أعشق الياسمين أو لعلّي لا أعشق إلّا الوطن وما عشقي للياسمين إلّا من عشقي لوطنٍ علمه من دماء شهدائه ونقاء أحلامه وظلمة محنته و نجمتين من أملٍ " خضراوين يسكن فيهما الله " فيحميه واحداً موحداً قوياً صامداً حراً أبياً أبداً.
وإذ كنت لا موالاة . . .
حينما كان المسؤول فوق القانون وكان الولاء له هو الولاء للوطن
و حينما كانت تُزوّر التقارير عن الفاسدين فيرتقوا ليصنعوا تاريخ الوطن
و حينما انتشر الفساد في كل المفاصل والمستويات فلم يبقَ الباطل باطلاً ولا الحق حقاً
و حينما كان من يشتري منصباً يُهدى له "على رأس البيعة " جزء من هذا الوطن فيبع منه ما يشاء ولمن يشاء وكيفما يشاء
و حينما كان التسلق واللاأخلاق هي الصفات الضرورية لمن يريد ويسعى لاستلام منصباً
و حينما صارت درجة الفساد على سلم اللاوطنية تحدد الأهمية وعدد العبيد وعدد الأسياد
فقد صرتُ لا معارضة . . .
حينما كبّرتْ تلك المعارضة على قتل الأطفال واغتصاب النساء
وحينما اختارتْ أقذر مالٍ وأقذر فكرٍ وأقذر إعلامٍ وأقذر وسيلة
و عندما صار قتل الجندي السوري نصراً لها ولم تعي أنّ تدمير الدفاعات الجوية خطة إسرائيلية
و حينما هلّلت للغارة الإسرائيلية واعتبرتها انتصار
و حينما بررت أكل القلوب وشق الصدور والقتل على الهوية
و حينما بررت التحالف مع شارون وحتى مع الشيطان لإسقاط النظام غير أبهةٍ بتدمير كلّ الوطن
و عندما لم تستطع اختيار قياديها وتركت للشر القطري والسعودي والتركي والأمريكي والفرنسي والبريطاني أن يختار لها فلم يختر إلّا العملاء والمتآمرين واللصوص الذين لا همّ لهم إلا اغتيال الوطن
و عندما تحولتْ عن المطالبة بالحرية إلى سرقة المعامل والآثار وتكرير النفط المنهوب
وسأبقى لا موالاة . . .
إلى أن تصبح السورية هي مقياس الوطنية
و تتنصر النزاهة على المحسوبيات و الشهادات العليا على الشعر الأشقر
و يبتعد من أعرفهم من المسؤولين على اختلاف مستوياتهم عن المعروفين بفسادهم المزمن ولا يتخذونهم مقربين وناصحين ويبحثون عمن يخدم الوطن لا من يخدمهم بمخالفة القوانين أكثر
و تنتهي محاربة وتهميش الشرفاء والمبادرين وكل من همّه الوطن
وسأبقى لا معارضة . . .
إلى أن يدرك أتباعها أنّ الوطن أولاً
و تتخلص من المتآمرين والخونة والعملاء في صفوفها
و تلقي السلاح وتدرك أن الفوز بالانتخابات هي الطريقة الصحيحة للوصول للسلطة وليس تدمير الوطن
و تدين كل جرائم القتل والاغتصاب والتفجير والتدمير
فسأبقى لاموارضة ( لا موالاة ولا معارضة ) . . .
إلى أن ينتصر عند أحدهما الوطن