ابو مظلوم مواطن عربي في الخامسة والخمسين من عمره وهو من البلدان التي هبت عليها رياح الربيع المسموم وهو متزوج واب لولد وحيد انقطع عن السنة النهائيه في المدرسه على حافة الدخول للجامعه بسبب رياح الربيع التي دمرت المدارس ولم يسلم منها بيت ابو مظلوم الذي ضاع في اعمال العنف المتبادل ومحله المتواضع الذي كان يبيع فيه الالبان والاجبان لم يكن استثناءا
وانتقل ابو مظلوم مع زوجته وابنه للاقامة مكرها في بيوت الاقارب التي لا زالت لغاية تاريخ انتقاله اليها محتفظة باسقفها وفي مثل هذه الظروف يحاول المواطن في أي بلد في العالم البحث عن الاستقرار المؤقت حتى ولو كان وهميا واتصل به شقيقه المقيم في احد البلدان الشقيقه ليخبره ان هناك رجل محسن يعرض المساعده وسيرسل لزوجته تأشيرة زياره مؤقته لمساعدة عائلة المحسن في تربية الاطفال وبعد وصولها سيتكفل المحسن باجراءات الاقامة للزوجه اما الزوج والابن فقد سافرا بعدها كل واحد بطريقة مختلفه الى نفس البلد
ووصلت ام مظلوم الى بيت المحسن في البلد الشقيق وهي لا زالت تتذكر البيت والمحل والامن والامان والسعاده التي طارت جميعها بلمح البصر وتحولت الى ذكرى وقد كانت ام مظلوم تعيش في بيتها معززة مكرمه باستقلالية وحريه وكان املها في الاشقاء لا يقل عن الاحتضان الذي لاقاه الاشقاء في بلدهم على مر عقود من الذين لجأوا اليهم من بلدان شقيقه ولم يطلقوا عليهم حتى مصطلح لاجئين ولكن الواقع غير الحسابات وام مظلوم في الخمسين من عمرها وتعاني من عدة امراض في العظام والعضلات والقلب وسرعة الشعور بالارهاق وهي امراض العصر
وفي صباح اليوم التالي لوصولها بيت المحسن وقبل الساعة السادسه تم ايقاظها لتوصيل ابناء المحسن الى باص المدرسه وبعد الانتهاء من المهمه عادت الى غرفتها لكي تنام قليلا ولكن المهمات لم تنتهي فالبيت الكبير بحاجه الى تنظيف وترتيب والمطبخ ينتظر لتجهيز طعام الغداء وغسيل العائله مكوم بجانب الغساله في غرفة الغسيل وهذه المهمات لا تتوقف من السادسة صباحا لغاية الثانية عشر ليلا ولم يمضي اسبوع واحد فقط كانت ام مظلوم عاجزه عن الوقوف على رجليها واتصلت بزوجها تبكي وتشكي حالها وعند مراجعة ابو مظلوم للمحسن الكبير متساءلا عن مهمات الزوجه التي حضرت لاداءها وهي مربية اطفال فكانت اجابة المحسن:
ان طبيعة العمل لديهم بهذا الشكل وهنا اعتذر ابو مظلوم وقال للمحسن الرزق على الواحد الاحد وزوجتي لن تصمد اسبوعا اخر الا وهي في الدار الاخره واصطحب ام مظلوم التي كانت بالكاد قادره على جر نفسها للعودة مع زوجها ابو مظلوم الى بيت تبرع لهم به محسن حقيقي وليس محسن كبير ليكمل ابو مظلوم رحلة البحث عن الرزق في بلد الاشقاء
وفي الختام لا يمكن القول الا هيك الاخوه والا فلا وهكذا يدعم الاشقاء بعضهم في المحن باستغلالهم اكثر من العبيد ونصيحه للمغرورين والمتكبرين لا تتكبروا لان الله اكبر وان دعتك قدرتك على ظلم الناس تذكر قدرة الله عليك وفكر انك في موقع وظروف المظلوم او المحتاج والخالق عز وجل لا يحتاج لمصانع اسلحه ولا جيوش فاعصار او زلزال او بركات او صخور تتساقط من السماء كافيه لاعادة البشر الى ظروف ما قبل الكهوف