عندما يصر كائن من كان، على المثابرة لتجنيد ودعم وتمويل من يفخر بتدمير بلد ما، ويسعى لخلخلة الإقتصاد فيه، ويعمل على سحق البنى التحتية لأمة بذاتها. فيستبيح الحرمات, ويقتل الابرياء من الناس، ويسفك الدماء .. يكون هذا الشخص وبدون أدنى شك أو ريبة إبن حرام...

فالوغد قد يعزل أباه من سدة الحكم ليتسنى له الإنفراد بكرسي العرش، والبطانة من حوله تكون على شاكلته يشترون ويبيعون الناس كالعبيد، وليتبختر هو متحولاً إلى دب في سيرك، لا يؤتي بحراك من دون أمر يتلقاه من مروضه العتيد، تحت مظلة بهرجوها له ورفعوا فوقها يافطة كتبوا عليها حامي ديار المسلمين!!!

بعد انقضاء ثمانية أيام دامية، عانى منها شعبنا الفلسطيني في غزة شتى أنواع القهر والإضطهاد والعنف الصهيوني منقطع النظير، وبعد الصمود البطولي للمقاومة - بكل ما أوتيت من صواريخ - عرف معظمها أهدافه المنشودة ... تم التوصل إلى التوقيع على وثيقة الهدنة بين طرفي النزاع - بحسب ماورد - فلوحظ ما هو آت...

بإجراء مقارنة موضوعية بين ما وقع عليه اليوم، وما وقع علية بعد عدوان تموز على الجنوب اللبناني عام 2006 نقول .. التوقيع على هدنة ما بعد تموز لم تخرج ( زعيم المقاومة في الجنوب اللبناني ) من ستره ليظهر على الملأ من دون خوف أو وجل - بل أكثر من ذلك - فهو لم يذهب إلى المنطقة التي من المفترض أن يكون فيها أكثر إستهدافاً كما فعل المدعو أبو الوليد بدعوى أنه حصل على تطمينات قطرية، لنجد الجنرال موفاز يأسف لعدم تصفية المدعو في المنطقة التي ما تزال تحت نيران قوات العدو ... ذلك يعني بأن هناك بنود سرية احتوتها وثيقة الهدنة لم ينشرها الإعلام تضمن سلامة تحركات رموز بعينها، وذلك لم نشهده في وثيقة هدنة 2006.

والسؤال الذي بات يطرح وبقوة عن الدور الذي بات يلعبه المشعل، وهل بات ورقة ترجيح يجري تحريكها فبيل الإنتخابات المزمع إجراؤها داخل الكيان الإسرائيلي؟

في خضم المعارك كانت العقيدتان لصد العدوان متشابهتين .. كونهما منبثقتان من مشكاة واحدة، وجهوزية الرجال في الميدان كانت على أحسن حال، أما العتاد فهو من نفس المنبع  وإن لو كان هنالك تباينات في المدى والتعداد، وكانت النتيجة : وإن جنحوا للسلم فاجنح لها ... عندها تغيرت شروط إيقاف العدوان وبنود توزيع الغنائم.

فالمشعل هرع ومن دون أدنى خوف ليستظل سماء غزة، ليغدو فيها عنوان النصر .. مثنياً على ما أسماه التحالف المصري التركي القطري الذي عمل على صد العدوان ، وليتغافل عن مجمل الأسباب الرئيسية التي حققت الصمود.

أريد مما ورد أن تسيرالتسوية وفق المنهج المرسوم لها، ولتصيرإمارة غزة جاهزة للإعلان في أي وقت كان، وليعمل على دراسة مسألة كونفيدرالية الضفة مع الأردن في القادم من الأيام.

بذلك نكون قد توصلنا إلى حل أعقد قضية شغلت العالم بأسره في قرن مضى وبثوان، والفضل يعود إلى ما بات يعرف بتحالف الإخوان .. فالحل أقل ما يقال عنه بأنه مخزي ومحزن على حد سواء، محققين بذلك أقصى ما كان يحلم به حاخامات اليهود وقياداتهم على مر الزمان بهمة إبن حرام.

في مصر يبرز طاغية من نوع فريد ( يقولها بالفم العريض : أنا ربكم الأعلى فاعبدون! ) ... كيف لا وهو المتربي والمترعرع على أعتاب وكالة ناسا ردحاً من الزمان ليس بقليل .. وحين شب وقوي عوده، استقدموه على شعب مصر فاغراً فاهه ومكشفاً عن أنيابه، مبشراً شعب مصر الأبية بأن أيام العبودية قد عادت، حتى وإن جلى المستعمر البريطاني عن أرض مصر منذ حين.

فالمستعمر يعود بحلته الجديدة، وبشكل انطلى على كثير من هؤلاء الذين لا يزالون يحلمون بعودة الدين الحق ليحكم البلاد، وليغفلوا عن مرامي غربية تدس السم في الدسم، فيتلقاها الساذج من المتمسلمين بصدره الرحب، لتودي به إلى الزوال ولو بعد حين.

بعد أن تجرع شعبنا العربي في أرض الكنانة من المغراية .. تنبه إلى ماهية الحكاية، فالمرشد يستأثر بكل شيء ولا يدع للغير إلا الفتات ليقتات عليه، حتى بتنا نسمع من أحدهم يقول بأن المرسي يستطيع بإعلانه الدستوري - الغير شرعي - من أن يخلع عني زوجتي ويتزوجها من غير مساءلة أو حساب ليمسي بذلك إبن حرام!

وبهمة أحرار مصر قد فض الإعلان ... فهل نأمن ما هو آت؟. ويا خبر اليوم بفلوس بكرة يبقى ببلاش .. وكله من تحت لواء الإخوان.

رياح الشمال قد هبت وانقشع الغمام .. عن حلم يعود بنا إلى عصر السلطان، فسلاطين آل عثمان ما زالوا يحلمون بولاياتهم الغابرة، فها هم يشحذون الأسنان، ويعدون العدة ليعودوا بنا إلى السالف من الأزمان، هم يستعينون بمرتزقة يلهثون وراء الدرهم والدولار، أوينشدون الحوريات الحسان في الجنان، بعقول لا ينتعلها إلا من به مس من جان .. أما أردوغان السلطان، وحينما يستفيق مما كان، يتحقق مما آل إليه الحال .. ليعلم أنه سقط في مستنقع ليس به قرار، فيسارع لطلب تحصين البلاد من مخاطر لم تكن بالحسبان لأنه إبن حرام، ونستودعكم الله اللطيف الحنان.

بسم الله الرحمن الرحيم...

وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ

صدق الله العظيم.