يوم بعد يوم تزيد هموم المواطن السوري الذي أصبح يرضى بأبسط الأمور ويحرم نفسه وأولاده من أصناف كثيرة من المواد الغذائية التي كان في الماضي يدخلها إلى بيته بشكل روتيني كالفواكه مثلاً وكم هي ضرورية لجسم الإنسان وطبعاً لم أتحدث عن اللحوم والدجاج فقد نسي المواطن وجودهما في حياته أو أنه تناسى حتى لا يتشوق لتناولهما بالرغم من أهميتهما فكل هذا أصبح من الصعب الحصول عليه في الوقت الحالي لأنه إذا أراد إدخالهما إلى بيته فإن نصف راتبه سيذهب لشراء هاتين المادتين فقط ..
وكيف هو حال من لديه أطفال بحاجة إلى الحليب والحفاضات فهذا يكلفه راتب ثاني حتى يشتري لطفله ما يحتاجه وطبعاً لم أذكر بقية الحاجات التي يجب تأمينها وقد إرتفع سعرها ولكن ليس بيد المواطن حيلة , ومن يشعر بالمواطن أو يحس بهمومه ونحن نعرف ونشاهد من يزيدها تعقيداً فوق تعقيد ويخلق له أسعاراً جديدة وتعرفة كبيرة وكل هذا ليس في الحسبان حتى كثرت الشكاوي التي لا أحد يهتم بها وكثر التطنيش ولم يعد أمام المواطن سوى إيصال صوته من خلال وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة ولا نعرف إذا كان هناك من يتابع هذه الشكاوي أم يتم وضعها على الهامش العقلي للمسؤول
والمشكلة بهؤلاء المسؤولين بأنهم أصبحوا يتصرفون وكأنه ليس هناك دولة وإذا قلت لهم سأشتكي فهم يضحكون وكأنك رويت لهم نكتة ويقولون لك إذهب وإشتكي ولكن لن يسمع أحد شكوتك فهل من المعقول أنهم فقدوا الضمير الإنساني والإحساس والشرف ولم يعد هناك من يحاسبهم ويردعهم عن فسادهم وتقصيرهم إتجاه الوطن والمواطن وأصبح همهم الوحيد هو تعبئة جيوبهم بالمال والركض وراء مصالحهم الشخصية , والغريب عندما نسمع بأن التجار يحتكرون المواد ويرفعون أسعارها ويتاجرون بالدولار ويضعفون الليرة السورية والدولة تعرفهم ولا توقفهم ولا تحاسبهم وكأن حدودهم خارج حدود الدولة السورية ولكن لا نلومهم بل نلوم الدولة التي كانت على الدوام تدلل هؤلاء التجار وتحسب لهم ألف حساب فهل هذا جزاء الدولة التي وقفت بجانبهم في الماضي حتى يستغلوا ضعفها وحاجتها لهم في الوقت الحالي ويكونوا طرفاً أساسياً في الأزمة الإقتصادية التي وصلنا لها , وبعد كل هذا لا بد للمواطن من أن يتوسل خيراً بمجلس الشعب الذي ظل لشهور صامت ويعقد جلساته التي لا نعرف ما يجول بها بسبب تغييب الإعلام عن هذه الجلسات حتى ظن المواطن بأن هناك طقوس خاصة لهذا المجلس لا يجوز لأحد أن يعرفها أو يشاهدها
فالمواطن بحاجة لمن يقف بجانبه ويتكلم بلسانه ويوصل معاناته اليومية وغلاء المعيشة الذي أنهكه وفقدانه للعديد من المواد الغذائية والأدوية التي لم تعد موجودة كالسابق , فالمواطن يريد مزيداً من الإهتمام به من قبل مجلس الشعب لأنه إنتخبه وإختاره على أساس أنه ممثل له وقد وضع كل أمانيه وأحلامه بين يديه ويجب أن يكون مطالباً لحقوقه ومحاسباً لكل من يقصر بعمله وأن يسأل الوزراء عن تقصيرهم ويستجوبهم على الهواء مباشرةً حتى تتوضح الأمور أكثر ويرتاح المواطن ويجد أجوبةً عن الأسئلة التي تخطر بباله ولا يجد جواباً لها في أغلب الأحيان فكم هي صعبة آهات المواطنين في مجلس الشعب عندما لا يعبر عنها هذا المجلس الكريم .