هل تنامُ قريرَ العين ؟؟ أم أنكَ حتى لاتقوى على الاستلقاء ..؟؟ ربما تستلقي وتزفرُ دُخـَّاناً وذكريات وبقايا كلمات .. أو تنام وعينـُكَ مفتوحة ، ومساراتكَ مغلقة ٌ مصطومة ولاشيءَ فيكَ قادر على القيام.. ..
لاتؤاخذني عزيزي السوري ، فالمِحنة أكلتْ الأخضر واليابس ولم يبق فينا سوى المذهول أو البائس .. باتت الأشباحُ تأكلُ من صحونِنا الفارغة ، وتبصقُ فيها ناراً .. تنهشُ من أعصابـِنا السورية الصامدة المحروقة . غذاؤنا باتَ - (أملاً ) - ينتصبُ على أقدام ٍ من عجين .. مع أنه لم يعد فينا شيءٌ منتصب سوى الأنين ، وبعضُ أقلامِنا المليئة بالكبريت والكبرياءِِ والذكريات.. ..
طمنـِّي عنك عزيزي السوري هل دخلتَ في المود أخيراً ؟؟ هل تعوَّدتَ على أصواتِ المتفجرات المتنقـِّلة بين رجليك .. طمِّني عنك.. هل صرتَ تميِّز أنواع القذائفِ من أرقامِها وصفيرِها أم أنكَ لاتأبه لكلِّ هذهِ الألحان والانجازات ولا لتلكَ المزحات الثقيلات ، أواخر الليل .. وترغبُ فقط ، أن تـَغـُط َّ في نوم ٍعميق ؟؟ تلتحفُ الأمان ، وتـُعانقُ حبيبتـَكَ السور...ية الجميلة التي تعرف .. عزيزي السوري ..
للأسف لابدَّ أن أخبرَكَ بأننا صرنا مشهورين ، وعلى كلِّ الشاشات وباتت أجسادُنا وأشلاؤنا ، مادة ً للبثِّ المباشر .. وأضحتْ عظامُنا المتناثرة على الأرصفة ، نكاشات أسنان أو مِسواك - في أحسن الأحوال - للأخوة المؤمنين والملحدين .. صرنا ياعزيزي نتصدَّرُ الأكشن ونتابعُ كلَّ التحاليل ، ونتحمَّلُ كلَّ التحاميل.. ونتعاطى النارَ والبومباكشن .. كيف تشعر عزيزي السوري مع هويتِكَ الجديدة الضاربة في العَراقة لاجىء .. نازح .. هارب .. ضارب ؟؟ دراما تراجيديا كوميديا .. لايهم .. لكنها طالت حلقات ذلك المسلسل الكوميدي ، أليسَ كذلك ؟؟ ..
عزيزي السوري .. أين أنت اليوم ؟؟ قد تكون في كلِّ مكان .. وربما تعيشُ الآن في
نـَفـَق ٍ ، يمتدُّ بينَ زمان ٍ وزمان .. أعرفُ أنكَ صرتَ تراقبُ أسرابَ الطيور ،
دون انفعال تـُراقبُ من بعيد .. وتأبى الظهور .. فهل قمتَ من بين الركام ِ
كالعَنقاء القديمة التي سمِعنا عنها أم أنكَ ضعتَ في هذا الزحام ؟؟ .. أعطِني يدَكَ
فقط فـَيـَدي مشتاقة ٌ لمصافحتِها دَعَنا نساعدُ بعضَنا ، لننهضَ من جديد