاه سلبي وسيؤدي به الى الخوف من اقامة علاقات مع الآخرين . كما أثبتت الدراسات الاجتماعية في حالات الجنوح والانحراف عند الأحداث بأن معظمهم ينتمون الى بيوت لا تعرف معنى الحياة القائمة على الحب والاحترام وبين الوالدين أو انفصال الوالدين عن بعضهما والطفل الذي يحرم الحب والامان ويحرم من العطف والرعاية يتعرض لمشكلات سلوكية عدة كاضطراب النوم والتبول القسري والكذب والسرقة والغش . أما عن الطرق والأساليب التي يعامل بها الوالدان الأبناء فلها تأثيرها الأساسي في شخصية الفرد فإسراف الأم في تدليل الطفل والإسراف في الاهتمام والرعاية يترك آثارا سلبية في حياة الطفل حتى بعد اجتيازه مرحلة الطفولة فتنعكس في تصرفاته وثقته بنفسه حيث يتوقع من الجميع ان يعاملوه كمعاملة أمه له ولا شك ان الإفراط في القسوة يترك أيضاً آثاره السلبية وعادة أسلوب الآباء هو الذي يتسم بالقسوة والصرامة في معاملة الابناء فالمغالاة في العقاب وعدم اظهار الحنان والعطف تؤثر سلبا حيث تفدهم الثقة بالنفس وممن يحيط بهم وتؤدي الى نوع من الميول العدوانية تجاه الآخرين . اذا أراد الوالدان تأكيد نوع من العادات باتخاذ اسلوب القسوة والضرب في ترسيخها فإن ذلك يؤدي الى تمسك الطفل بصرامة بهذه العادات او على العكس فقد لا يهتم ولا يتقيد بها ابداً . كما أن تهاون الوالدين مع الطفل وإعطاؤه حرية مطلقة يدخل الطفل في فوضى قد تدمر حياته . ومعاملة الوالدين التي لا تتسم بالثبات والاستقرار توقع الطفل في حيرة فعندما يقبل الوالدان تصرفا ما رفضاه بالأمس فإن ذلك يؤدي الى نوع من الحيرة والاضطراب خاصة اذا استمرت هذه المعاملة وتحدث النتيجة ذاتها عندما يتناقض أسلوب الأم والأب في المعاملة أي تدليل الام للطفل وقسوة الأب وسيطرته عليه في نفس الوقت . كما يلجأ الوالدان أحيانا الى أسلوب الموازنة بين الأبناء بهدف إثارة المنافسة بينهم وحثهم على الاجتهاد فيقارن الكبير بالصغير والمتفوق بالمتأخر حيث يولد عند أحدهم الشعور بالنقص والآخر بالتالي . أما أسلوب الثواب والعقاب فهو متبع بكثرة على الرغم من أن الثواب يدفع الطفل الى العمل والاجتهاد والاستمرار الا انه قد يصبح هدفا أي أن الطفل لا ينفذ العمل لأنه يرغب به بل من اجل الحصول على الثواب . وهذا لا يعني أنه أسلوب يجب الابتعاد عنه فهناك حالات كثيرة يجب العقاب فيها لتكرار السلوك البديل الذي يجب إتباعه . وتفضيل الوالدين كليهما أو احدهما لطفل معين والذي يتحدد بعوامل متعددة : كجنس الطفل وسنه وتربيته بين الإخوة وكونه الطفل الوحيد .. الخ . يولد عند الأطفال المحرومين شعور الغيرة والعدوان تجاه والديهم واتجاه الأخ المفضل ويعبرون عنها بسلوك عدواني غير أن محبة الوالدين والمعاملة المتساوية بين الأطفال يولد المحبة بينهم ويقويها . فللوالدين الأثر الأكبر في التأثير على شخصية الأبناء ومدى اتزانها وتكاملها لهذا يجب عليهما التعامل مع الأبناء بريقة سليمة تساعد لتكوين شخصية سليمة . المجتمع الاقتصادي |
||
Powered By Syria-news IT |