تعبت الحروف من وطأة عنفكم فمصابة بالذهول الأبكم والوجع أنهك بوحها فكل يوم يصلبها خبر وينعيها مزيد من دم الشهداء و يخيبها استمرار الفجائع ...ماذا نقول ومنظر ما حدث اليوم يزيد الغصات التي سدت هواء أرواحنا وخنقتنا ! ماذا تنتظرون بعد كل هذا!
وهل ما فعلتموه هو رسالة إلى المحبة والسلام! ...بكل حجر تسقطوها من وطننا تهوي معه قلوبنا وبكل دمعة تنهمل من أعيننا تغرسون خناجركم بمُقلنا وبكل نقطة دم سال من ظمأكم للقتل فتحتم بدلا ًعنها في شرايين الذاكرة أنهارا من الغضب عليكم واللعنات التي ستلاحقكم في كوابيس لن تشفوا منها.....
فداحة التطاول القميء الذي تعجز التعابير عن وصف بشاعته الحاقدة هو ما حدث اليوم في مكان يعبق بعقول خلقت لتبني و أدمغة تضج بالتفكير وأصحاب حلم لا يرتدي طموحهم المستحيل وطلاب علم هم صانعوا المستقبل الجميل...بتنا لا نستغرب هذه اللوثة التي هاجمت رؤوسكم فعطلت العقل والوحش الذي ارتعب منكم وغادر وحشيته لأنه وجد أشرس منه ففرّ هارباً....
أبرياءُ آخرون أضفتموهم لمجازركم الدموية في حرم القداسة التي تجهلونها وفي منابع المعرفة التي أعداؤها توابيت ضمائركم المحنطة و حجارة قلوبكم الغائبة ...لا أستغرب أنكم تحاربون العلم باستباحة طلابه وتجرؤون على اجتياح معبد يبارك الله من يقصده بل استهدفتم أيضا من شردتموهم من بيوتهم فنزحوا من جهنمكم لتشعلوا فيهم نيرانكم في مأواهم...
ما ذنب من كان يسهر ليلاً على ظلام سببه إرهابكم و يدرس على ضوء شمعة ليتقدم لاختبار يقرر مصيره و يحقق أمنياته التي ترافقه من الطفولة بأن تغتالون منه الحياة و تفترسونه بذئبية تبرأ منها الذئاب.....فاحتفلوا بسود صنائعكم و امضوا في ظلمات أوحالكم و تواروا عن النور يا دعاة العتمة و جبناء الضعف فأمكنتكم ستبقى مستنقعات شركم الغادر ونتانتكم ستزداد قذارة و لن تخطفوا منا مهما دمرتم أحلامنا الجميلة لهذا الوطن ولن تنالوا إلا ما تستحقونه فاليوم حصل طلاب الشهادة على أعلى المراتب و تجاوزوا كل الاختبارات بتميز فنالوا بدماء أرواحهم درجة الشرف عند الله وتوجوا بالشهادة...
أعلموا يا ايها الدون أنكم مهما أبحرتم في طغيانكم الجاهل فلن تخمدوا شعلة الحبر الذي لن يمحى في أقلام صنعت من صخر ولن تكسره همجية بطشكم وسيكتب على شواهد قبوركم هنا دفن الإرهاب.....سلامٌ على من رفعهم حبهم للعلم إلى طموحهم بالحياة الأبدية......مريـــــــــــــــــــم 15/1/2013