آخر تقليعة من تقليعات العرب المضحكة هي تقليعة الملك البحريني الذي يقول فيها ان والده لطالما تساءل عن سبب انسحاب بريطانيا من الخليج مع ان احد لم يطلب منهم ذلك، خلال حفل استقبال أقامه في لندن لحضور مهرجان "ويندسور" الدولي للفروسية، هذا الكلام وان دل على شيء فإنما يدل على الوفاء والاخلاص الذي يكنه هؤلاء للأمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس.
ومع جلالته حق فكيف له ان يتناسى الدور العظيم الذي قامت به بريطانيا في تقسيم دول الخليج الى دويلات وامارات مما ادى الى وجود دولة اسمها البحرين، ولكن لا ادري من اين جاء الملك بمثل هذا الكلام عن انسحاب بريطانيا من الخليج فكما يعلم الجميع ان الغرب وخاصة الولايات المتحدة وبريطانيا لهما الاولوية في اقامة الشركات والمصانع وغيرها في دول الخليج حسب الاتفاقيات الموقعة بينهما اضافة الى وجود قواعد عسكرية بريطانية في معظم دول الخليج، اضافة الى القواعد الامريكية، كما ان مئات اذا لم يكن آلاف من الشركات البريطانية لها فروع في كافة الخليج العربي اضافة الى الحسابات المالية لدول الخليج في المصارف البريطانية مما يجعلنا متأكدين لدرجة لا تقبل الشك ولو بنسبة صفر في المائة من ان من يتحكم بالخليج هي وبريطانيا وغيرها وبامكان من يرغب التأكد من هذا الموضوع.
ولا ننسى ان هناك اتفاقيات تعاون دفاعي مشترك مع معظم دول الخليج، واستغرب من كلام جلالته وهو الذي اكد خلال الزيارة التي قام بها مؤخرا لبريطانيا على ضرورة دعم وتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية والصناعية والاستثمارية بين البلدين، ورفع مستويات التبادل التجاري بينهما وعرض فرص الاستثمار المتوفرة في مملكة البحرين على رجال الأعمال البريطانيين وتشجيعهم على توجيه تجارتهم إلى البحرين.
اذن كلام جلالته غير واقعي ولا منطقي لانه مبني على اوهام لا ندري من اين جاء بها، لذا احب ان اطمئن جلالته انكم مازلتم مستعمرين كما تتمنى وكما هو الواضح من كلامك فعلى حد علمي ان للاستعمار اشكال واساليب وانواع مختلفة.
وفي الختام لا يسعني الا ان اقول ادام الله بريطانيا حامية الحمى فوق رؤوسكم، سائلا الله ان لا يحرركم من جهلكم وعبوديتكم.