(مهنة ابو نظيف كانت  عامل نظافه منذ نعومة اظفاره حتى بلغ سن الستين وبناءا على رغبة الخلف الصالح طلبوا منه الاستراحه من العمل (حرصا على مكانتهم في المجتمع ) وشهرا وراء الاخر بدأت صحة ابو نظيف في التراجع حتى اقتربت من  التدهور ونقلوه الى المستشفى ولم يكن قد سبق له ان راجع طبيبا في حياته وليس اقامة في المستشفى

 وعند فحص الطبيب المعالج لملف ابونظيف وجد ان سجله الطبي نظيف ولم يسبق له ان عانى من أي مرض عضوي ولم يسبق ان شعر باي من الالام في أي جزء من جسده واخبر ابو نظيف الطبيب ان صحته تراجعت بعد تركه لمهنته التي زاولها ما يقرب من الاربعون عاما دون اجازه وكان بقوة الحصان ولكن منذ عدة اشهر طلب منه ابناءه ترك العمل والجلوس في البيت ومنذ ذلك الحين بدأ جسمه بالنحول ولا يشكو من الم في عضو من جسده بعينه ولكن  الهزال يشعره بأن قواه قد خارت ولم يعد هو ابو نظيف صحيح الجسم قوي البنيه حتى انه اقترب من عدم القدره على الوقوف بثبات على رجليه

 وهنا كانت نصيحة  الطبيب لابو نظيف غريبة بعض الشيء حيث نصحه  بالعوده الى العمل وفعلا عادت صحة ابو نظيف الى سابق عهدها لان الهواء النظيف كان مفعوله عكسيا على رئتي ابو نظيف وهو قد تحول من الهواء المختلط بكل الروائح الغير محببه الى الهواء النقي دفعة واحده ) واذا كان التنفس شهيق وزفير للهواء فالمعلومات التي تدخل الدماغ وتخرج منه ايضا وتداخل الحاله النفسيه للانسان في الاستقبال والصياغه واعادة البث او النفث تشبه حالة التنفس الى حد ما وليس غريبا بعد عصور من التجهيل والتعتيم واستبدال سمعا وطاعه على اساس الحق والعدل والانسانيه بقمعا وطأطأه  لغالبية الشعوب لمصلحة طبقة او فئة بعينها مرتبطه بمصالح خارج الجغرافيا وتتعارض مع مصالح الاوطان والشعوب ومن الطبيعي عند كسر القمقم مرة واحده يكون الحال مثل من خرج من الظلام الدامس الى النور الساطع وان فتح عينيه مرة واحده وهو صعب يمكن ان يصاب بالعمى وكيف الحال اذا اقترب كثيرا من قرص الشمس الذي له فوائد من مسافة معينه وعند الاقتراب منه كثيرا يسبب الاحتراق ومن كان قد تمت تعبئته سلبا ويعاني من خلل في التفكير واضطرابات نفسيه لا يمكنه  السير بخط سليم في التفكير والاداء

ويكون التخبط هو الاستراتنيجيه المثلى لقيادة الامة التي انزلقت من السىء الى الاسوأ ومن تمكن من ركوب الموجة او تم اسقاطه فوقها قفز الى كرسي التسلط قبل وصول موجة تحرك الفوضى الخلاقه التي تريدها الشعوب ربيعا ولكن المراد لها فوضى جهنميه وليست خلاقه و العقلاء يدركون  حقيقة ما يحدث ولكن البسطاء يصابون بالصدمه حيث تتقاذفهم الامواج لان ما كان هو تعبئه وليس توعيه ومن تم شحنه ليس بالسهل اقناعه بغير ما كان يتنفسه والوعي هو فتح افاق الدماغ للقدرة على الابداع اما التعبئه فهي ان لم تجد لها ارضية مناسبه لتجسيد  الافكار السوداء من طيف وطائفه وافق ضيق جغرافيا او عرقيا فانها تصاب بالصدمه والهزال مثل حال ابو نظيف وتكون عاجزه عن العيش باجواء الحرية الحقيقيه ولهذا  هناك شعوب توهمت انها تحررت ولكنها حرية موبؤه ومريضه وحيث ان عجلة التاريخ لن تعود الى الخلف ولا يمكن اعادة عقارب الزمن الى الوراء فاننا في نفق مظلم حتى لو حاول البعض الادعاء بغير ذلك ولا يمكن عبور النفق الاخطر من الدهاليز السابقه الا بالمخلصين من ابناء الامه واصحاب الانمتماء الحقيقي لامتهم واوطانهم