لم أر شعبا يعشق وطنه , ويتمسك بأرضه , مثل شعبك...
فأرضك من مقدساته , ورائحة ترابك هي عطره الأبدي أينما حل..ومهما مرت السنون...
وإن تسأل السوري عن حبه الأول والأخير, قال: الوطن
وأنت كم كنت قاسيا عليهم أيها الوطن ,دعنا نتكلم بصراحة اليوم , قلم يعد هناك متسع للكذب والإلتفاف على الحقائق ,دعني أقول لك الحقيقة ياوطني بدون أقنعة وتكلف ,كنت قاسيا ياوطني على أبنائك السوريين وتخليت عنهم منذ عشرات السنين , تركتهم يهيمون على وجوههم في أرجاء الأرض باحثين عن أنفسهم ,وعن لقمة عيش وكرامة....
أيا وطني أبناءك اليوم يبكون ,فقد أمضوا عمرا ,لملموا خلاله كل ماكان سيزين سنوات شبابهم ,وخبأوه لك ..وضاع شبابهم ولم تنتظرهم أنت ,يبكون عمرا مضاعا ,,ووطنا لم يحتضنهم بشبابهم ,ولا انتظرعودتهم في خريف العمر ليغمرهم ببعض الدفء.....
غادروك محملين بذكريات ,وحنين وأحلام ,ولم تكترث لهم . عاشوا طيلة سنوات من الإغتراب يقتاتون على فتات الأمل ,أمل العودة والعيش الكريم على أرضك,,وشاءت الأقدار أن يكونوا اليوم خارج حدودك
هؤلاءالمغتربين أبناءك لو أرادوا اليوم المشاركة بكلمة أو رأي أتاهم الجواب طاعنا من إخوتهم
(تعال لهون ,وبعدا فرجينا مراجلك )
(قوم من ورا شاشة اللاب توب وشوف الحقيقة ) أو
(رجاء المغتربين مايسمعونا صوتن) ومن قبيل هذا الكلام....
لماذا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
هل نسي إخوتنا في الوطن أن المغترب (أخ أو ابن أو أب أ أخت أو ابنة ) هو ابن هذا الوطن أولا ,و دفع عشرات السنين غربة وقهرا وشوقا وأمورا كثيرة_ قد لا يفهمها إلا من عاش هذه التجربة التي تعاقبونه عليها اليوم_
كل هذا فقط من أجل أن يبني بيتا على أرضك أو ليعود بصندوق خشبي قبل أن يستطيع تحقيق هذه الأمنية ربما .
هل غادرك باختياره ,ضاربا بعرض الحائط رغد العيش والرفاهية والحضن الدافئ ,وفضل حياة الإغتراب والعمل كالآلة ليل نهار ؟؟؟؟
هذا الذي تعيرونه باغترابه اليوم,وبعده عن الوطن وتخليه عنه بمحنته,مرض كثيرا ولم يجد يدا تمد له كأس ماء أو حبة دواء. حلم كثيرا بوطن يفتح ذراعيه لاستقباله مشتاقا ,بينما تذمرتم من الوطن نفسه ليل نهار _
وللتوضيح أنا لا أتحدث هنا عن من اتخذ قرار البقاء طواعية في الوطن ولم يغادره منذ سنين ,بل عن أولئك الذين قضوا عمرهم بالتذمر من كل شيء هناك ,وعلى أبواب السفارات ,ولم يفوتو فرصة للبحث عن مخرج أو عمل في أي بلد ,والآن ولعدم قدرتهم على المغادرة يشنون حربا كلما تحدث أحد المغتربين بشوق عن بلده ويحاكمونه لأنه غادر منذ سنوات وشاء القدر أن يكون اليوم بعيدا عما يجري على أرض الوطن وأنهم وحدهم يعانون مايعانون من تداعيات مايحدث ,هل نسيتم أن أهله وذويه بينكم وأن باله وفكره وأعصابه مشدودة دوما إليكم فلا تقللوا من أهمية مايشعر به اتجاهكم أرجوكم...
فقد أجل أحلاما وسعادة ظنا منه أن السعادة تدخر كما المال إلى بعد حين ,ليستمتع بها لاحقا على أرضه بينكم
.لكن أين اليوم؟؟؟ لم يعش الغربة ,,ولن يعيش في الوطن,,أجل الأحلام والسعادة التي سئمت انتظاره.
إخوتي لا تدعوه يشعر مرة أخرى اليوم بغربة الوطن ,وأن هذا الوطن ليس له ,وأنه رفضه مجددا كما من قبل ,وتجبروه على تركه عنوة للبحث من جديد عن وطن في غربته........